البناء بايدن يُشعل الأسواق بحظر النفط ‏الروسيّ… وزيلينسكي يقبل شروط ‏موسكو؟

أكثر من سنتين فى ن ن أ

 نصرالله: بيان الخارجيّة حول ‏أوكرانيا كُتب في السفارة الأميركيّة
 لو ‏كنا نهيمن على الدولة لكان لدينا مصفاة ‏ومشتقات نفطيّة منذ سنة‎ ‎

 

وطنية - كتبت صحيفة " البناء " تقول : تبدو انهيارات الجبهة العسكرية للجيش الأوكراني، رغم كل الصياح والصراخ عن خسائر الجيش ‏الروسي وبطء حركته، واتهامه بإلحاق الأذى بالمدنيين، ورغم التهويل بإرسال الصواريخ ‏والطائرات وتعبئة المتطوعين والمرتزقة، حقيقة يدركها قادة الغرب وعلى رأسهم الرئيس ‏الأميركي جو بايدن، فما يُقال لشد العصب في أوكرانيا ولرفع المعنويات بين الحلفاء، ليس ‏هو ما يعلمه صناع القرار الذين يملكون الوقائع بحقيقتها العارية، والتي عبر عنها بصورة غير ‏مباشرة كلام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن خيبة الأمل من الرهان على حلف ‏الناتو، والاستعداد للتفاوض على شروط الرئيس فلاديمير بوتين، سواء حياد أوكرانيا او بحث ‏الوضع الخاص لجمهوريتي إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم، وفيما كان الرئيس الأميركي جو ‏بايدن يعلن عن حظر أميركي على استيراد النفط الروسي، الذي يبلغ قرابة سبعمئة ألف برميل ‏يومياً، فيما تنتج روسيا أحد عشر مليون وسبعمئة ألف برميل يومياً، كانت أسواق النفط تسجل ‏مزيداً من اشتعال الأسعار، في ظل توقعات ببلوغ البرميل سعر الـ 200 دولار وربما سعر الـ ‏‏300، كما حذر نائب رئيس الحكومة الروسية الكسندر نوفاك، في ظل قلق أوروبي من حرب ‏الأسعار وتداعياتها. وبحساب بسيط تبدو روسيا قادرة على تعويض كل خسائر العقوبات من ‏زيادة الطلب على شراء النفط والغاز وارتفاع الأسعار، بحيث بلغت مبيعاتها يوم الاثنين ‏الماضي ملياراً ونصف مليار دولار مقابل ثلاثمئة مليون دولار في الأيام العادية، والرقم مرشح ‏للارتفاع الى الضعف ربما في الاثنين المقبل. بينما تبدو أوروبا خاسراً كبيراً من كل ما يجري، ‏فقد سددت ثمن الحماية الأميركية ولم تحصل عليها، وسارت بالعقوبات الأميركية ودفعت ‏هي ثمنها‎.‎
المسارات الثلاثة المرتقبة للحرب الأميركية الروسية في أوروبا، هي تقدم المسار العسكري ‏لصالح روسيا بتسارع أعلى وقد بلغ الجيش الأوكراني سقف قدرته على الصمود، وتقدّم ‏المسار السياسي نحو التفاوض على الشروط الروسية، وتحمل أوروبا أكلاف الفاتورة ‏الاقتصادية سواء بشق اللاجئين وأكلاف استضافتهم، أو الجمود الاقتصادي، واشتعال أسواق ‏الاستهلاك‎.‎
لبنانياً، كان الكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لافتاً للاهتمام بشقيه ‏السياسي والاقتصادي، فهو قال سياسياً بما لا يقبل التأويل أن موقف الحكومة من الأحداث ‏الأوكرانية جاء بطلب أميركي وتلبية لإملاءات السفيرة الأميركية، مؤكداً أن البيان كتب بنسخته ‏الأخيرة في السفارة الأميركية، متسائلاً عن صمت القبور لكل جماعة النأي بالنفس والحياد‎.‎
اقتصادياً، تناول السيد نصرالله قطاع الطاقة وارتفاع الأسعار ودور الاحتكارات في فوضى ‏الأسواق وغياب الدولة عن القيام بمسؤولياتها، داعياً الى الضرب بيد من حديد على أيدي ‏المحتكرين والزجّ بهم في السجون، بينما تناول جذر مشكلة المشتقات النفطية، مشيراً الى ‏ان العرض الروسي المقدم للحكومة منذ سنة ونصف يضمن إقامة مصفاة كافية لتوفير كل ‏المشتقات للسوق اللبنانية بالليرة اللبنانية، وأن المماطلة حالت دون أن يتلقى الجانب ‏الروسي جواباً، مناشداً رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الإيعاز بالتسريع في بت الموضوع، ‏لأن هذا هو الحل، معلقاً لو كان حزب الله مهيمناً على الدولة كما يتهمونه، فإن أزمة ‏المشتقات النفطية كانت قد حلّت منذ سنة‎.‎
وأكد السيد نصر الله، في كلمة له لمناسبة "يوم الجريح" المقاوم أن "الأحداث في أوكرانيا ‏مهمة جداً لجهة العبر والدروس المستفادة منها"، وقال: "إن واشنطن تدعو روسيا إلى عدم ‏استهداف المدنيين، فماذا تقول عن ضحايا الحروب الأميركية؟". أضاف: "ماذا عن المجازر ‏وجرائم الحرب الإسرائيليّة في فلسطين المحتلة وعن حصار غزة ومجازر التحالف السعوديّ ‏ضد المدنيين في اليمن؟‎".‎
ولفت السيد نصر الله الى أن "مَن لا ينتمي إلى عالم الرجل الأبيض هو مجرد سلع وأداة عند ‏الأميركي"، مضيفاً "يجب عقد آلاف جلسات المحاكمة للجيوش الأميركية والأوروبية على ‏جرائمها في كل أنحاء العالم". وتابع: "هناك شواهد يومية في العالم على أن الثقة ‏بالأميركيين غباء وحماقة وجهل وتفريط بالأمة والوطن. ورأينا جميعاً كيف خرجت الولايات ‏المتحدة من أفغانستان، وتخلّت عمن وثق بها هناك‎".‎
ولفت إلى "أن عدداً من الدول الأوروبية بينها ألمانيا لم يكن يريد أن تصل الأمور في أوكرانيا ‏إلى هنا"، وشدّد على أن "الولايات المتحدة وبريطانيا دفعتا أوكرانيا إلى الحرب". أكد السيد ‏نصر الله "أن هناك شعوراً بالخذلان والخيبة لدى المسؤولين الأوكرانيين، وزيلنسكي بات جاهزاً ‏لمناقشة مطالب موسكو‎".‎
وأوضح أن "التعاطي مع اللاجئين يكشف التمييز على أساس الدين والعرق واللون. فهل هذه ‏هي الحضارة الغربية؟". وتوجه الى المسؤولين اللبنانيين بالقول: "إن الخضوع للإملاءات ‏الأميركية لن ينقذ لبنان بل سيزيد من مشاكله"، وبيّن أن "لا حدود للمطالب الأميركية، وما هو ‏المقابل الذي يحصل عليه المسؤولون مقابل الخضوع؟". وأشار الى ان "لبنان صوّت ضد ‏روسيا في الأمم المتحدة، رغم أنه كان بإمكانه اختيار الامتناع عن التصويت"، موضحا أن ‏‏"المطلوب من لبنان أن يقول للأميركي إن اللبنانيين ليسوا عبيداً عنده، فهذا ما تُمليه ‏السيادة؟‎."‎
وقال: "البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية بشأن أوكرانيا كُتب في السفارة الأميركية، ‏أين النأي بالنفس الذي تنادي به الحكومة؟ ولماذا صمت دعاة الحياد أمام البيان اللبناني؟". ‏وأضاف: "إن كل الكلام الذي سمعناه عن الحياد والنأي بالنفس هو مجرد ذريعة للتهرّب من ‏المسؤوليات، تجاه القضية الفلسطينية والحرب على سورية واليمن"، مشيراً إلى أنه "عندما ‏يتعلق الأمر بالأميركي يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس". وأوضح أن "بيان وزارة ‏الخارجية بشأن العملية الروسية في أوكرانيا يسقط أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار ‏الدولة اللبنانية". وسأل: "لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة، هل كان يمكن أن تصدر ‏وزارة الخارجية بياناً من هذا النوع؟‎".‎
وقال: "إن بعض القوى السياسية ليس لها أيّ برنامج انتخابي سوى رفع شِعار كاذب بشأن ‏هيمنة حزب الله"، وسأل "ماذا حصّل المسؤولون اللبنانيون من الأميركيين الذين يقدمون ‏وعوداً كاذبة فقط؟‎".‎
وكشف أن "وزارة الخارجية الأميركية لم تقدم مستنداً خطياً لمصر والأردن بإعفائهما من ‏قانون قيصر حتى هذه اللحظة"، وذكر أن "شركات صينية وروسية قدّمت عروضاً واضحة ‏للبنان منذ عام ونصف العام، ولكن الجواب كان سلبياً‎".‎
وكشف السيد نصرالله ان "شركة روسية قدمت للبنان عرضاً لإقامة مصفاة للنفط بتمويل ‏روسي، وبدون ضمانات". وأضاف: "ان الشركة الروسية أعلنت استعدادها لتأمين كامل حاجة ‏لبنان من المشتقات النفطية"، كما أردف أن "الشركة أكدت أنها قادرةٌ على بيع المشتقات ‏النفطية بالعملة اللبنانية وليس بالدولار‎".‎
وقال: "حتى الآن لم يصدر جواب لبنان، بعد مفاوضات استمرت عاماً ونصف العام مع الشركة ‏الروسية، والسفارة الأميركية هي مَن تمنع الرد اللبناني على عرض الشركة الروسية". وأوضح ‏أن "الأميركي يمنع لبنان من التوجّه نحو الخيار الروسي من دون أن يقدّم بديلاً". وقال: "لو كان ‏حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية لتم قبول العرض الروسي منذ عام ونصف العام"، ‏داعياً "المسؤولين اللبنانيين إلى اتخاذ القرار وقبول العرض، لأن الطوابير عادت أمام محطات ‏الوقود‎".‎
ورأت مصادر سياسية لـ"البناء" أن "خطاب السيد نصرالله يحمل رسائل سياسية عدة، لكن ‏الأهم تحذيره للقوى السياسية اللبنانية التي تراهن على الأميركيين للتصويب على حزب الله ‏والإضرار بالمصلحة الوطنية، لأن الأميركيين يحرّضون أدواتهم على الحرب والفتنة والفوضى ‏لتدمير أوطانهم ثم يتخلون عنهم ويدفعون الثمن في نهاية المطاف، لذلك يدعو السيد ‏نصرالله الخصوم السياسيين الى تغليب مصلحة الوطن وعدم الرهان على المشاريع ‏الخارجية. ورسالة أخرى للحكومة اللبنانية والمعنيين بملفات التفاوض مع الأميركيين ‏والإسرائيليين لا سيما ترسيم الحدود البحرية واستيراد الغاز والكهرباء من مصر والاردن عبر ‏سورية والانحياز الى أوكراينا ضد روسيا، يؤكد فيها على عدم التنازل في هذه الملفات ‏والتنازل والرضوخ للضغوط الأميركية لأنهم لن يجنوا أي مقابل، بل المزيد من التنازلات وتلكؤ ‏ومماطلة واشنطن بملف الغاز المصريّ أبلغ دليل‎".‎
وأجرى السيد نصرالله بحسب المصادر جردة حساب للقيمين على الحكومة وتحديداً رئيس ‏الحكومة ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب بملف بيان وزارة الخارجية ضد روسيا، بأنه موقف ‏غير موفق ومنطقي ولا يخدم المصلحة الوطنية وعلى من اتخذه ان يتحمل مسؤولية أية ‏تداعيات. كما قدم نصرالله دليلاً بيناً على أن حزب الله لا يهيمن على قرار الدولة كما يُقال ‏ودحض كل الخطابات والشعارات التي يستخدمها البعض في هذا الإطار للتضليل السياسي ‏والاستثمار الانتخابي. كما فضح السيد نصرالله الخداع والكذب الأميركي بتقديم الحلول ‏للأزمات الاقتصادية والنفطية والكهربائية في لبنان، لكنه مستمر بحصار لبنان، وبيّن أن ‏الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان بسبب السياسات الأميركية وليس بسبب حزب الله. ومن ‏هذا المنطلق رمى السيد نصرالله الكرة الى ملعب الحكومة ورئيس الجمهورية وقدّم الحجج ‏لحقيقة ساطعة بأن الاعتماد على الأميركيين لن يعالج الأزمات بل سيفاقمها، وبالتالي الخيار ‏الوحيد بمقاومة الضغوط والإملاءات الأميركية وعدم التنازل وتحصين الموقف الوطني ‏والتوجّه نحو خيارات اقتصادية أخرى كالصين وروسيا وإيران وغيرها بموازاة الاعتماد على ‏القدرات الذاتية لبناء اقتصاد إنتاجيّ على المدى المتوسط والبعيد لمعالجة الأزمة اللبنانية، ‏وقدم واقعة حقيقية بالغة الأهمية عن العروض الروسية - الصينية لمعالجة أزمتي الكهرباء ‏والنفط، وكشف الدور الأميركي بالضغط على الدولة اللبنانية لرفض هذه العروض لكي ‏يبقى لبنان خاضعاً للأميركيين‎.‎
وعلى صعيد التداعيات السياسية للموقف اللبناني من الحرب الروسية - الاوكرانية، لفتت ‏مصادر "البناء" الى عتب وامتعاض روسيّ على المسؤولين الذين صاغوا بيان وزارة الخارجية ‏بشأن الحرب في اوكرانيا، لافتة الى أن كان بإمكان لبنان الاكتفاء بإدانة الحرب بشكل مبدئي ‏والدعوة الى التفاوض والحوار وتغليب الحلول الدبلوماسية السلمية للحفاظ على السلم ‏والأمن الدوليين، لكن بيان الخارجية انحياز واضح وفاضح لأوكرانيا ضد روسيا وهذا يضرّ ‏بالمصلحة اللبنانية‎.‎
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفير روسيا لدى لبنان الكسندر روداكوف ‏الذي قال بعد اللقاء: "بحثنا الوضع في أوكرانيا وتناقشنا في أمور معينة في إطار العلاقات ‏الثنائية القائمة بين روسيا والجمهورية اللبنانية وجرى تقييم لهذه العلاقات. وفسّرنا من وجهة ‏نظر روسيا الاتحادية الأحداث الأخيرة في العملية العسكرية ضد القوات "النازية" في ‏اوكرانيا‎".‎
في التداعيات الاقتصادية، ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 28000 ليرة لبنانية وصفيحة ‏البنزين 98 اوكتان 27000 ليرة، كما ارتفع سعر المازوت 52000 ليرة وسعر الغاز 9000 ليرة. ‏وسُجّلت حلحلة ميدانيّة نسبية أمام محطات الوقود، حيث أكّد عضو نقابة أصحاب المحطات ‏جورج البراكس أنّ البنزين متوفّر في لبنان، متمنّياً أن "توزّع الشركات مادة البنزين في ‏الأسواق المحلية بكمّيات تكفي الحاجة لتلبية المواطنين". وأضاف: "تزويد المحطات بكميات ‏كافية من البنزين من شأنه أن يُعيد فتحها لخدمة الزبائن، لأنّ المحطات المقفلة لا مخزون ‏كافياً لديها، ممّا يؤدّي أيضاً إلى انحسار الطوابير واختفائها بعد المشهد الذي رأيناه أخيراً‎".‎
وفيما توقعت جهات نفطية معنية لـ"البناء" ارتفاعاً جديداً بأسعار المحروقات كلما ارتفع سعر ‏برميل النفط العالمي، ما سيؤدي الى أزمة نفطية كبيرة مع عجز عن إيجاد الحلول، عقدت ‏الشركات المستوردة للنفط برئاسة مارون شماس، اجتماعاً في ظلّ الوضع الاستثنائي، وغير ‏المسبوق في سوق المحروقات في لبنان حالياً، نتيجة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. ‏وتباحث المجتمعون في تأثير تداعيات هذه الحرب على السوق اللبناني، كما صعوبة تأمين ‏المصادر البديلة للمحروقات المستوردة إلى لبنان من روسيا ومن البحر الأسود، إضافة الى ‏موضوع تمويل البواخر وتأمين استمرارية التموين للسّوق اللبناني. وشدد المجتمعون، على ‏‏"ضرورة تأمين استمرارية تموين المحروقات للسّوق اللبناني لتفادي انقطاع هذه المادّة ‏الحيوية‎".‎
على صعيد موازٍ، عقدت اللجنة الوزارية المخصصة لدراسة موضوع الميغاسنتر بالانتخابات ‏النيابية جلسة أمس، وبحسب المعلومات توافق معظم اعضاء اللجنة على أن "الميغاسنتر ‏يحتاج الى تعديل قانوني في مجلس النواب‎".‎
واعتبر وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، أنه "نتيجة مداولات اللجنة سترفع بتقرير ‏واضح للحكومة في أول جلسة للمجلس، وقد جرى التوقف مطولاً عند النقاط القانونية"، ‏موضحا أن "النقاش القانوني نضعه عند مجلس الوزراء الحريص على إجراء انتخابات سليمة ‏وبوقتها ومن دون اي تأخير". وشدد مولوي، على أن "مجلس الوزراء حريص على إجراء ‏الانتخابات النيابية في موعدها وعلى الجهات المختصة تأمين الاعتمادات لها‎".‎
وفيما أشارت مصادر ثنائي أمل وحزب الله لـ"البناء" الى أن الميغاسنتر يحتاج الى تعديل ‏قانون الانتخاب في مجلس النواب وهذا موقف وزراء الثنائي الذي تم ابلاغه للجنة، أكدت ‏مصادر التيار الوطني الحر لـ"البناء" أن قوى سياسية عدة تحاول عرقلة ادخال هذا الاصلاح ‏الانتخابي في الانتخابات المقبلة بشتى الذرائع، لكننا مصرون على ذلك وقدمنا اقتراحات ‏عملية يمكن اعتمادها بوقت سريع ولا تؤثر على العملية الانتخابية لجهة المهل القانونية ‏والكلفة المالية. وأفادت قناة "أو تي في" أن وزير الداخلية سيحضر اليوم مشروع قانون ‏لإدخال الميغاسنتر ليكون جاهزًا على طاولة الحكومة الخميس اذا طلب منه ذلك على ان ‏يقرر مجلس الوزراء الأمر. ولفتت إلى أن "الدراسة الأولية التي خرجت بها اللجنة التي انعقدت ‏في وزارة السياحة، أكدت إمكانية إنشاء 8 مراكز ميغاسنتر بمختلف المناطق اللبنانية بكلفة ‏مليوني دولار، بعدما كانت دراسة وزير الداخلية والبلديات، بسام مولوي، قائمة على 9 مراكز ‏بكلفة تتخطى الـ 5 مليون دولار‎".‎
ولفتت القناة إلى أن "اتجاهاً درس أمس (أمس الاول) بإمكان أن تخرج اللجنة المجتمعة ‏بوزارة الداخلية بمخرج على قاعدة رمي موضوع الميغاسنتر في مجلس النواب، لكن رئيس ‏مجلس النواب، نبيه بري غير محبذ لذلك وأبلغ المعنيين بانه ليس مع هذا الطرح‎".‎
في المقابل كشف وزير العدل هنري حلو أننا "اتفقنا في الجلسة على أن مجلس الوزراء هو ‏من سيقرّر بموضوع الشق القانوني المتعلق بإنشاء الميغاسنتر، والامر ممكن بلا تعديل ‏قانوني ومن ساندني هو وزير السياحة وليد نصار". وأضاف وزير العدل: "استندت بموقفي ‏القانوني على المادتين 85 و84 من قانون الانتخاب وكذلك المادة 116 المختصة باقتراع ‏المنتشرين‎".‎
وفي سياق ذلك، اعلن تكتل لبنان القويّ بعد اجتماعه الدوري برئاسة رئيس التكتل النائب ‏جبران باسيل أننا "مع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفقاً للقانون الذي نص بوضوح ‏على وجوب السماح للبنانيين بالاقتراع في أماكن سكنهم وليس قيدهم فقط، وبالتالي يحتم ‏ذلك إقامة مراكز اقتراع كبرى أي ميغاسنتر، وإن محاولة إجهاض هذا الحق تُضاف الى ما جرى ‏من إلغاء الإصلاحات في القانون على يد الذين أجهضوا حق المنتشرين بانتخاب ستة نواب ‏يمثلونهم إضافة الى الـ 128 نائباً، كما أجهضوا البطاقة الممغنطة‎".‎
ولفت التكتل الى ان "إقامة الميغاسنتر توفر على اللبنانيين مبالغ طائلة بمليارات الليرات ‏للانتقال في وقت تقارب فيه صفيحة البنزين نصف مليون ليرة، فضلاً عن أن الميغاسنتر يحرّر ‏الناخب من قيود كثيرة ويرفع نسبة المشاركة ويعزز شرعية العملية الانتخابية. والميغاسنتر ‏وسيلة لتسهيل حق الناخب بالمشاركة فهل الذين يرفضونه لا يريدون مشاركة كثيفة ‏بالانتخابات ويخشون من حرية الناخب وتفلته من أي ترغيب أو ترهيب؟ إن كل الأسباب التي ‏حاول الرافضون إبرازها لإسقاط الميغاسنتر هي أسباب واهية وساقطة ولن يألو التكتل جهدا ‏لمنع الاعتداء على حقوق الناخبين وحريتهم، وندعو للإسراع في عقد جلسة عامة لإقرار عدد ‏من القوانين ومنها ما يتصل بإقرار الاعتمادات اللازمة للعملية الانتخابية ولكلفة إصدار ‏جوازات السفر‎".‎
على صعيد آخر، برز موقف قائد الجيش العماد جوزاف عون في موضوع ترسيم الحدود ‏البحرية بأن "الجيش أنجز مهمته التقنية في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية ‏بناءً على تكليف من السلطة السياسية، وبذلك يكون دورنا انتهى عند هذا الحد. بالتالي، وكما ‏أعلنتُ سابقاً منذ نحو عام، ولاحقاً عبر بيان رسمي أنَّ المؤسسة العسكرية هي مع أيِّ قرار ‏تتخذه السلطة السياسية في موضوع الترسيم". ما يعني بحسب مصادر مطلعة على الملف ‏لـ"البناء" نهاية المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين التفاوضين اللبناني والاسرائيلي في ‏الناقورة بوساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة، وبالتالي ترك الملف للمفاوضات السياسية ‏اللبنانية - الاميركية في عهدة رئيسي الجمهورية والحكومة وتحديدًا في اللجنة التي شكلها ‏الرئيسين عون ونجيب ميقاتي لدراسة الورقة المكتوبة التي أرسلها الوسيط الأميركي آموس ‏هوكشتاين التي تتضمن اقتراحاً لترسيم الحدود‎.‎
 

شارك الخبر على