من الأشهر اليوم؟

وصف خبراء تربويون التوجه بنقل العطلة الصيفية لتكون شتوية بأنه «توجه غير مدروس»، داعيا إلى ضرورة إجراء دراسات معمقة قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالعملية التعليمية لما له تأثير ومساس بمستقبل الطلبة.

الدعوات جاءت عقب تصريحات وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس حول تفكير الوزارة بنقل العطلة الصيفية لتكون شتوية.

وقال تربويون انه على الوزارة ان تقدم قراراتها بعد اجراء دراسات علمية معمقة مبنية على حقائق وليست بغرض سد الفجوة التي رمتها تبعات جائحة كورونا على قطاع التعليم، موضحين ان التوجه الذي تفكر به الوزارة غير مدروس ويرمي بأثار بالغة على العملية التعليمية.

واكدوا في حديثهم الى «الرأي» ان العطلة الصفية فرصة لتعزيز انشطة وفعاليات لامنهجية وتعزز المفاهيم الاكاديمية، ومتسع لاقامة العديد الفعاليات التي تثري قدرة الطالب على التعامل مع محيطه الاجتماعي.

وقال عضو امناء مجلس حقوق الانسان الدكتور ابراهيم البدور ان على وزارة التربية ان تقدم مقترحاتها وقراراتها بناء على دراسات علمية ممنهجة مبنية على متطلبات ارض الواقع عبر وضع معايير محددة وواضحة للبدء بتنفيذها.

واعتقد البدور في حديث الى «الرأي» أمس الثلاثاء ان الوزارة تقدم حلولا لأجل معالجة ازمة التعليم التي اسهمت بتوسيع فجوتها تبعات جائحة كورونا خلال العامين الماضيين.

واضاف البدور ان على وزارة التربية والتعليم ان تباشر بالعودة للتعليم الوجاهي في الموعد المحدد ب20 شباط المقبل، والا ستترتب تبعات تلحق اضرار بالتقويم المدرسي والمقر ب 195 يوماً مدرسياً، مبينا انه في حال اجلت الوزارة العودة للتعليم لتاريخ اكثر من ذلك ستواجه مشكلة كبيرة في حل تبعات التأخر عن الدراسة، بخاصة بعد ان قلصت الوزارة ثلاثة اسابيع من الفصل الاول وعشرين يوما للفصل الدراسي الثاني، والذي سيرمي نتائج كارثية على المدى البعيد لمستقبل التعليم.

وعلى الصعيد الصحي في نقل العطلة من فصل الصيف الى الشتاء قال البدور ان على الحكومة والجهات المعنية اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها ان تحافظ على سلامة الطلبة والكوادر التربوية العاملة في الوزارة.

وحول الصعيد الاكاديمي اكد البدور ان هنالك تراجعا ملموساً في مستويات الطلبة جراء العطلة الطويلة التي اسهمت بتراجع جودةمخرجات التعليم سواء في الوقت الراهن والمستقبل.

اما الجانب الاجتماعي فان للعطلة الصيفية اهدافاً يحققها الطلبة من خلال تفاعلهم مع مجتمعاتهم المحيطة كاقامة انشطة وفعاليات تعزز مهاراتهم الحياتية والثقافية والمعرفية.

من جانبها اعتبرت العضو المؤسس لحملة عودة امنة لمدارسنا اسيل الجلاد ان التفكير بنقل العطلة الصيفية الى الشتوية قرار غير مدروس ويحمل تبعات كبيرة تقع على عاتق الطلبة سواء على الصعيد الانشطة اللامنهجية وعلى اولياء امورهم في تحمل مسؤولية تغيير نمط المعيشة بخاصة للاهالي العاملين.

وقالت الجلاد ان قطاع التربية والتعليم مرتبط وبشكل كبير بعدد من القطاعات الحيوية الاخرى، الأمر الذي يربك آلية سير الاسرة والمجتمع.

ورأت الجلاد ان العطلة الصيفية تمنح الفرصة الكافية امام طلبة الثانوية العامة للتقديم للجامعات او التفكير في تطوير مهارات عليا للطلبة على جميع مستوياتهم.

واوضحت الجلاد غالبا ما يتم ربط العطلة الصيفية باقامة انشطة لا منهجية تعزز الجوانب الاكاديمية للطلبة وتمكنهم من مزاولة انشطة ومهارات معنية بتفعيل القيم الاجتماعية والثقافية والدينية.