قبيلات تعرض (رأس المال ) على خشبة المسرح الروسي

أكثر من سنتين فى الرأى

عرضت المخرجة الأردنية الشابة نادية قبيلات، مؤخرا، على مسرح «سريدا 21» في العاصمة الروسية موسكو، مسرحية «رأس المال».

وستُعرض المسرحية مجدداً ضمن ريبرتوار المسرح، كما سيتم عرضها ثلاث مرات في شهر آذار المقبل.

وتتناول هذه المونودراما العمل الرئيس الأشهر للفيلسوف الألماني كارل ماركس، الذي يحمل العنوان نفسه. إلا أن المسرحية تتعرّض في جوهرها لحياة المسرح المستقل، والفنان المستقل، وحياتنا اليومية بينما نتعرض في كل لحظة من لحظات الوجود لهجوم شرس من وسائل الدعاية والإعلان عبر الهاتف الذكي والحاسوب، في البيت، في مكان العمل، وحتى أثناء انتقالنا في وسائل النقل.

ابتكرت قبيلات عرضاً مسرحياً باستخدام مادة تبدو للوهلة الأولى غير قابلة للمسرحة، إلا أنها تتمكن من خلال نص مسرحي متوازن، ومن خلال حركة مسرحية منضبطة، وديكورات مبهرة في خيالها وإضاءة بسيطة معبرة، أن تنقل أسئلة ماركس حول الطبيعة الفوضوية للرأسمالية، حول الكساد الكبير والأزمة الاقتصادية التي نتحسب وقوعها، وحول الشهية التصوّرية، والاحتكار، والجيش الاحتياطي من العمالة الصناعية.

تمكنت قبيلات بمساعدة مستشارها ومساعدها في كتابة النص المسرحي، نيقولاي تسفيتكوف، من الوصول إلى جوهر أفكار ماركس بشأن عملية إنتاج رأس المال، وإنتاج فائض القيمة، وتقسيم العمل، والأجور، إلا أن ممثل العرض الوحيد، ألكسندر نيكولاييف، يظل ويعيد لنا كلمات نادية ونيقولاي بأننا لو فهمنا تلك الفكرة، فقد فهمنا «بالكاد» جوهر «رأس المال»، ثم يكرر على أسماعنا جملة: «بالكاد وليس الجوهر كله».

تطرح قبيلات -بحسب قناة (rt) الروسية- أسئلة جوهرية ووجودية تأتي في توقيت في غاية الأهمية، فالعالم على حافة الأزمة الاقتصادية، ويعاني من تفاوت طبقي مرعب، سواء على مستوى الدول والبلدان والكيانات السياسية أو على مستوى الدولة الواحدة.

وعلى الرغم من الطبيعة التي يبدو، من الوهلة الأولى، أنها تلقينية لممثل يرسم لنا على «سبورة» شرحاً مبسّطاً لـ"رأس المال»، وكأنما يجيب عن أسئلة «الطلبة/الجمهور»، إلا أننا نخرج من تلك المسرحية بأسئلة أكثر من الأجوبة، أسئلة نطرحها على أنفسنا حول الثقافة الاستهلاكية، حول العولمة، وغياب الحدود بين الدول والثقافات على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والعالم الجديد وربما «النظام العالمي الجديد» و"الأيديولوجية» الجديدة التي يجب أن نبحث عنها لإنقاذ العالم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على