عقوبات ثقيلة على روسيا والناتو لا يستبعد غزوها أوكرانيا

أكثر من سنتين فى البلاد

عبّر الاتحاد الأوروبي، أمس، عن استعداده لتبني المزيد من العقوبات السياسية والاقتصادية الواسعة النطاق على موسكو وبسرعة. وقال “نستعد لفرض عقوبات وروسيا ستشعر بالألم”.
وحث الاتحاد روسيا على التراجع عن الاعتراف باستقلال لوغانسك ودونيتسك والالتزام بالقانون الدولي والعودة إلى المناقشات، داعياً الدول الأخرى إلى عدم الحذو حذو القرار الروسي الذي وصفه بأنه “غير قانوني”.
كما حذر موسكو من استخدام الاتفاقيات الموقعة حديثاً مع “الجمهوريات التي نصّبت نفسها” كذريعة لاتخاذ المزيد من الخطوات العسكرية ضد أوكرانيا، في إشارة إلى احتمال غزو أراضي الجارة الغربية.
وعبّر الاتحاد في بيان عن إدانته الشديدة لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، وما أعقبه من قرار إرسال قوات روسية إلى المنطقتين.
أتت هذه التصريحات، بعدما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء أمام مجلس العموم البريطاني، أن حكومته وضعت أول دفعة من العقوبات على الروس، مشيراً إلى أنها تشمل 5 مصارف، بالإضافة إلى 3 أفراد من ذوي الثروات الطائلة والمقربين من الكرملين.
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، معاقبة بنوك روسية وصناع قرار بسبب أزمة أوكرانيا، مبيناً أن العقوبات جزء من الرد الموحد على روسيا.
وكشف عن معاقبة 27 شخصاً وكياناً روسيّاً لتهديدهم كييف، مؤكداً استهداف بنوكا تمول صناع القرار الروسي والعمليات في المنطقتين الانفصاليتين (دونيتسك ولوغانسك).
كما أضاف “العقوبات ستكون موجعة جدّاً لروسيا”، موضحاً أن أعضاء الدوما الروسي الذين أيدوا الاعتراف بـ دونيتسك ولوغانسك على قائمة العقوبات.
كما أشار إلى أن خطر اندلاع نزاع بشأن أوكرانيا حقيقي، وقال “نحن في لحظة خطرة على أوروبا”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس إن روسيا لم تتوقف عن التخطيط لشن هجوم شامل على أوكرانيا منذ اعترافها باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق البلاد.
وأضاف ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي “جميع المؤشرات تفيد بأن روسيا تواصل التخطيط لهجوم شامل على أوكرانيا”. مضيفاً “نستمر في مطالبة روسيا بالتراجع... لم يمضِ الوقت أبداً فيما يتصل بألا تشنّ الهجوم”.
بالتزامن، منحت الغرفة العليا بالبرلمان الروسي أمس الرئيس بوتين الإذن باستخدام القوة العسكرية خارج البلاد.
ما ينذر بهجوم أوسع على أوكرانيا بعد أن قالت الولايات المتحدة إن الغزو يحدث بالفعل هناك.
يشار إلى أن حلف شمال الأطلسي نشر أربع كتائب في دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) وفي بولندا العام 2017 بعدما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم في 2014 وساعدت الانفصاليين في السيطرة على أجزاء من شرق أوكرانيا.
وكانت تلك أكبر تعزيزات دفاعية جماعية للحلف منذ الحرب الباردة.
أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس (الثلاثاء)، أنه ينبغي للدول الغربية زيادة شحنات الأسلحة إلى بلاده لمساعدتها في مواجهة روسيا.
وقال قبل محادثة مقررة مع نظيره الأميركي في واشنطن “هذا الصباح بعثت برسالة إلى وزير الخارجية البريطاني أطلب فيها أسلحة دفاعية إضافية لأوكرانيا (...) واليوم سأتوجه بالطلب نفسه إلى محاوري في الولايات المتحدة”.
كما تابع “ستكون الدبلوماسية والسلاح أفضل الضمانات لنا. سنحشد العالم كله للحصول على كل ما نحتاج إليه لتعزيز دفاعاتنا”.
وقال كوليبا إن علاقة كييف مع موسكو كانت في القاع والآن أصبحت أدنى من ذلك، مؤكداً أن روسيا انسحبت من اتفاقية مينسك بحكم الأمر الواقع.
كما أشار إلى أن أوكرانيا لديها تفاؤل إزاء استماع حلفائها إلى كييف بشأن الحاجة إلى فرض عقوبات على روسيا.
وقال كوليبا “دعوت الاتحاد الأوروبي إلى تنحية كل الترددات والتحفظات والتشكيكات التي تساور العواصم الأوروبية، وإعطاء أوكرانيا وعداً بضمّها إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل”.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس بوتين، أنه سيرسل قوات لدعم منطقتي دونيتسك ولوغاستك شرق أوكرانيا اللتين أعلن استقلالهما.
كما قال في كلمة له “أوكرانيا لا تلتزم بتنفيذ اتفاقيات مينسك”، معلناً عدم تنفيذ أي جزء من بنود هذه الاتفاقية التي أصبحت منتهية، حسب تعبيره.
وتابع “يتعين على أوكرانيا نزع سلاحها، والتخلي عن الانضمام لحلف الناتو”، مؤكداً أن حديث أوكرانيا عن طموحات نووية يستهدف روسيا مضيفاً “الرسالة وصلت”.

شارك الخبر على