الإسراء والمعراج.. إرث عريق ومعالم على الطريق

أكثر من سنتين فى الرأى

ترتبط الأمة الإسلامية، بثوابت تجعلها أكثرَ صلابةٍ في مواجهة تحديات الحياة. فالقرآن الكريم كلام ربّ العالمين، وهو النور المبين، الذي لا يمكن للأمة الإسلامية التفريط بحرف واحد منه، وهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهناك السنّة النبوية المطهرة، التي تدعو إلى الرحمة بالقول والفعل، مما يشكّل مجموع ذلك: شخصية المسلم، وينمّي فيها الشيءَ الكثير، ويزرع في طريق حياة الأمة والأفراد الخيرَ الوفير.

كما تعتبر السيرة النبوية، ذات أهمية بالغة في إعطاء الصورة النقية عن الإسلام، فهي سيرة سيدنا محمد بن عبدالله، النبيّ العربيّ الهاشميّ القرشيّ - صلى الله عليه وسلّم -، وكلّ سيرته زادٌ للمسير، ودلالة خير للمستنير، وهي سفينة النجاة، كما أنها الغذاء الروحي كلما انعطفت بنا الحياة، وتكالبت علينا الهموم، فنتعلم منها درسًا من فصولها، فيتحوّل الخريف إلى ربيع، والشوك إلى زهر، ويمتلئ السراج زيتاً من شجرة مباركة، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء.

ومن أهمّ معالم السير النبوية، حادثة الإسراء والمعراج، وهي رحلة إسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومعراج إلى السماء السابعة، وهي إحدى معجزات النبيّ محمد - صلى الله عليه وسلّم-، الذي رأى جوانب متعددة في رحلته تلك، مما يزيدنا إيمانًا، ويدفعنا نحو العمل الصالح، والتقرب إلى الله تعالى، في الامتثال بالأمر والابتعاد عن كلّ شرّ، مما جاء في أخبار تلك الرحلة العظيمة على لسان نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلّم-، وأول تلك الأمور وأولاها: الصلوات الخمس في اليوم والليلة اللاتي فرضهنّ الله علينا نحن المسلمين ليلة الإسراء والمعراج.

إنّ المعاني العميقة التي نقرأها في القرآن الكريم وفي أحاديث سيد المرسلين عن رحلة الإسراء والمعراج، تصل بنا إلى اكتناز هذا الإرث العريق من العام إلى العام، لنذكّر أنفسنا والأجيالَ من بعدنا بأهمية الإرث النبويّ، زماناً ومكاناً، ليكون التعلّق بثوابت الدين أكثر نجاعة على طريق المستجدات، وفي منأى عن الخلاف والاختلاف، وتحقيقًا لروح الإسلام السامية ورسالته العالمية الراقية.

وإننا في الأردنّ البلد المبارك نحظى باهتمام الأسرة الهاشمية وقيادتها الحكيمة، بمناسبة الإسراء والمعراج من كلّ عام، مما يعطينا دافعا نحو الأمام، في تحقيق الإنجازات، وإزالة العقبات مهما كان الدافع وراء واضعيها، ذلك أننا في بلد مبارك، بنصّ آية الإسراء: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)). فالأردنّ بلد مبارك بالإنسان والمكان والزمان، لأنه مما حول المسجد الأقصى، بل.. أقربه قلبًا وقالبًا، وإرثًا وتاريخًا، وعمقًا في الوجدان، وعظيم الاهتمام.

إنّ رحلة الإسراء والمعراج، شرفٌ للإنسانية، لمن أراد الإنصاف، وهي عقيدة لدى المسلمين لمن أراد الازدياد من الإيمان، وهي منارة على طريق الجدّ والاجتهاد لمن أراد أن يسلك الطريق. وأما من أراد أن ينكرها وقد استفاضت أخبارها قوة وكثرة، فهو يغالط نفسه إذا كان يدّعي البحث عن الحقّ وقد ولّى ظهره للحقّ المبين.

agaweed1966@gmail.com

شارك الخبر على