حديث في السياسة.. الشعب الأردني ومتابعته حرب أوكرانيا

over 3 years in الرأى

رغم انها حرب في أوروبا، الا ان الشعب الأردني يتابع مجريات الحرب في اوكرانيا بكل تفاصيلها، ويتفاعل معها وكأنها حرب قريبة منه وهي بالمدى المكاني بعيدة آلاف الكيلومترات، كون احد اطرافها روسيا «دولة نووية عظمى » والطرف الاخر مدعوم من الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية، ما يعني ان لها انعكاسات ونتائج عالمية.

وفي اوكرانيا توجد جالية اردنية ليست بالكبيرة تبلغ قبل اندلاع الحرب حوالي 3000 مواطن منهم حوالي 700 طالب، وغادر الكثير منهم الى الدول المجاورة، فيما عاد عدد لا بأس منه الى عمان بعد ان ارسل الاردن بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني طائرتين لنقلهم الى بلدهم، فيما الاردن لا توجد جالية اوكرانية او روسية وان كان هناك حالات بالمئات لنساء اوكرانيات او روسيات متزوجات من اردنيين كانوا بالاصل طلابا هناك سواء ايام الاتحاد السوفييتي او بعد انهياره.

وأعادت الحرب الدائرة هناك الحديث عن الاتحاد السوفييتي والحرب الباردة آنذاك بين الولايات المتحدة الاميركية التي تتزعم حلف «الناتو » والاتحاد السوفييتي الذي يتزعم حلف «وارسو» الذي انتهى بعد انهياره مباشرة، بل ان دول حلف «وارسو» اصبحت اليوم هي اعضاء في حلف الناتو بعد ان انهارت فيها انظمة الحكم الشيوعية قبل ثلاثة عقود وخاصة رومانيا وهنغاريا وبولندا وليتوانيا وغيرها من دول اوروبا الشرقية.

والتساؤل الهام لدى اغلبية الاردنيين، هو هل هذه الحرب ستعيد رسم التوازنات في العالم من جديد ام انها حرب عادية نتيجة خلاف بين جارين احدهما قوة عظمى ستنتهي الى تفاهمات بينهما؟.

والتحليلات للاجابة على هذا التساؤل كثيرة واحيانا متعارضة، ولكن القضية الاساسية ان نتيجة هذه الحرب سيكون لها تأثير من الناحية السياسية على شكل القوى العالمية الكبرى في العالم، وهناك احتمالان الاول هو تحقيق بوتين «النصر » وستكون النتيجة لهذا الخيار هي اعادة التوازن في العالم لصالح عالم متعدد الاقطاب، بدلا من عالم تهيمن عليه دولة القطب الواحد وهي اميركا خاصة وان هناك دولا كبرى مثل الصين والهند بانتظار نتائج هذه المعركة، اما اذا فشل بوتين في هذه الحرب فان النتائج ستكون تكريس هيمنة قيم اميركا والغرب على العالم.

وهناك قضية اخرى متعلقة بمتابعة الاردنيين لهذه الحرب وهي الأزمة السورية ووجود القوات الروسية في سوريا لدعم الرئيس بشار الاسد والتي شكلت حماية لنظام بشار الاسد سواء محلية او دولية، كما انها مشاركة في العمليات العسكرية بل انها كانت العامل الحاسم في حماية الرئيس السوري، اي بالمعنى الجيوسياسي فان القوات الروسية في المنطقة.

ومتابعة تطورات الحرب في اوكرانيا يتخللها موقف دولة الاحتلال الصهيوني من هذه الحرب والتي هي في موقف «صعب» بين الانحياز الى اوكرانيا التي رئيسها يهودي ومن ورائها الولايات المتحدة الاميركية التي تحميها عبر العقود، وبين روسيا التي اصبح جيشها قريبا من الجولان المحتل.

وكل المعطيات والتحليلات تؤكد ان العالم لن يستطيع تحمل كلفة حدوث صدام بين القوات الروسية وقوات حلف الناتو وهو ما يؤكده قادة روسيا واميركا، فالرئيس الاميركي بايدن وقادة الغرب يؤكدون ان هذه ليست حربهم ولن يرسلوا قوات الى اوكرانيا اضافة الى رفضهم لانشاء منطقة حظر جوي فوق اجواء اوكرانيا رغم العقوبات التي فرضتها على روسيا ووصلت الى درجة الحرب الاقتصادية، وايضا ارسال الاسلحة الحديثة الى الجيش الاوكراني، الا ان الاحداث في النهاية ستتجة نحو الجلوس الى طاولة المفاوضات للوصول الى تفاهمات بين الولايات المتحدة الاميركي? وروسيا على شكل العلاقة بين الناتو وروسيا ومناطق نفوذهما، ومستقبل اوكرانيا والاتفاق على المصالح الاستراتيجية لهما وشكل العلاقة بين روسيا واوروبا علاوة على التفاهم بين روسيا واوكرانيا على شكل العلاقة بينهما وعلى مستقبل جزيرة القرم والمناطق الشرقية في اوكرانيا واخيرا علاقة اوكرانيا بالغرب.

Mentioned in this news
Share it on