جدارية "مؤنس الرزاز" في اللويبدة .. تحية لحارس ذاكرة المدينة

أكثر من ٣ سنوات فى الرأى

نفذت "حكمت الثقافة" وجاليري إطلالة اللوبيدةوأمانة عمان الكبرى جدارية مؤنس الرزاز على جدار مدرسة الأميرة الأميرة عالية للبنات في منطقة اللويبدة بعمّان وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لوفاة الروائي والكاتب مؤنس، برعاية شقيقه الدكتور عمر الرزاز.وعرض الدكتور الرزاز، في الاحتفالية الموسومة بـ"مؤنس الرزاز لا زال حارس ذاكرة المدينة"، لنشأة وحياة أخيه مؤنس الذي كانت عمان حاضنته التي دثرته، فكتب عنها في رواية الشظايا والفسيفساء: "عمان الحبيبة التي يصرّ الكثير من الناس على اعتبارها مدينة بلا أصل، فأنت "كركي" تسكن في عمان أو "نابلسي" تعيش فيها، وهي الصبية اليتيمة المقطوعة من شجرة مثل حورية خارقة في حكاية خرافية تشرح النفس وتثير القلوب".وتحدث الرزاز حول طفولة مؤنس وشبابه في منطقة اللويبدة، بينما كان والده يخوض معتركاته السياسية خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث كان يجلس مؤنس في المنتزه لساعات طويلة، وبخاصة في فصل الخريف، ثم يتمشى ليزور أصدقاءه في الجبل، ومطعم أبو محجوب ورابطة الكتاب، وحتى وزارة الثقافة حيث كان يعمل في التسعينيات. حتى أنه جر العديد من أصدقائه للعيش داخل الجبل، كان يغامر بكل سرور بالخروج معهم عبر درجات الكلحة إلى البلد، إلى المقاهي وكشك أبو علي الصغير للكتب.وقال إن بيوت اللويبدة الحجرية الصغيرة، وشوارعها الضيقة المتعرجة، وكبار السن فيها شكلت الرحم الآمن الذي مكّن مؤنس من الهروب من انتهازية الحياة السياسية، وابتذال الحياة التجارية، وقيود التقاليد الاجتماعية.وقال مدير مؤسسة الجود ماهر قدورة مؤسس حكمت الثقافة إن إنشاء هذه الجدارية يأتي لتعزيز المشهد الثقافي والفني في اللوبيدة وتطوير التجربة والبناء عليها. وتحدث عن أهمية الشراكه الحقيقية بين القطاع الحكومي والمؤسسات للوصول إلى النتائج بشكل أسرع.أمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتور نواف العجارمة شدد على أهمية خلق المبدعين والشعراء وأدباء من رحم المدارس بهدف حمل هذه الرسالة الثقافية والأدبية.وقالت مديرة الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى شيما التل إن هذه الجدارية هي باكورة الأعمال الثقافية الفنية، ونشر الفكرة من العاصمة إلى المحافظات الأخرى بالتعاون مع الفنانين والمبدعين في هذ المجال، وأهمية دور أمانة عمان في نشر الثقافة والفن.وثمن مدير جاليري اللويبدة الفنان كمال أبو حلاوة، دور الجهود الفنية والفنانين في نقل الرسائل الفنية والثقافية ونشرها.وبين أن العمل في هذه الجدارية استمر لمدة عشرة أيام بحجم عشرين متر وارتفاع سبعة أمتار وتحدي الظروف الجوية الباردة.ولفت أبو حلاوة إلى ضرورة تعميم الفكرة في عدة مناطق بهدف تعزيز المشهد الثقافي والفني انطلاقاً من اللويبدة.توفي مؤنس في الثامن من شباط 2002 في مستشفى لوزميلا باللويبدة، ولكنه اليوم يعود إلى اللويبدة حياً بإرثه الأدبي، بلوحاته التشكيلية، بمحبة أصدقائه وقرائه من مختلف أنحاء الوطن، وبجيل جديد يحتفي بحياته المغايرة وبنتاجه الإنساني المرهف الزاخر، من خلال المسرح والموسيقى والشعر والفن التشكيلي، ومثال على ذلك هذه الجدارية الأخاذة التي تحتضن حياة مؤنس من المهد إلى اللحد.

شارك الخبر على