الأزمة الأوكرانية الروسية.. تصعيد على الجبهة وآمال في أن تنتصر الدبلوماسية على الصراع

أكثر من سنتين فى كونا

(خبر موسع)
الكويت - 17 - 2 (كونا) -- تطورات متلاحقة يشهدها ملف الأزمة الأوكرانية على وقع التصعيد على طول الجبهة بين قوات الجيش الأوكراني والانفصاليين المدعومين من روسيا وسط تحذيرات متجددة لروسيا من غزو أوكرانيا ودعوات إلى التخفيف من حدة الأزمة ترافقها آمال في أن تنتصر الدبلوماسية على الصراع.ففي تطور لافت أعلنت أوكرانيا اليوم السبت أن جنديا قتل في اشتباكات مع مسلحين تدعمهم موسكو بالتزامن مع حشد المنطقة الانفصالية شرقي البلاد تعبئة عامة وسط مخاوف من غزو روسي للجمهورية السوفيتية السابقة.وقالت وكالة الأنباء الأوكرانية (يونيان) إن جنديا لقي مصرعه في اشتباكات مع الانفصاليين شرقي البلاد متهمة الانفصاليين في الوقت نفسه باستهداف محطة لضخ المياه مما أدى إلى انقطاع إمدادات المياه عن 50 بلدة تقع تحت سيطرة القوات الحكومية لافتة إلى أن القوات الأوكرانية تجري تدريبات ومناورات في أنحاء البلاد كافة بهدف رفع مستوى الاستعداد القتالي.وقد تزامن ذلك مع ما نقلته وكالة (تاس) الروسية للأنباء بأن منطقة (دونباس) الانفصالية التي تضم إقليمي (دونيتسك) و(لوغانسك) شرقي أوكرانيا أمرت قوات الاحتياط بالتوجه فورا إلى مراكز التعبئة استجابة لدعوة للتعبئة العامة.ونقلت (تاس) عن المتحدث العسكري باسم قوات (دونيتسك) إدوارد باسورين القول إن القوات الأوكرانية أطلقت 190 قذيفة على (دونيتسك) وبلداتها مما أدى إلى جرح مدنيين وحدوث دمار في المنازل والمباني.كما نقلت (تاس) عن مصادر في (لوغانسك) القول إن القوات الأوكرانية استخدمت مدفعية من حجم 122 ملم وقذائف هاون من طرازي 120 و82 ملم في قصف المدينة وضواحيها مما أدى إلى حدوث أضرار.كما أعلنت سلطات (لوغانسك) أن انفجارا نجم عن عمل تخريبي أدى إلى اشتعال حريق هائل في أنابيب للغاز وانقطاعه عن السكان فيما هز انفجار عنيف وسط المدينة استهدف مركبة قائد الشرطة الشعبية هناك دون أن يسفر عن وقوع ضحايا.وفي الشق الدبلوماسي تحول (مؤتمر ميونيخ للأمن) في أعمال الدورة ال 58 الذي تستضيفه ألمانيا حاليا إلى منصة لتحذير موسكو من مغبة غزوها جارتها وتحبيذ الحل الدبلوماسي لإنهاء التوتر القائم على حدود البلدين الجارين الذي لم يخل من تصعيد عسكري.وجدد قادة غربيون في خطابات لرؤساء دول وحكومات غربية ومسؤولين غربيين آخرين تحذيراتهم لروسيا من اجتياح أوكرانيا مهددين بفرض عقوبات "قاسية وموجعة" على موسكو في حال أقدمت على هذه الخطوة.فمن جانبها قالت نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس في كلمتها أمام المؤتمر إن "على روسيا أن تعرف أن أي هجوم منها على أوكرانيا سيقابل برد غربي موحد وسيكون له عواقب قاسية" معربة في الوقت نفسه عن استعداد واشنطن للحوار مع موسكو.وأضافت هاريس أن الولايات المتحدة وحلفاءها باتوا "أكثر وحدة ووضوحا وثقة بالرؤية في الوقت الراهن" محذرة روسيا من السعي إلى تغيير الحدود في أوروبا.من جانبه جدد المستشار الألماني أولاف شولتس في كلمة مشابهة موقف بلاده الرافض للحشود العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا قائلا إن "إرسال أكثر من 100 ألف جندي إلى هذه الحدود أمر لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال" مؤكدا وحدة الموقف الغربي إزاء ما يحدث على الحدود مع أوكرانيا.أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فقد طالب الزعماء الغربيين بإيضاح مسألة "مهمة" وهي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيدفع "ثمنا باهظا" إذا هاجمت قوات بلاده أوكرانيا.ومن جانبه نبه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ إلى أن خطر نشوب حرب بسبب أوكرانيا "حقيقي" مجددا دعوته لروسيا إلى سحب قواتها من الحدود الأوكرانية.وقال شتولتنبرغ في كلمته بالمؤتمر إن "هذه أيام عصيبة تمر على أوروبا ولقد عمدت روسيا بلا كلل إلى حشد قواتها على الحدود الأوكرانية في أكبر حشد عسكري منذ الحرب الباردة ما ينذر بخطر نشوب حرب حقيقية".وأضاف أنه "رغم ادعاءات موسكو إلا أننا لم نر حتى الآن أي علامة على سحب قواتها أو وقف التصعيد بل على العكس لا تزال تعزز وجودها العسكري ونحن ندعوها إلى أن تترجم ما تقوله إلى أفعال وأن تسحب قواتها من الحدود الأوكرانية".بدورها أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كلمتها عن أملها في أن تنتصر الدبلوماسية على الصراع مع روسيا لحل الأزمة الأوكرانية بسلام قائلة "ما زلنا نأمل أن يسود السلام وأن تأخذنا الدبلوماسية إليه".وحذرت في الوقت نفسه من أنه في حال قرر (الكرملين) تنفيذ ضربات عسكرية في أوكرانيا فإنه يمكن للاتحاد الأوروبي في المقابل "فرض تكاليف باهظة وعواقب وخيمة على مصالح موسكو الاقتصادية" مضيفة أن تفكير روسيا "الخطير الذي يأتي مباشرة من ماض مظلم قد يكلف روسيا مستقبلا مزدهرا".بالتزامن مع ذلك أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع عن قلقهم إزاء زيادة انتهاكات وقف إطلاق النار على طول خط التماس في أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة.وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في بيان مشترك مع وزراء خارجية كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة "ندين استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف العشوائي للمناطق المدنية.ورأى البيان أن "هذا يتعارض بوضوح مع روح اتفاقيات (مينسك) مطالبا روسيا "باختيار طريق الدبلوماسية وتهدئة التوترات وسحب القوات العسكرية بشكل جوهري من المناطق القريبة من حدود أوكرانيا والوفاء الكامل بالالتزامات الدولية بما في ذلك الحد من المخاطر وشفافية الأنشطة العسكرية".وأضاف الوزراء "نتوقع أن تنفذ روسيا التخفيض المعلن لأنشطتها العسكرية على طول حدود أوكرانيا إلا أننا لم نر أي دليل على هذا التخفيض وسنحكم على روسيا من خلال أعمالها".وتأكيدا على الدور الأمريكي حيال الأزمة التقت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في مدينة (ميونيخ) بألمانيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأكدت له التزام الولايات المتحدة ب "سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".وقال مكتب هاريس في بيان إن نائبة الرئيس الأمريكي والرئيس الأوكراني ناقشا خلال لقائهما "التطورات الأخيرة والتقييمات للحشد العسكري الروسي الهائل حول أوكرانيا".وعلى خلفية هذه التطورات دعت عدة دول غربية رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا.وفي هذا الاطار ناشدت وزارة الخارجية الفرنسية في تحديث لإرشادات السفر للمواطنين الفرنسيين رعاياها الموجودين في المناطق الأكثر عرضة للخطر في شرق أوكرانيا مغادرتها "من دون تأخير".كما حثت الوزارة على عدم السفر الى اوكرانيا بسبب التوترات المتزايدة حول العمليات العسكرية الروسية.وفي فيينا حذرت النمسا كذلك مواطنيها من السفر الى اوكرانيا بسبب توتر الوضع الأمني هناك.وقالت وزارة الخارجية النمساوية في بيان "نظرا للوضع الامني الذي لا يمكن التنبؤ به فإننا نحذر بشدة من جميع الرحلات المتوجهة الى أوكرانيا".وبسبب التهديد بمزيد من التصعيد بالقرب من الحدود الأوكرانية أعلنت المفوضية الأوروبية في بيان انه بناء على طلب من الحكومة الاوكرانية للحصول على مساعدة طارئة فإنها تقوم بتنسيق تسليم الامدادات الاساسية لدعم السكان المدنيين وذلك لدعم جهود التأهب الأوكرانية لجميع السيناريوهات المحتملة.وتشهد الأزمة الأوكرانية منذ أسابيع تصعيدا واضحا على خلفية حشد روسيا عشرات الآلاف من الجنود على حدودها مع أوكرانيا.ويتهم عدد من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة روسيا بالتخطيط لغزو أوكرانيا وهو أمر تنفيه موسكو التي تشدد في المقابل على أن الغرب يعمل على تقويض أمنها عبر توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) نحو حدودها.
وانطلقت أمس الجمعة أعمال (مؤتمر ميونيخ للأمن) في نسخته ال 58 بالتركيز على أزمة أوكرانيا والتوترات بين الغرب وروسيا. (النهاية)

م م ج

شارك الخبر على