رؤساء الكنائس يطالبون بلجم مخطط استيطاني في جبل الزيتون

أكثر من سنتين فى الرأى

طالب رؤساء الكنائس المسيحية الكبرى في القدس المحتلة، الحكومة الإسرائيلية، امس بلجم مخطط سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية بتوسيع ما يسمى بـ«الحديقة الوطنية» حول أسوار المدينة، التي تسيطر جمعية العاد الاستيطانية على قسم كبير منها.

ويشمل المخطط مساحات واسعة من سفوح جبل الزيتون المطل على المسجد الأقصى، والتي توجد فيها أملاك للكنائس، التي تخشى من استيلاء الجمعية الاستيطانية عليها وفق ما ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، امس.

وأكد رؤساء الكنائس في رسالة بعثوها إلى وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية، تمار زاندبرغ، أن المخطط يمس بحقوق الكنائس في هذه المنطقة ويخرق الستاتيكو فيها.

وأقامت إسرائيل هذه «الحديقة» في العام 1968، بعد احتلال القدس، وتمتد على 1085 دونما، حيث تسيطر جمعية العاد الاستيطانية على القسم المركزي فيها، ويقع في حي سلوان المحاذي للبلدة القديمة.

ووسعت الجمعية سيطرتها إلى أماكن أخرى في الحديقة، حيث تعمل «سلطة الطبيعة والحدائق» على توسيع الحديقة بـ 275 دونما، معظمها في جبل الزيتون، حيث تقع كنائس وأماكن مقدسة مسيحية.

وادعت «سلطة الطبيعة والحدائق» في تفسير توسيع مخطط «الحديقة» الاستيطاني، أن هدف الخطة هو ضمان طبيعة وصبغة المنطقة، من خلال الحفاظ على القيم التاريخية، الدينية والقومية، والمناظر والعمران للموقع».

ويثير المخطط قلقا بالغا بين المقدسيين، ولاسيما الجاليات المسيحية في القدس، وتخوفا من المس بالكنائس في جبل الزيتون، كونه يفرض قيودا كبيرة على إمكانية تطوير هذه المنطقة في المستقبل.

وأشارت رسالة رؤساء الكنائس إلى تخوفهم من نشاط جمعية العاد الاستيطانية، مضيفة «لا يمكننا ألا نشعر بالسنوات الأخيرة بمحاولات من جانب جهات مختلفة بتقليص، إن لم يكن القضاء، على أي مميزات غير يهودية للمدينة المقدسة بواسطة تغيير الستاتيكو بالجبل المقدس، وفشلت هذه الجهات بسبب معارضة وعدم تعاون من جانب الكنائس، والآن يستعينون بصلاحيات قانونية من أجل دفع خطة للإعلان عن أجزاء واسعة من الجبل كحديقة وطنية».

وأضافوا أنه «بالرغم من أن سلطة الطبيعة والحدائق تطرح الخطة من الناحية الرسمية، إلا أنه يبدو أنها تطرح ويروج لها وتدفع قدما بواسطة جهات هدفها الوحيد هو مصادرة وتأميم أحد أكثر الأماكن المسيحية وتغيير طابعها، معتبرين أنها خطوة قاسية وتشكل هجوما مباشرا ومخططا له مسبقا على المسيحيين وعلى الكنائس وحقوقها القديمة في المدينة المقدسة، وتأتي الخطة، تحت غطاء حماية مناطق خضراء، تخدم أجندة أيديولوجية تنفي مكانة وحقوق المسيحيين في القدس».

وفي تطور آخر قام مستوطنون، امس بشق طريقا استيطانية وجرفوا أراضي زراعية، جنوب بلدة قريوت، قضاء نابلس، وذلك تمهيدا لوضع كرافانات وإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة.

وأفاد الناشط في مقاومة الاستيطان بشار قريوتي، أن الأهالي تفاجأوا صباحا بشق المستوطنين طريقا استيطانية تربط بين مستوطنة «عيليه» غرب البلدة بمستوطنة «شيلو» جنوبا، والمقامتين على أراضي المواطنين.

وفي السياق أطلقت أكثر من 100 مؤسسة مجتمع مدني أوروبية حملة تهدف إلى جمع مليون توقيع لمواطنين في دول الاتحاد الأوروبي، لمطالبة المفوضية الأوروبية بوقف التعامل التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية المقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

جاء ذلك بمبادرة من المركز الأوروبي للمساعدة القانونية، وبمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية.

من جانب آخر اقتحم مستوطنون متطرفون يهود، امس باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته، وسط حالة من الغضب والغليان سادت في المكان.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، خلال تصديهم، امس لاقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين اليهود في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن عشرات المستوطنين يرافقهم جيش الاحتلال، اقتحموا مدخل القرية ومنعوا الطلبة من الوصول إلى مدارسهم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أطلق خلالها الجيش قنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بالاختناق.

وفي ذات السياق، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بهدم خمس غرف زراعية في بلدة كفر الديك غرب مدينة سلفيت شمال الضفة.

وقال رئيس بلدية كفر الديك محمد ناجي، إن الغرف الزراعية المستهدفة بالهدم تقع في منطقة باط الأرز شمال البلدة.

وتتعرض بلدة كفر الديك منذ مدة إلى هجمة استيطانية تتمثل بإخطارات هدم ووقف البناء للمنازل والغرف الزراعية، ومنع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى تجريف مساحات واسعة من الأراضي لصالح المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين.

وعلى صعيد متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 41 فلسطينيا من مناطق مختلفة في الضفة.

وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت وسط إطلاق كثيف للنيران مناطق متفرقة في مدن رام الله والبيرة والخليل وجنين ونابلس وبيت لحم وأحياء عدة بالقدس الشرقية المحتلة واعتقلت هؤلاء.

على صعيد آخر التقى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، السفير الدكتور سعيد أبو علي، وفدا من هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.

وتباحث الطرفان خلال اللقاء في مقر الجامعة العربية، آخر المستجدات التي تتعرض لها الحركة الأسيرة من تصعيد وانتهاكات خطيرة في مختلف السجون، كما تم مناقشة سبل دعم الأسرى ومساندتهم وتفعيل قضيتهم، وكذلك آليات إحياء يوم الأسير الفلسطيني لهذا العام.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على