«أجهزة الوقاية» والتكيفات متهمة بحرق محطات الكهرباء.. والخسائر ملايين الجنيهات

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

درجات الحرارة، لم تكن وحدها سبب المعاناة في عدد من المحافظات خلال الأيام الماضية، بل زاد الطين بلة انقطاع التيار الكهربائي، والذي سجل انقطاعات بفترات تتراوح ما بين الـ 48 ساعة و72 ساعة، والسبب كما أعلنت وزارة الكهرباء هو حرائق في محطات المحولات بالمحافظات. 

 

حريق محطة بلطيم

ووفقًا لمصدر بمحطة بلطيم التي تعرضت لحريق ولا تزال تحت الصيانة حتى الآن، فإن التيار الكهربي انقطع عن عدد من المناطق بمحافظة كفر الشيخ، الاثنين الماضي، وتحديدا عند الساعة الـ 6.15 صباحًا، ولحل لهذه الأزمة قامت الوزارة بتوفير عدد من المولدات الكهربائية لتغذية المناطق المتضررة من انقطاع التيار، بسبب حدوث حريق بمحطة محولات بلطيم على الجهد العالي 66 كيلوفولت على 11 كيلو فولت، والتابعة لشركة نقل الكهرباء، وهي المحطة التي تغذي مناطق" بلطيم ومصيف بلطيم والبرلس".

عمل صيانة سنوية ودورية

وأكد المصدر أن المحطة من المفترض أن يتم عمل الصيانة لها قبل الدخول في فصل الصيف، ومن المفترض أن يتم عمل الصيانة وإجراء الاختبارات بشكل سنوي لكافة مهمات المحطة، وبشكل دروي كل شهر أو شهرين، لاسيما اختبار أجهزة الوقاية، منوهًا بأن المحطة تضم 3 محولات و3 سكاشن، وكل سيكشن به عدد من المفاتيح، وكل مفتاح مسؤول عن تغذية قرية من القرى بالكهرباء.

25 قرية تعاني من انقطاع التيار بكفر الشيخ

وأشار المصدر إلى أن كل سيكشن يستمد الكهرباء من كل محول، والسكاشن منها اثنان مسؤولان عن تغذية 16 قرية بمعدل 8 قرى من كل سيكش، بينما السيكشن الأخير مسؤول عن تغذية 9 قرى، بإجمالي 25 قرية، منوهًا بأن الحريق حدث جراء عدم فصل أجهزة الوقاية، والمفترض في حالة حدوث عطل مهما كان درجته تفصل على الفور أجهزة الوقاية بالمحطة بالكامل في 0.2 من ثانية، ولكن مع حدوث العطل لم تفصل أجهزة الوقاية مما انعكس وتسبب فى حريق محطة المحولات.

50 مليون جنيه خسائر حريق محطة بلطيم

كما كشف المصدر عن أن المحطة تضررت من حرق محولين و3 سكاشن، موضحًا أن سعر المحول الـ25 ميجا الذي حرق بـ 5 ملايين جنيه، بإجمالي 10 ملايين جنيه للمحولين، بينما سعر السيكشن وفقًا لآخر سعر حصلت عليه شركة النقل من شركة "ABB" الألمانية والمتخصصة في تصنيع السكاشن لمحطات المحولات، قدر بـ13.5 مليون جنيه، وكان هذا السعر خلال شهر يونيو الماضي، ليكون سعر الـ 3 سكاشن المحترقة بـ40 مليون جنيه، ليكون إجمالي خسائر حريق محطة بلطيم بـ50 مليون جنيه.

المحطة جديدة من 2006

و كشف المصدر أن محطة محولات بلطيم دخلت في الخدمة منذ عام 2006، و"جديدة"، على حد قوله، وحدوث احتراق بهذا الشكل، آمر غريب ويدل على إهمال كبير وجسيم، لتعطل أجهزة الوقاية عن العمل في حالة حدوث عطل.

وعن توفير التيار الكهربائي للسكان، أشار المصدر إلى أنه مع حدوث الاحتراق في المحطة تم تغذية المنشآت الحيوية أولًا الاثنين الماضي بـ 14 ماكينة توليد، كما تم تغذية عدد من المناطق السكنية بالكهرباء أول أمس الثلاثاء وأمس الأربعاء، بالمولدات الكهربائية.

وأكد المصدر أنه سيتم الانتهاء من إصلاحات المحولات والسكاشن والتركيب والاختبارات، مساء اليوم الخميس، حيث توجد تعليمات من وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، بإعادة الوضع كما كان قبل غد الجمعة على أقصى تقدير.

وعن التحقيق في الواقعة، أكد المصدر أن الشغل الشاغل الآن هو إعادة تشغيل المحطة، وبعد ذلك سيبدأ التحقيق في الواقعة، منوهًا بأن التحقيق سيكشف أن السبب في حريق المحطة هو تعطل أجهزة الوقاية بما لا يدع مجالًا للشك.

زيارة الرئيس للبرلس مؤمنة بمحطة خاصة

وفيما يخص زيارة الرئيس السيسي المرتقبة خلال الأيام القليلة لمنطقة البرلس بكفر الشيخ، في ظل انقطاع التيار الكهربائي ببلطيم والبرلس، ووجود مشاكل بالكهرباء تضرب المحافظة، لفت المصدر إلى أن المنطقة التي سيزورها الرئيس بالبرلس لتفقد مشاريع الاستزراع السمكي، تم عمل محطة محولات خاصة بها منذ فبراير الماضي، قائلا: المنطقة اللي هيزورها الرئيس بها محطة محولات جديدة ومكملتش سنة"، كدليل على تأمين المنطقة وعدم تضررها بالانقطاعات التي تشهدها حاليًا بلطيم والبرلس.

 

حريق «سندوب» في 25 مايو

وفي السياق ذاته، تواصلت" التحرير" مع مصدر مسؤول بمحطة محولات "سندوب" بالدقهلية، والتي احترقت هي الأخرى في 25 مايو الماضي، للوقوف على سبب الحريق وكيف أصبحت المحطة الآن؟ حيث قال إن محطة سندوب بالدقهلية تبعد عن المنصورة بـ 5 كيلومترات، ومسؤولة عن تغذية منطقة المنصورة بالكامل بالكهرباء.

وتابع المصدر أن محطة سندوب تشتمل على محولين كبار على جهد 220 كيلو فولت، وهي محطات تحصل على الكهرباء من محطات الإنتاج بشكل مباشر، وتعطي المحطات الصغيرة على جهد 66 كيلو فولت، حيث يوجد بداخل محطة سندوب محطة محولات "صغيرة" على جهد 66 كيلوفولت على 11 ألفا مثل محطة بلطيم.

خسائر حريق سندوب 150 مليون جنيه

وأفاد المصدر، بأن محطة سندوب تضم 3 محولات 220 على 66 كيلوفولت، وعند حدوث الاحتراق تم تدمير اثنين من المحولات الثلاثة، وقيمة المحول 50 مليون جنيه، لتقدر قيمة المحولين المحترقين بـ 100 مليون جنيه، لافتًا إلى أن الاثنين تم الانتهاء من تركيبهما يوم الثلاثاء قبل الماضي، هذا بخلاف حرق 2 من المحولات و3 سكاشن، بالمحطة الصغيرة، والتي تحتوي على 3 محولات و3 سكاشن، لتكون خسائر المحطة الصغيرة 50 مليون جنيه، وإجمالي خسائر محطة سندوب بـ150 مليون جنيه.

تعطل أجهزة الوقاية

وكشف المصدر أن السبب في الحريق هو تعطل أجهزة الوقاية، والتي كان من الفترض" بديهيًا" أن تفصل المحولات والسكاشن فورًا في حالة حدوث أي عطل بالمحطة.

وأشار المصدر إلى أن محطتي " بلطيم وسندوب" اللتين احترقتا، تقعان تحت جهة مركزية مقرها الرئيسي بطلخا تابعة لشركة نقل الكهرباء، وتشمل تغذية محافظات "الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ"، وجميع هذه المحافظات تقع تحت رئيس قطاع واحد وهو المهندس محمود عوض، ومدير عام وقاية واحد، وهو المهندس علي المهدي، وهو ما يوضح أن العطلين تحت إدارتهم.

مدير الوقاية: الأجهزة سليمة 100% واشتغلت وفصلت.. وسبب الحريق"التكييفات"

"التحرير" بدورها تواصلت مع المسؤول على أجهزة الوقاية بقطاع محافظتي" كفر الشيخ والدقهلية"، كونهما محل إقامة محطتي المحولات المحترقتين في أقل من شهرين وبإجمالي خسائر بـ190 مليون جنيه، وهو المهندس علي المهدي، مدير عام الوقاية، والذي قال إنه بالنسبة للوضع ببلطيم لا توجد أي أحمال خارج الخدمة، الكل مؤمن والوضع مستقر هناك تمامًا، ومازالنا نعمل وكل الأحمال في الخدمة، قائلًا: مافيش ولا أمبير بره، لافتًا إلى أن المحطة تغذّي مدينة ومركز بلطيم بالكامل.

وعن سبب الاحتراق، أكد المهدي لـ"التحرير" أن الجو شديد الحرارة والجميع يشغل "التكييفات"، وهو ما يحدث زيادة تحميل على الكابلات فلا تتحمل فتؤثر على المهمة فتفصل المهمة محول التغذية، وعند مواجهته بأعطال الوقاية، أشار إلى أن الوقاية "سليمة 100% واشتغلت وفصلت وكل حاجة.. ولكن بيحدث انهيار في مهمة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة".

وعن سبب حرق محطة سندوب بالدقهلية، التي تقع تحت رايته وإن كان سبب الحريق هو أيضًا عطل بأجهزة الوقاية أم لأ؟ كان الرد قاطعا بأنه "لا يعرف شيئا عن سندوب".

رئيس شركة نقل الكهرباء.. خارج الخدمة

وفي السياق ذاته، قال رئيس شركة النقل المهندس جمال عبدالرحيم، لمعرفة سبب حريق محطات المحولات، وهل السبب في تعطل أجهزة الوقاية، وماهي خطة الشركة للتصدي لعدم تكرار هذا الأمر وخروج واحتراق محطات محولات أخرى بالقاهرة الكبرى والصعيد، خلال الشهر الجاري والشهر المقبل، في ظل الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، بينما لم يكتب لهذه المحاولات النجاح.

أستاذ قوى كهربائية: محطات المحولات مزودة بأجهزة وقاية وإطفاء حريق.. وتفصل أوتوماتيكا

وفيما يخص الجانب العلمي، بعيدًا عن اختلاف الآراء بين مسؤولي الكهرباء، قالت الدكتورة أهداب المرشدي، أستاذ القوى الكهربائية بجامعة القاهرة، إن محطات المحولات لابد أن يكون بها أجهزة وقاية، ليس هذا وحسب، بل تشتمل على أجهزة إطفاء حريق، والتي بدورها تفصل"أوتوماتيك" المحولات في حالة حدوث أي احتراق داخل أروقة المحطة.

وأكدت المرشدي لـ"التحرير"، أن احتراق محول واحد، جراء ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الحمل هو أمر مقبول، أما أن يحدث حريق يلتهم المحطة بالكامل، فهذا أمر يدل على خلل فني، وأفادت بأن وزير الكهرباء شكلت لجنة على أعلى مستوى لكشف أسباب الحريق بالمحطتين سالفتي الذكر.

شارك الخبر على