إقبال كبير على المخيمات الخاصة والحجوزات “فل”
أكثر من سنتين فى البلاد
هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي يحرم فيها المواطنون والمقيمون من التمتع بموسم التخييم في بر الصخير بسبب جائحة كورونا واحترازاتها الوقائية. لو توجهنا إلى بر الصخير هذه الأيام، لا سيما في إجازة نهاية الأسبوع، بالإمكان مشاهدة بعض الناس في مخيماتهم لكنها ليست الحياة التي اعتاد عليها الناس منذ سنين في عطلة الربيع.. حيث البر “عامر”.
أهل البحرين يعشقون موسم التخييم وينتظرونه سنويًا بفارغ الصبر.. صغارًا وكبارًا.. تلك الذكريات لا تزال تحمل معها لقاءات الناس التي تحول منطقة قاحلة إلى مدينة تعج بالحياة والمرح والسرور، وبعون الله، ستعود المواسم إلى سابق عصرها بعد انقضاء جائحة كورونا، لكن حتى ذلك الحين، لا شيء يمنع البعض من أن يعيش موسم الشتاء “مخيمًا” في أجواء محببة، ولهذا، انتشرت خلال هذا الشتاء ظاهرة تحويل بعض الأراضي القريبة من البيوت أو الاستراحات أو الأراضي المستأجرة استثماريًا إلى مخيمات مصغرة تجمع ملامح البر من ناحية توفير الخيام وحفرة النار والمرافق التي تجعل المخيمين يشعرون وكأنهم في البر فعلًا، مع العدد المحدد وفق الإجراءات، والأكثر من ذلك، أن هناك إقبالًا من جانب الكثيرين على حجز المخيمات المصغرة المعدة للإيجار في عطلة نهاية الأسبوع وأغلبها محجوزة حتى شهر فبراير!، في دلالة على أن الناس بدأت تفكر في الاستمتاع بالليالي الباردة في هذه الاستراحات.
مشروع مخيم شتاءً وصيفا
هذه تجربة، فقد استأجر الشاب، هاني اسماعيل، قطعة من الأرض وحولها إلى مشروع مخيم وحديقة للإيجار، ويحدثنا عن هذه التجربة فيقول :”الناس في البحرين لا سيما في فترة جائحة كورونا، كانت ولا تزال في حاجة للترفيه مع اشتراطات الوقاية، وأقمت مشروعي حيث خططت لأن يكون بمثابة استراحة يعيش فيها الناس لحظات التخييم، وهي وإن كانت أرض زراعية، لكن وفرت فيها مستلزمات التخييم في البر، وكذلك جلسات الصيف، فهي تصلح للصيف والشتاء، ولله الحمد وجدت إقبالًا جيدًا إلا أن المشروع يتطلب تطويرًا لا تسمح به إمكانياتي”.
ويشير إسماعيل إلى أن موسم التخييم في البر هو من المواسم التي تمثل أهمية للمواطن والمقيم، حتى أن البعض في السنوات التي سبقت جائحة كورونا، يزامنون إجازاتهم السنوية مع عطلة الربيع لكي يقيموا في بعض الأحيان طوال فترة العطلة أو لمدد تراوح بين أسبوع أو أكثر في المخيم، واليوم، لا شك أن أجواء البر مفقودة، وهنا اتجه الناس للاستراحات والبعض أقام لنفسه مخيمًا شتويًا في مساحة قريبة من بيته بالاتفاق مع الجيران أو على أرض مناسبة مملوكة له وطبعًا كل ذلك يتم وفق الإجراءات الرسمية المقررة من جانب الجهات المختصة من ناحية خدمات البلدية والدفاع المدني وغيرها”.
حتى الأطفال اشتاقوا
وعلى قطعة أرض متصلة بمنزله، شيد المواطن مخيمًا جميلًا يقول عنه: “هذه الأرض ملكي، وفكرت مع أسرتي في استغلالها خلال موسم الشتاء كمخيم، ونصبت فيها خيمة كبيرة وأخرى صغيرة ودورات مياه متنقلة ومنطقة للتحلق حول النار ونتسامر فيها مع العائلة أحيانًا ومع الأصدقاء أحيانًا أخرى وفق إجراءات العدد والتباعد، وأنا سعيد بهذه التجربة لأننا اعتدنا خلال السنوات الماضية، وآخرها في العام 2019 أن نخيم في الصخير طيلة الموسم، ووجدت حتى أطفالنا الصغار خلال العامين الماضيين وهم يعبرون عن شوقهم إلى التخييم، فكانت هذه الفكرة بديلة... المكان فيه بعض الألعاب ومساحة مخصصة للشواء وهكذا.
أجواء تراثية
الأفكار المبتكرة تحتاج للرصد والمتابعة، وهذا ما يقوله المواطن، حسن العلوي، الذي أسس مشروعًا لتوفير متطلبات التخييم ولوازم البر، وانطلقت الفكرة عندما كان مع الأصدقاء يستعدون لتشييد مخيمهم فوجدوا صعوبة في توفير متطلبات المخيم في البحرين، فسافر لبعض دول الخليج للبحث عن المستلزمات وتم الحصول عليهم، وقلنا لماذا لا نوفر هذه الخدمة بأسعار حلوة ورمزية للمواطنين والمقيمين.
هذا العام ليس هناك موسم بر والتجمعات ممنوعة ومحدودة العدد عائليًا وفقاً لظروف الجائحة، والتجهيزات اليوم منزلية أو لمن لديه استراحة خاصة، ونقوم بتجهيز المكان كاملًا وندخل فيها لمسات عصرية والأجواء التراثية البرية سواء للخيام أو الجلسات الخارجية، وهذا يشمل خدمات الرحلات أيضًا ولوازمها من جلسات الكشتات ومستلزماتها كلها متوفرة، وبهذا، يستمتع الناس في موسم الشتاء بقضاء وقت طيب “برهم المصغر”.