ندوة في بعلبك في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية

أكثر من سنتين فى ن ن أ

وطنية - نظمت جمعية "مراكز الإمام الخميني الثقافية" في مركزها في بعلبك، ندوة سياسية وفكرية، لمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، في حضور الوزير السابق الدكتور حمد حسن، النائب السابق الدكتور كامل الرفاعي، المدير الإقليمي للدفاع المدني بلال رعد، وفاعليات دينية، بلدية واختيارية وسياسية واجتماعية.
 
وأدار الندوة وتحدث باسم المركز علي شريف، قال فيها: "فجر الإمام الخميني قدرات الأمة بالرجوع إلى الإسلام المحمدي الأصيل، وطرح على الشعوب الحرة مفهوم وتجربة الإنسان الأعزل في مواجهة الأنظمة الطاغوتية، فشكل انتصار الثورة الحافز للشعوب الساعة إلى التحرر من الاحتلال والإستعمار".
 
النمر
 
واعتبر مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" الدكتور حسين النمر، أن "شخصية الإمام الخميني النموذجية انعكست فيها كل المقومات العلمية والعملية للإنسان. ومن أكثر مميزاته أنه كان يتمتع بشجاعة وصلابة وقوة وإرادة قل نظيرها، وتجلت في شخصيته كل صفات الإنسان المثالي الذي بدأ حياته بالعلم والتقوى والإيمان والعمل الجاد والدؤوب". 
 
وتابع: "كل الأعمال الإرهابية التي تعرض لها الإمام الخميني لم تهدم عزيمته ولم تثنه عن مواصلة طريق جهاده، حتى بعد انتصار الثورة وتشكيل الحكومة الإسلامية، فأمر باحتلال وكر التجسس في السفارة الأميركية، وكان يمتلك إيمانا كبيرا بقدرة الشعوب الإسلامية على تجسيد الإسلام الحقيقي إذا ما التزمت بنهج الله والرسالة السماوية". 
 
وأضاف: "من السمات المهمة لهذه الشخصية الإستقلالية، وعدم اللجوء إلى الشرق أو الغرب، والواقعية والشمولية التي امتاز بها خطه، حيث مهدت هذه الخاصية الطريق لطرح الإسلام باعتباره حضارة راقية عملت على إشاعة الوعي والتقدم والصحوة في المجتمع الإسلامي، ولعل سر عظمة الإمام الخميني يكمن في بساطة حياته".
 
وقال: "لفتني في الأيام الماضية ان بعض وسائل الإعلام العربي والإسلامي تحرك ضميرها، تجاه قضية الطفل المغربي ريان، الذي نوجه تعازينا الحارة لعائلته، وهذا كان شيئا إنسانيا رائدا، ولكن يجب أن يتحرك ضمير الإعلام بشكل متوازن، فلماذا لم يتحرك ضمير بعض الإعلام من أجل آلاف الأطفال في اليمن الذين يموتون بسبب القصف والمجازر والحصار والجوع".
 
ورأى النمر أن "اتفاق الطائف جاء على صورة اللوحة اللبنانية، تم تركيبه من قبل مجموعة شخصيات لبنانية بغطاء إقليمي، ومن وقتها أثبتت التجربة أن أي تفاهمات ضمن أي صيغة لبنانية تحتاج إلى رعاية إقليمية. وأنا أقول اليوم للمتحمسين انتخابياً للحصول على نائب أو نائبين أو ثلاثة نواب، وبغض النظر عن النتائج، لا يمكن أن تكون الصيغة اللبنانية إلا بالتوافق، وسيأتي اليوم الذي يتحدث فيه اللبنانيون مع بعضهم البعض. ومخطئ ولا يجيد قراءة التاريخ ولا الحاضر ولا المستقبل، من يظن أنه ببعض البطولات والأموال والتحركات يمكن أن يأخذ البلد إلى ما يريد، فهناك في لبنان صيغة توافقية معترف بها محليا وعربيا ودوليا، وعندما تتغير هذه الصيغة لكل حادث حديث".
 
خامه يار
 
وأشار المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار  إلى أن "التبعية للاجنبي وبخاصة لأميركا وبريطانيا كانت السمة الغالبة لنظام الشاه، فهو عضو في حلف الناتو وحلف بغداد وشرطي الخليج، والحليف الاستراتيجي لإسرائيل، ووقف الشاه مع أعداء الأمة العربية والإسلامية فزود إسرائيل بالنفط في حرب العام 1967، ووقف مع النظام العنصري في جنوب افريقيا". 
 
وقال: "كان الشعب الإيراني يعاني من الفساد والاضطهاد، ومن الأوضاع المعيشية والاجتماعية المزرية، بينما الطبقة الحاكمة كانت تسرق ثروات البلاد وعائدات النفط. ولم يترك النظام الوراثي الديكتاتوري أي دور للمشاركة السياسية للشعب". 
 
وأضاف: "بعد انتصار الثورة، رغم التحديات والحروب المفروضة، خرجنا مرفوعي الرأس، وكان الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والخروج من الناتو ومن معسكر الغرب، ولم تعد إيران شرطي الخليج ألفارسي، وتم طرد أكثر من 45 ألف مستشار أميركي من كل مرافق ومؤسسات البلاد، وقضت الثورة على جهاز السافاك القمعي، ولم تعد إيران حليفة لإسرائيل، وبدأت مسيرة السيادة والاستقلال والتنمية في المجالات كافة، ودعم المقاومة وحركات التحرر العالمية، وأصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحتل المرتبة السابعة عالميا في إطلاق الأقمار الصناعية، وفي المرتبة 17 عالميا في مجال التطور العلمي". 
 
وتابع: "رغم الحصار الظالم والعقوبات المفروضة على إيران، كانت الإنجازات النوعية في مجال التنمية والإعمار والبناء والصناعة الثقيلة والخفيفة والزراعة والصحة والتطور العلمي. ولدينا الآن 2640 مركزا جامعيا ومراكز أبحاث في كل العلوم في حين كان العدد العام 1979 فقط 222، وفي العام 1979 كان عدد الطلاب 180 ألف طالب، والآن وصل العدد إلى 4 ملايين و800 ألف، في حين انخفض معدل الأمية من 47% الى 2.11%". 
 
وأردف: "المنظومة الدفاعية والصاروخية في الجمهورية ليست هدفا بذاته، وإنما هي لردع العدوان وللحفاظ على إنجازات الأمة". 
 
وختم خامه يار: "بعد فشل رهان الأعداء على الحروب العسكرية والسياسية والأمنية وحتى الثقافية، توجهوا نحو الحرب الاقتصادية، ولكن رغم كل هذه الظروف نتقاسم لقمتنا مع المستضعفين والمجاهدين والمناضلين، ولن تثنينا كل الضغوط والعقوبات".
 
حمادة
 
بدوره رأى الوزير السابق طراد حمادة أن "الثورة الإسلامية في إيران من أعظم ثورات العالم، وهي أقرب إلى ثورتين نموذجتين هما: ثورة الإمام الحسين كأصل في إصلاح الإسلام والأمة بالشهادة وانتصار الدم على السيف ومقاومة الظلم، وثورة قيام الإمام الحجة وظهور المخلص من حيث الأهداف والتحضير لها".
 
وأضاف: "جمعت الثورة النضال ضد الشاه، والنضال ضد أسياده، بمعنى أنها لم تكن مساومة في أي ناحية، وأنها أدركت طبيعة العدو، وواجهته بقوة، وحصل ذلك في أمرين رمزيين: السيطرة على السفارة الأميركية، وإلغاء سفارة الكيان الصهيوني الغاصب وإبدالها بسفارة فلسطين، واستندت الثورة إلى الشعب، وأقامت حكمها على أسس ولاية الفقيه والمشروعية الشعبية".
 
وتابع: "مكن صمود الثورة وانتصارها من نشوء حركة يقظة كبيرة في العالم الإسلامي التفت حول الثورة الإسلامية ونهج الإمام الخميني، وحصلت يقظة العالم الإسلامي في حركة تمحورت حول جدلية حركة الأمة والإمام".
 
وأشار إلى أن "الصراع حول فلسطين بدأ بعد انتصار الثورة يأخذ أبعاده الإسلامية الحقة من خلال دليلين، إعلان يوم القدس وتشكيل قوة فيلق القدس في الحرس الثوري. وأدى ذلك إلى نهوض المقاومة في لبنان وفلسطين وما آلت إليه موازين القوى في الصراع، ونحن الآن نستضيء بأنوار عشرة الفجر في ما نشهده من قوة ومنعة وعزة، ومن تراجع العدو وانهيار أحلامه، والعالم الآن في المفاوضات النووية يعترف أن إيران دولة كبرى في إستراتيجية التوازن الدولي".

                             ========== ل.خ

شارك الخبر على