نداء الوطن الاستقراض" والتشكيلات الديبلوماسية على طاولة مجلس الوزراء اليوم ميقاتي "متوتّر" إبحثوا عن "خيبة قطر‎"!‎

حوالي سنتان فى ن ن أ

وطنية - كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : هل أراد الرئيس نجيب ميقاتي فعلاً طرح الثقة بحكومته في مجلس النواب؟ قطعاً لا، بل أتى ‏طلبه هذا في معرض "تسجيل النقاط" في مواجهة منتقدي الأداء الحكومي على قاعدة "هيدا ‏الموجود وإذا ما عجبكم بفلّ"، وفق تعبير مصادر نيابية، مستنداً بذلك إلى تقاطع داخلي - ‏خارجي يؤكد الحاجة إلى بقاء الحكومة لتمرير الاستحقاق الانتخابي، وهو ما ألمح إليه ميقاتي ‏صراحةً من خلال ربطه المباشر بين استقالته و"تطيير" الانتخابات‎. 
‎ 
وتوقفت المصادر عند ما بدا على رئيس الحكومة من "توتر واضح" خلال جلسة الأونيسكو ‏التشريعية، معتبرةً أنه بات واضحاً أنّ "ميقاتي لم يعد قادراً على التعمية عن عجز حكومته ‏على تحقيق أي إنجاز يُعتد به قبل 15 أيار، خصوصاً في ظل غلبة السطوة العونية على ‏توجهات الحكومة وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على أرضية التضامن الوزاري ‏حيال الملفات الحيوية المطروحة، سواءً بالنسبة للتباينات الحاصلة في وجهات النظر داخل ‏الحكومة حيال مضامين خطة التعافي والمفاوضات مع صندوق النقد، أو في ما يتصل بتمرّد ‏وزير العدل هنري خوري على طلب رئيس الحكومة منه تشكيل لجنة قضائية - مصرفية ‏لمعالجة الإشكاليات المحتدمة بين الجانبين"... لكن أبعد من ذلك، اختارت أوساط ديبلوماسية ‏عبارة "إبحثوا عن خيبة قطر" تعليقاً على أداء رئيس الحكومة "المتوتّر" أمام الهيئة العامة، ‏موضحةً أنّ "هذه الخيبة مردّها إلى عدم تمكن ميقاتي من الالتقاء بوزير الخارجية السعودية ‏فيصل بن فرحان على هامش مشاركته في منتدى الدوحة، بخلاف ما كان يمنّي النفس به قبل ‏عودته إلى بيروت‎". 
‎ 
ولفتت الأوساط الديبلوماسية إلى أنه "على الرغم من ترحيب الخارجيتين السعودية والكويتية ‏الأسبوع الفائت بما تضمنه بيان ميقاتي حيال تجديد التزام حكومته بالقيام بالإجراءات اللازمة ‏لإعادة تطبيع العلاقات اللبنانية مع دول مجلس التعاون الخليجي، شكّل عدم التقاء بن فرحان ‏برئيس الحكومة في الدوحة مؤشراً واضحاً إلى أنّ الأمور لا تزال غير ناضجة بعد على ‏صعيد عودة هذه العلاقات الديبلوماسية إلى طبيعتها المنشودة"، كاشفةً أنّ "سفير لبنان لدى ‏السعودية فوزي كبارة والقائم بالأعمال اللبناني في الكويت هادي هاشم وسفير لبنان لدى ‏البحرين ميلاد حنا نمور، لم يتبلغوا بعد أيّ جديد حتى الساعة بشأن عودتهم إلى مقار عملهم"، ‏مع إشارتها في الوقت عينه إلى أنّ "عودة السفراء اللبنانيين إلى الخليج والسفراء الخليجيين ‏إلى بيروت ليست مستبعدة في أي وقت، لكنّ التركيز السعودي - الفرنسي في هذه المرحلة ‏ينصبّ على تمويل المشاريع الإنسانية لمساعدة الشعب اللبناني في مواجهة الأزمات ‏الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة التي يمرّ بها‎". 
‎ 
حكومياً، وبعدما أجهض رئيس الجمهورية ميشال عون محاولة رئيس الحكومة دعوة حاكم ‏المصرف المركزي رياض سلامة للمشاركة في جلسة كان ينوي عقدها لمجلس الوزراء في ‏السراي الحكومي، ينعقد المجلس في قصر بعبدا اليوم وعلى جدول أعماله جملة بنود وملفات ‏حيوية، أبرزها عقد "الاستقراض" الذي أعده وزير المالية بين الحكومة ومصرف لبنان ‏لتمويل شراء "الاحتياجات الاستهلاكية الملحة من قمح وطحين إضافة إلى أدوية الأمراض ‏المستعصية والمزمنة، والأمور الضرورية المرتبطة بالأمن الغذائي والاجتماعي"، فضلاً عن ‏‏"دفع مستحقات والتزامات القروض القائمة المستحقة على الدولة اللبنانية لدى الصناديق ‏والمؤسسات والمنظمات والشركات العربية أو الدولية"، حسبما جاء في متن مشروع العقد، ‏على أن يتولى المصرف المركزي دفع المبلغ المطلوب إقراضه للحكومة "بالدولار ‏الأميركي"، مقابل تعهد الأخيرة بسداد القرض مع الفوائد المترتبة عليه "من إيرادتها بالعملات ‏الأجنبية" على شكل أقساط سنوية لمدة لا تتجاوز العشر سنوات، وفي حال تعذر ذلك سيقوم ‏مصرف لبنان باستيفاء قيمة القرض "من حساب وزارة المالية المفتوح لديه بالليرة اللبنانية ‏وفق سعر منصة صيرفة‎". 
‎ 
إلى ذلك، من المرتقب أن يُطرح ملف التشكيلات الديبلوماسية على طاولة جلسة بعبدا، حيث لم ‏تستبعد المعلومات المتواترة إمكانية طرح الملف ضمن إطار سلة تعيينات كاملة خصوصاً ‏بعدما أتى تسليم الثنائي الشيعي الأسماء المحسوبة عليه ضمن باقة التشكيلات والمناقلات ‏الديبلوماسية الجديدة بمثاية "خطوة تؤكد منح الضوء الأخضر لإنجاز الملف". غير أن مصدراً ‏واسع الاطلاع أكد لـ"نداء الوطن" أنه في حال عدم تمرير التشكيلات بصورتها النهائية ‏والكاملة اليوم "فستكون الأولوية لإقرار مجلس الوزراء تشكيلات جزئية تأخذ طابع العجلة، ‏بما يشمل بعض عواصم القرار وعواصم أخرى مهمة‎". 
‎ 
وتوقع المصدر أن تستمر المشاورات والاتصالات بهذا الشأن "إلى ما قبل انعقاد جلسة بعبدا ‏عصراً، فإذا سارت الأمور بشكل إيجابي سيتم تعيين السفراء الجدد"، لافتاً إلى حرص ‏المعنيين على "عدم الكشف عن الأسماء المنوي تشكيلها والتحفظ الشديد على تأكيد أو نفي أي ‏من الأسماء المتداولة"، مع الاكتفاء بالإشارة إلى أنه "لن يكون هناك تعيين لأي سفير من ‏خارج ملاك وزارة الخارجية‎".‎
 

شارك الخبر على