هذا اليوم

over 3 years in الرأى

لهذا اليوم الموافق للسابع من شباط من كل عام ذكرى تستوقف الأردنيين دلالاتها، ففي ظهيرته مات الحسين قبل ثلاثة وعشرين عامًا، وأي ّرحيل كان مثل رحيل الحسين بن طلال مدويًّا في أرجاء الوطن والمعمورة، بعد نصف قرن إلا قليلا من الفداء والتضحية في بناء وطن حرّ صلب عتيد منيع في أمنه وأمانه ودوره في معركة بقاء الأمة والمنافحة للذود عن حياضها بكل ما أوتي من إرادة وكفاح وجهاد مضنٍ ما لانت له فيه قناة ولا وهن فيه العزم ولا نكص على «عقبيه» وهو رابط الجأش ويقول بأعلى صوت »... والأردن المعتز بأمته، الوفي لأمجادها ولتطلعاتها?والمؤمن بحتمية انتصارها برغم ما يخيم على ساحتها من ظلال قاتمة ويسري في أوصالها من تيارات الخلاف والتفكك، سيواصل العمل على طريق استعادة التضامن العربي ودعمه وتعزيزه».

تاريخ مجيد وسجلّ مشرّف وإجماع عالمي على مكانة الحسين ومنزلته التي ما حازها إلا بما كان عليه منذ نودي به ملكًا للمملكة الأردنية الهاشمية والتي خاض لأجلها ما هانت عليه الروح من اجله وهو الذي علّم من أراد التعلم في مدرسته أن لا شيء يعدل عند الإنسان أكثر من راحة الضمير والرضا عما قام به واضعًا مخافة الله وتقواه نصب عينيه، والحب بالحب والوفاء بالوفاء كان ذلك هو الذي بادله الأردنيون وترجموا فيه حزنهم على الفقيد الكبير بدموع الحرائر والرجال والشباب والأطفال، وهم يبكون الحسين ويلقون عليه النظرة الأخيرة التي لا لقا? لهم به بعدها، ويصبرون ويصبرون ويستلهمون من إيمان الحسين قوتهم وإيمانهم بأن إرثه خالد وباق فينا ما حيينا.

رحل الحسين مطمئنًا بعد ما أسلم الراية لنجله عبدالله الثاني الذي يقف أمام نواب الأمة وأعيانه والشعب يرقبه بثقة وهو يقول» لقد كان الحسين أباً وأخاً لكل واحد منكم كما كان أبي.. وأنتم اليوم إخواني وأخواتي وأنتم عزائي ورجائي بعد الله»، ثم ينطلق بهمّة الشباب وحنكة الشيوخ ويعلن للعالم أجمع إن لأردننا في معركة بقاء الأمة ومستقبلها دوره ومسؤوليته، هذا الأردن الذي يناصر الحق ويقول كلمته، أردن الشرف والأسرة الواحدة الواعية المصممة، الجادة المخلصة، أردن المبدأ القويم والمثل العليا، المبني على امتن الأسس الخالدة، والمن?تح على الدنيا، الواثق بنفسه، الواعي لقدره».

يحيي الأردنيون اليوم ذكرى وفاة الحسين والوفاء والبيعة لأبي الحسين، والمسيرة ماضية مستمرة لا تتوقف عجلتها عن الدوران وعبدالله الثاني فينا ومعنا ومنا وإلينا، وهو الواثق بتأييد ربه في سعيه وحله وترحاله لعيون الوطن وكرامة المواطن، لأننها هكذا كنا في الأردن وهكذا سوف نبقى لا يؤتيّن من قبلنا ولا من خلفنا، رحماء فيما بيننا وأشدّاء على من ناصبنا العداء وأراد بنا الفتنة.

رحم الله الحسين وأطال في عمر أبي الحسين العظيم، لتستمر المسيرة الخيّرة المباركة، مسيرة البناء والعمل والإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان، مسيرة الحوار والتعايش المشترك بين كل أردني وأردنية من شتى أصوله ومنابته.

Ahmad.h@yu.edu.jo

Mentioned in this news
Share it on