من الأشهر اليوم؟

لم يكفِ سقوط 3 أشخاص قتلى، وإصابة الكثيرين، كي يتحرك المسئولون في أسوان من أجل إيجاد حل لانتشار الكلاب المسعورة في شوارع المحافظة.

يقول رجب السيد حسين، من أهالي منطقة أبطال وسط المدينة لـ"التحرير"، إن الأهالي وجهوا العديد من الاستغاثات للمسئولين سواء على مستوى الأجهزة الأمنية أو الطب البيطري، للتصدي لخطر مهاجمة الكلاب لهم في الشوارع.

وأضاف أن الكلاب الضالة أصبحت تطارد المواطنيين أمام البنوك والمصالح الحكومية والأبنية السكنية، حتى أن الأمر وصل إلى انتشارها بمناطق كورنيش النيل وعدد من المحاور السياحية المهمة، ما يسيئ للمظهر الحضاري والسياحي في مدينة أسوان.

وأوضح المهندس صالح أحمد، موظف ومن أهالي منطقة أبو الريش شمال أسوان، أن الكلاب الضالة والمسعورة، تهاجم ما بين الحين والآخر المواطنين، خاصة في القرى القريبة من المناطق الجبلية، وكان آخر تلك الحوادث، مهاجمة كلب مسعور منذ يومين 8 أشخاص بينهم 3 أطفال، تتراواح أعمارهم بين 3 و6 سنوات، بنجع الملقطة التابع لقرية أبوالريش بحري بمركز أسوان، مُحدِثا إصابات وجروح قطعية للضحايا، حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج والأمصال اللازمة.

وقال إن الأُسَر في المناطق السكنية المختلفة والقريبة من مناطق جبلية أصابها حالة من الهلع بسبب الكلاب المسعورة، مشيرا إلى إطلاق عدد من المؤذنين في المساجد تحذيرات للمواطنين عبر مكبرات الصوت بضرورة الحيطة والحذر من مهاجمة الكلاب.

من جهته، قال الدكتور نادر محروس مدير عام مستشفى حميات أسوان، إن المستشفى شهد وفاة ثلاث حالات منذ بداية هذا العام، متأثرين بإصابتهم بالسعار، نتيجة عقر الكلاب، في الوقت الذي لم يتلقّوا فيه جرعات أمصال السعار بشكل كامل.

وأضاف محروس لـ"التحرير" أن آخر حالة تُوفّيت كانت مطلع الشهر الماضي لشاب يُدعى "ع. أ . ع"، 38 سنة، من غرب أسوان، لافتا إلى أنه دخل المستشفى وفارق الحياة على الفور متأثرا بإصابته بالسعار.

وتابع محروس أن الحالة الأولى تُوفت في شهر مايو الماضي لشخص يُدعى "عياد. ع"، 57 سنة، مقيم بالمدينة الصناعية في أسوان، في حين تُوفت الحالة الثانية خلال شهر يونيو الماضي لشخص "يدعى م . أ"، يبلغ من العمر 49 سنة، من قرية الجعافرة ومقيم بمدينة أسوان، يأتي هذا في الوقت الذي تستقبل فيه المستشفى بشكل شبه يومى حالات مصابة بعقر الكلاب المسعورة.

بدورها، قالت الدكتورة فاطمة سعد مدير عام الطب البيطري، إن حملات القضاء على الكلاب الضالة والمسعورة محدودة؛ نظرا لارتفاع أسعار السموم واللحوم التي كانت تستخدم في القضاء على الكلاب المفترسة بالشوارع.

وأضافت لـ"التحرير" أن محافظ أسوان اعتمد مؤخرا 100 ألف جنيه، لتنفيذ حملات للقضاء على الكلاب الضالة، لكن هذا المبلغ لا يكفي حتى لشراء أكثر من 7 كيلوجرامات من السموم في ظل غلاء أسعارها، بسبب ارتفاع سعر الدولار.