أسلوب آخر لقتل الفلسطينيّين

over 3 years in الرأى

أُصيبت امرأة في بلدة العقربانية شرق محافظة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، بجراح، إثر دهسها من قِبل مستوطن، امس الخميس، لتكون الضحية الثالثة للدهسٍ من قبل مستوطنين خلال ساعات، فيما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، جرائم الدهس «المتعمدة"بحق الشعب الفلسطينيّ، مشدّدة على أنها «أسلوب آخر لقتل الفلسطيني».

وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن مستوطنا دهس شفيقة فايز بشارات (48 عاما) في بلدة العقربانية، ونقلت على إثرها إلى المستشفى.

وأكد أن المستوطن «تعمّد دهس قطيع للأغنام في الطريق، وممارسة أعمال العربدة وملاحقة المواطنين»، محذرا من التصعيد الخطير، واستهداف المواطنين عبر المستوطنين ومركباتهم.

وكان الشاب مصطفى ياسين فلنة (25 عاما) من قرية صفا غرب مدينة رام الله، قد لقي مصرعه فجر امس الخميس، بعد دهسه من قِبل مستوطن وهو متوجه إلى عمله داخل أراضي 1948، وهو متزوج وأب لطفله تبلغ من العمر عام ونصف.

كما أصيب مسن بجروح خطرة اول امس جراء تعرضه للدهس خلال تصديه لقوات الاحتلال في مسافر يطا جنوب الخليل في الضفة الغربية المحتلّة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن الناشط في لجان الحماية جنوب الخليل، فؤاد العمور، قوله، أمس، إن قوات الاحتلال «استولت على عدد من مركبات المواطنين في قرية أم الخير بمسافر يطا، وتصدى لهم مجموعة من النشطاء، ما أدى إلى إصابة الناشط الشيخ سليمان الهذالين (75 عاما) بجروح خطرة جراء دهسه من قبل ’الونش’ المرافق لقوات الاحتلال».

وأضاف العمور أن طواقم الإسعاف نقلت الهذالين إلى مستشفى الميزان، ووصفت مصادر طبية حالته بالخطرة، نتيجة تعرضه لكسر بالجمجمة.

فيما قال طارق الهذالين، ابن شقيق الناشط الهذالين، إن «سائق شاحنة إسرائيلي وبأمر من الشرطة الإسرائيلية دهس عمي سليمان مما أدى لإصابته بجراح بليغة».

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، «جرائم الدهس المتعمدة التي ترتكبها قوات الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين، والتي تتصاعد وتنتشر في أكثر من موقع بالضفة الغربية المحتلة»، وذكرت أنها «شروع مقصود بالقتل»، وامتداد لعقلية استعمارية عنصرية تستبيح حياة المواطن الفلسطيني بأشكال مختلفة.

وقالت في بيان امس الخميس: «هنا تحضرنا صورتان متقابلتان في عمليات الدهس يكشف الفرق بينهما عمق وحجم العقلية الاستعمارية الاستعلائية العنصرية، التي تمارسها دولة الاحتلال في التعامل معهما؛ في الصورة الأولى إذا كان المدهوس فلسطينيا وكان مرتكبها إسرائيليا أو مستوطنا، فسرعان ما تمر الحادثة دون التوقف عندها ولو حتى بتحقيق شكلي عابر، وفي حال كان المدهوس مستوطنا أو إسرائيليا وكان مرتكب الحادثة فلسطينيا، نلاحظ أن جنود الاحتلال أو المستوطنين يتعاملون مع السائق الفلسطيني قبل كل شي بحكم مسبق وكأنهم على دراية تامة من دوافعه، حيث يطلقون النار عليه بهدف قتله».

من جانب آخر اقتحمت مجموعات من المستوطنين، امس ساحات المسجد الأقصى، بينما اعتقلت قوات الاحتلال سيدتين مقدسيتين من ساحات الحرم، في وقت شنت قوات الاحتلال مداهمات واقتحامات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين تخللها مواجهات في بعض المناطق.

وأفاد دائرة الأوقاف بالقدس أن المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية في ساحات الأقصى بحراسة قوات الاحتلال، كما أدى مستوطنون شعائر تلمودية في المنطقة الشرقية قرب باب الرحمة.

وأوضحت الأوقاف أن المستوطنين الذين نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، تلقوا شرحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوسا وصولات صامتة قبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة. وبالتزامن مع الاقتحامات، اعتقلت شرطة الاحتلال سيدة عند باب مصلى باب الرحمة، كما اعتقلت المعلمة خديجة خويص لحظة خروجها من باب الرحمة، حيث اقتادتهما الشرطة للتحقيق في أحد مراكزها في القدس.

وتواصل شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين إلى الأقصى، وتحتجز هويات بعضهم عند بواباته الخارجية.

كما تلاحق سلطات الاحتلال المرابطين والمرابطات في الأقصى بالاعتقال والإبعاد عنه، وتتفاوت قرارات الإبعاد من أسبوع إلى 6 أشهر قابلة للتمديد.

وعلى صعيد تطور الأحداث الميدانية، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، عمليات دهم واقتحامات تخللها مواجهات واشتباكات مسلحة، استشهد على إثرها شاب وأصيب آخرون.

وأفاد نادي الأسير باعتقال الاحتلال 19 شابا من الضفة جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال.

ففي نابلس، استشهد الشاب بكير حشاش، برصاص قوات الاحتلال، خلال اشتباك مسلح على أطراف مخيم بلاطة. واعتقلت قوات الاحتلال محمد سلامة من منزل عائلته في مخيم بلاطة، كما واعتقلت من بلدة قصرة كلا من: نعمان عبد الحميد حسن، ونجله براء، ومحمود عبد الرحمن أبو ريدة، وعاصم فوزي حسن.

Share it on