مركز "فيفو للأبحاث والتطوير" في طوكيو .. النظرة من الداخل

أكثر من سنتين فى البلاد

عندما يتعلق الأمر بتقنيات التصوير المتطورة مثل كاميرا للتصوير بزاوية واسعة جداً وكاميرا ذات عدسة تصوير مقرّبة لالتقاط الصور و كاميرا TOF للهواتف الذكية التي تسمح بتعقب الكائنات أو المجسّمات، فما هو القاسم المشترك بينها؟
إنها "الجُزيئات" التي تشكل التصوير بواسطة الهاتف الذكي، كما تشكل أيضاً أساس الأجهزة من أجل أداء تصوير جيد. إن مكوّنات التصوير هذه، تعني أكثر من ذلك بكثير بالنسبة لـ"فيفو": فهي تعزز أيضاً استراتيجية البحث والتطوير الخاصة بـ"فيفو".
أطلقت "فيفو" في الآونة الأخيرة، مركز الأبحاث والتطوير في طوكيو الذي يقوده فريق من الخبراء اليابانيين ويميط اللثام عن الكثير من القصص المثيرة للاهتمام بالأبحاث والتطوير في مجال تكنولوجيا التصوير. فقد كشف السيد ماسازومي، كبير الخبراء في مركز "فيفو" للبحث والتطوير في طوكيو، النقاب عن المزيد من الغموض الذي كان يكتنف عمليات البحث والتطوير العالمية التي تقوم بها "فيفو".
إطلاق مركز "فيفيو" للأبحاث والتطوير في طوكيو
تأسس مركز "فيفو" للأبحاث والتطوير في طوكيو خلال العام 2019 متخذاً من شيمباشي في طوكيو مقراً له، وقد وضع نصب عينيه إجراء البحوث المُسبقة وتطوير التقنيات التي يمكن تطبيقها بعد ذلك بعامين.
إذاً، لماذا يجري المركز الأبحاث المُسبقة قبل عامين؟ ولماذا تم اختيار طوكيو كموقع لمركز الأبحاث؟ وللإجابة على هذه الأسئلة لا بد لنا من العودة إلى العام 2017، عندما لم يكن هذا المركز قد تأسس بعد.
شهد سوق الهواتف المتحركة نمواً سريعاً في ذلك العام، مع تفاقم المنافسة بين العلامات التجارية القديمة والجديدة.
وعندما تحوّلت المنافسة من التسويق إلى التقنيات الأساسية، بدأت "العولمة"، وهو مصطلح بات يتكرر من قبل قطاعي التجارة والصناعة، في الظهور في مجالات الأبحاث والتطوير. وفي ذلك العام بالتحديد، قررت "فيفو" اتخاذ خطوات إلى الأمام من خلال الإعلان عن إطلاق استراتيجيتها العالمية في مجالات الأبحاث والتطوير.
وبناء على ذلك، باتت الرؤية الكامنة وراء هذه الاستراتيجية تتمثل في الاستفادة من الموارد القيّمة في أجزاء مختلف من العالم من أجل إجراء أعمال الأبحاث والتطوير المتنوعة. وبدوره، استند تأسيس مركز "فيفو" للأبحاث والتطوير في طوكيو أيضاً على هذه الاستراتيجية.
“إن اليابان تمتلك أكثر من 100 عام من التاريخ في تطوير التصوير بالأجهزة المحمولة، وقد مرّت بتحولات هائلة من التصوير السينمائي إلى التصوير الرقمي (بما في ذلك العدسات وأجهزة الاستشعار والمحركات)”. ويرى السيد ماسازومي أنه لا يمكن تطوير تكنولوجيات الكاميرا المحمولة إلا على أسس صناعة تصوير قوية وناضجة، والتي تُعدّ على وجه التحديد، أكبر ميزة تتغنّى بها طوكيو باعتبارها موقعاً لمركز "فيفو" للأبحاث والتطوير.
وعلى الرغم من ذلك، فإن مراكز الأبحاث والتطوير في أنحاء متفرقة من العالم تواجه أيضاً بعض التحديات. على سبيل المثال لا الحصر، فإنه أثناء الانتقال من الأبحاث والتطوير إلى الإنتاج الضخم، فإن النماذج الأولية يجب أن تتوافق مع المنتجات المصنّعة في الصين، والتي تخضع للاختبار والتحسين المتواصلين، إذ إن المسافة المادية بين المكانين تجعل هذه العملية تستغرق وقتاً طويلاً.
التحدي الآخر، هو أن اليابان والصين تعتمدان مواصفات مختلفة للأجهزة، وهو ما يشكل صعوبات كبيرة تعترض عمل فريق الأبحاث والتطوير. واستجابة لذلك، يوصي الخبراء في مركز طوكيو للأبحاث والتطوير باستخدام الموارد الفريدة من نوعها محلياً في عمليات الأبحاث والتطوير.
ويوضح السيد ماسازومي "أنه يوجد في اليابان العديد من المورّدين والمصنّعين والشركاء والجامعات الممتازين. لذا، من الأفضل بكثير الاستفادة من الموارد المحلية". إنها إحدى الاستراتيجيات التي تساعد المركز في مواجهة التحديات المستقبلية المختلفة.
ومن ثم انتقل مركز الأبحاث والتطوير في طوكيو على أثر النمو والتطور الذي شهده، من شيمباشي إلى جوشومي في تشو كو، المنطقة المركزية في طوكيو، وتوسعت اهتماماته تدريجياً من التصوير بواسطة الهاتف المتحرك إلى مجالات أكثر تخصصاً مثل كاميرات السيارات والكاميرات الرياضية والكاميرات الصناعية.
لم تتضح هذه التقنيات بشكل كامل في السوق الصيني. ولكن مع إطلاق كاميرا "فيفو" المميزة المزوّدة بمانع اهتزاز واستكمال قواعد التصنيع العالمية لـ"فيفو"، فإن التطبيق الناجح للتقنيات المذكورة أعلاه يستحق التطلع إليه.
مخطط "فيفو" للمستقبل مع احتياجات المستهلك يكمن في الصميم
انطلاقاً من الثقافة التي تعتمدها "فيفو"، فإن التركيز على المستخدم هو المبدأ الرئيسي الذي يوجّه عمل الأبحاث والتطوير لدى "فيفو". وسواء كانت كاميرا "فيفو" المزوّدة بمانع اهتزاز أو شريحة التصوير في V1، فجميعها يستند إلى رؤى "فيفو" والمراجعة الشاملة لاحتياجات المستهلك.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه ليس من السهل على مراكز الأبحاث والتطوير في الأسواق المختلفة الالتزام بهذا المبدأ. وبصفتهم "دخلاء"، فإنهم يواجهون صعوبات في اكتساب نظرة ثاقبة وفهم أحدث آراء المستهلكين وتبدّلات طلبات المستهلكين في الأسواق الأخرى.
عقد المركز في كثير من الأحيان اجتماعات وجهاً لوجه مع فريق عمل المقر الرئيسي في الصين بهدف مناقشة أحدث اتجاهات البيانات والتكنولوجيا، وذلك من أجل مواكبة أحدث الرؤى. وبعد تفشّي جائحة "كورونا"، بدأ الفريقان في تحويل المزيد من مناقشاتهما إلى شبكة الإنترنت.
وفي هذا الصدد، يقول السيد ماسازومي: "على الرغم من أننا نعتمد على الاجتماعات عبر شبكة الإنترنت في معظم الأوقات الآن، غير أننا في الواقع نتواصل أكثر ويكون تبادل المعلومات أكثر مرونة من أي وقت مضى". يقوم فريق التخطيط / الإنتاج في الصين بتحليل اتجاهات الأبحاث المستقبلية للتصوير بواسطة الهاتف الذكي بناءً على ملاحظات المستخدم. ومن ثم يتم مشاركة هذه المعلومات مع فريق الأبحاث والتطوير في طوكيو.
فقد أدرك السيد ماسازومي من خلال هذا الإجراء، أن مطالب المستهلكين الصينيين واليابانيين متشابهة إلى حدّ بعيد في بعض الأحيان، إذ يوضح "أن المستهلكين الصينيين والعالميين لديهم توقعات أعلى بالنسبة للتصوير عالي الدقة، ولكن هنالك مساحة أقل وأقل لوحدة العدسة داخل الهاتف نفسه".
وبالنظر إلى هذا التناقض، فإن السيد ماسازومي يعتقد أن الاتجاهات الرئيسية لتطوير أجهزة التصوير في المستقبل هو جعلها "مصغّرة ومتكاملة". وأوضح كذلك: "يتم الآن تجميع عدسات الكاميرا بشكل كامل. في المستقبل، قد يتم دمجهما في قطعة واحدة، مع مستشعرات أكثر حساسية وأسرع".
يعتبر إنشاء مركز طوكيو للأبحاث والتطوير مثالاً لاستراتيجية الأبحاث والتطوير العالمية لـ"فيفو". ففي العام 2017، اقترحت "فيفو" أن أبحاثها لن تركز بعد الآن على جوانب فردية، ولكن سوف تركز على ابتكار الهاتف الذكي ككل.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، فإن "فيفو" باتت تملك الآن 10 مراكز للأبحاث والتطوير تتوزع على شينزين ودونغ غوان ونانجينغ وبكين وهانغتشو وشنغهاي وشيان وتايبيه وطوكيو، بالإضافة إلى سان دييغو. وتركز "فيفو" على تطوير أحدث التقنيات الاستهلاكية بما في ذلك تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) والذكاء الاصطناعي والتصميم الصناعي والتصوير الفوتوغرافي وغيرها من التقنيات الحديثة الأخرى.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على