لغة الاحتراف والرقي...لغة رجل دولة سمير مسره

أكثر من سنتين فى تيار

- سمير مسره
انا اكيد ان من كانت له اذنان صاغيتان وسمع جيدا" ما قاله رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في مقابلته على اثير اذاعة صوت لبنان، تكونت لديه قناعة ان هذا السياسي اللبناني الشاب هو حقا" رجل دولة من الطراز الاول. ويبدو ان هذه الصفة تيقن منها الخارج قبل الداخل باعتراف علني من الخصوم والاصدقاء وتعاملوا معه سلبا" او ايجابا" على هذا الاساس.
من عمل مع جبران (كما يحلو له ان نسميه) ورأى كيفية تعامله مع الآخرين، يعرف جيدا" ماذا اقول. هو اولا" يجسد صفة القائد الذي يتمتع بذكاء عاطفي حاد وهو مدماك اساسي في علم القيادة والتواصل. من هذا المنطلق تشعر انه يثق بك بمقدار ما يثق بنفسه، مما يجعلك تعطي كل ما لديك من شغف وقدرات لاتمام المهمة الموكلة اليك.
هو ثانيا" لا يناقش اي موضوع يجهله كما هي الحال مع اغلبية جهابذة الشخصيات التي تغزو منازلنا من خلال برامج الحوارات التلفزيونية". ولان جبران يؤمن بهذا المبدأ، يدرس كل ملفاته باتقان، ويوسع معرفته، ويرسخ ثقافته السياسية، كي يكون النقاش مجديا"، والحلول قابلة للتخطيط والتنفيذ. هكذا تعاطى مع مهامه داخل تياره، وفي البرلمان، وفي كل الوزارات التي اوكلت له ليحترق، فحولها الى وزارات من الدرجة الاولى.
هو ثالثا" يؤمن بان القيم الاخلاقية هي الركيزة الاساسية لديمومة الاوطان، والتواصل المثمر بين المجموعات والاشخاص. وقد عاش هذه القيم بالقول والفعل في نضاله الطويل المبني على الصدق والنزاهة والشجاعة والاخلاص واخذ المبادرات. فهو احترم خيار ناخبي خصومه، ونسج تفاهمات معهم لانقاذ لبنان، فغدروه حينا"، ورموا استقالتهم بوجهه حينا" آخر عندما كان الموقف يتطلب رجالا".
كل ما سبق، جعل من جبران رقما" صعبا" في المعادلة السياسية، فاقام خصومه الدنيا عليه ولم يقعدوها وقرروا بكل سذاجة ان يكون مشروعهم الانتخابي للاربع سنين المقبلة، هزيمته والغاءه. كل ذلك لانه لا يشبههم. كل ذلك لانه يتكلم دائما" في مقابلاته لغة الاحتراف والرقي، مما يترك اثرا" ايجابيا" لدى السامعين، بينما يطلوا هم على الاعلام مجبولين بالحقد، والغيرة،، والشتائم، وقلة الادب، والكلام الفارغ. انهم بارعون بما يفعلون، لان سيرتهم الذاتية هي كذلك، ولاننا نعرف ايضا" ان ليس لديهم شيء مفيد يقولوه او يفعلوه.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على