موظف جسّد شخصية المسيح بموافقة الأزهر.. قصة فنان أوقفه العمى عن التمثيل

about 8 years in التحرير

تمتلأ ذاكرة السينما بعشرات الممثلين الذين لا نعلم عنهم شيئا، ربما لقلة أعمالهم السينمائية، أو لضياع كم كبير من تلك الأعمال، نظرا لقدمها أو تسجيلها في بدايات عصر السينما، ومن بين هؤلاء الفنان أحمد علام، المولود في 20 يوليو 1899، وصاحب الأعمال المسرحية الرائعة، إذ أنه وبعد استقالته من وظيفته بوزارة "الحقانية" العدل حاليا، عمل مع فرقة عبد الرحمن رشدي عام 1923، ثم انضم لفرقة "رمسيس" وتركها عام 1930، لينضم إلى فرقة فاطمة رشدي، ثم عاد إلى تكوين اتحاد الممثلين الذي استمر أكثر من 6 شهور، لينضم إلى الفرقة القومية عندما تكونت، وظل بها بعد أن صارت فرقة المسرح القومي.

وما لا يعرفه كثيرون أن أحمد علام، جسد دور السيد المسيح عليه السلام في أول فيلم عربي عن المسيح سنة 1939، باسم "آلام السيد المسيح"، من إخراج محمد عبد الجواد، وبمشاركة: عزيزة حلمي في دور مريم العذراء، سميحة أيوب في دور مريم المجدلية، سعد أردش بدور الفريسي، توفيق الدقن بدور قيافا، عبد العليم خطاب في دور بطرس، إستيفان روستي في دور المولود أعمى، وعبد السلام محمد في دور المفلوج الذي صنع معه المسيح المعجزة، رغم أن مشهده لم يتجاوز العشرين ثانية.

المفاجأة أن ذلك الفيلم، الذي لم يسمع عنه الكثيرون، تم بموافقة شيخ الأزهر الشريف آنذاك، محمد مصطفى الرفاعي، ونجح فيه الفنان نجاحا كبيرا من خلال إتقانه لتجسيد الشخصية كما ينبغي، ملتزما بنص الكتاب المقدس حرفيا، خاصة خلال مشهد دخول المسيح أورشليم ودخوله الهيكل وطرده الباعة والصيارفة ثم تعرضه للتعذيب.

لم يكن علام، المسلم الوحيد في طاقم العمل، بل كان أيضا أصحاب الشركة المنتجة مسلمين، وكتب المادة الحوارية الأب أنطوان عبيد، وراجعها عميد الأدب العربي، الدكتور طه حسين، وتم طبع الفيلم وتحميضه بمعامل واستوديوهات الأهرام، ونال استحسان الكنيسة والأقباط، كما حضره لفيف من كبار الفنانين والمثقفين منهم: عباس محمود العقاد، المفكر خالد محمد خالد، موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والفنانون أنور وجدي، نجيب الريحاني، يوسف وهبي، علي الكسار، بشارة واكيم، والفنانات ليلى مراد، ليلى فوزي، ماري منيب، وغيرهم.

أصيب الفنان الراحل أحمد علام بانفصال شبكي، ما منعه من الوقوف على المسرح، فسافر إلى ألمانيا للعلاج، ثم عاد لاستئناف عمله إلى أن فقد بصره في أواخر أيامه، وتوفي 2 سبتمبر 1962، عن عمر ناهز 63 عاما.

Share it on