بروح الانتقام.. الميليشيات بليبيا تمنع عودة الحياة لتاورغاء

أكثر من سنتين فى تيار

مع الانشغال بتداعيات تأجيل الانتخابات الرئاسية الليبية، يتوارى ملف مدينة تاورغاء التي أجبرت الميليشياتُ أهلها على تركها إثر أحداث 2011، وما زالت تقف لهم بالمرصاد، انتقاما من رفضهم الوقوف ضد الزعيم الراحل معمر القذافي.
 
وبالرغم من أن حكومة الوفاق السابقة بقيادة فايز السراج أعلنت في 2017 السماح لأهالي تاورغاء  بالعودة لديارهم، إلا أن أغلب الأهالي رفضوا احتجاجا على عدم تقديم الحكومة تعويضات لإعادة إعمار المدينة، وخوفا من بطش الميليشيات الرافضة لعودتهم.
 
ونزح الأهالي بشكل كامل من تاورغاء في 2011 بعد أن اقتحمت ميليشيات الإخوان في مصراتة المدينة، وهاجمت العائلات وأسقطت عشرات القتلى والمصابين بحجة أنهم ساعدوا الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وقت الاحتجاجات ضده.
  
ومنذ ذلك الحين عاش أهالي المدينة في المخيمات ببعض المدن في أوضاع معيشية مزرية دفعت منظمات المجتمع الدولي للتنديد بما يتعرض له الأهالي هناك.
 
ولم يسلم الأهالي عند هذا الحد، فالميليشيات ذهبت لمهاجمة مخيماتهم، ورصدت منظمات حقوقية عمليات قتل وخطف واغتصاب.
 
ومع توقيع اتفاق 2017 بعودة الأهالي إلى مدينتهم، لم يتم تعمير البنية التحتية التي دمرتها أعمال العنف، وافتقرت لخدمات المياه والكهرباء والوقود، إضافة لاختفاء العمالة اللازمة في كثير من الوظائف، بحسب الأهالي.
 
روح الانتقام
 
ومن أسباب رفض الميليشيات عودة الأهالي، قرب تاورغاء من مصراتة، وما يبدو من أن الميليشيات تصر على الانتقام ممن كانوا رافضين للاحتجاجات وأعمال العنف التي ضربت البلاد في 2011، ونشر ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لاعتداءات يتعرض لها أهالي المدينة على يد الميليشيات؛ ما دفعهم للعزوف عن العودة.
 
وبحسب رئيس المجلس المحلي لتاورغاء، عبد الرحمن الشكشاك، يوجد أكثر من 700 عائلة نازحة من تاورغاء في طرابلس في أوضاع صعبة.
 
وبوصف الشكشاك في تصريحات له، فإن عودتهم للمدينة مستحيلة في ظل بنية تحتية مدمرة، ولأن مئات المنازل لا تصلح للعيش نهائيا، فيما لم يتسلموا تعويضات من وزارة شؤون المهجرين تسمح لهم ببداية جديدة فيها.
 
وعن أوضاع من حاول العيش في المدينة، يقول بلال القويري ممن أقاموا فيها: "المدينة منكوبة بالفعل، وصلات المياه لا تعمل، والكهرباء لا نراها كثيرا، وحتى الوقود لا يأتي لنا بسلاسة، ومعظم المنازل مدمرة بشكل كامل، حتى السيولة المالية تأتي ضعيفة ولا تقضي حاجة المواطنين هنا".
 
ولفت إلى أن بعض الجهات المسؤولة في مصراتة تحاول طمأنة أهالي تاورغاء "ولكنهم للأسف غير قادرين على السيطرة على الميليشيات الخارجة عن القانون، والجميع شاهد الفيديوهات التي كانت تلتقط لأهالي المدينة والميليشيات تعتدي عليهم".
 
وكانت آخر زيارة يقوم بها وفد من الأمم المتحدة لتاورغاء يونيو الماضي، وعقد حينها بمقر المجلس البلدي اجتماعات مع رؤساء البلديات لمعرفة الاحتياجات الضرورية اللازمة لتهيئة المدينة للسكن من جديد، داعيًا الحكومة لسرعة التدخل وتأمين الأهالي من الميليشيات.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على