ساكسو بنك نمو عائدات الأسهم الأميركية ٢١ % في ٢٠٢١ على رغم الضغوط التضخمية

أكثر من سنتين فى البلاد

سجلت‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬أداءً‭ ‬مذهلاً‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬عائداتها‭ ‬نمواً‭ ‬بنسبة‭ ‬21‭ % ‬والتي‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬المكاسب‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭. ‬وقد‭ ‬يبدو‭ ‬ذلك‭ ‬مستحيلاً‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬نتيجة‭ ‬لارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬لها‭ ‬مثيلاً‭ ‬منذ‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ولكن‭ ‬ساهم‭ ‬انخفاض‭ ‬العائدات‭ ‬الاسمية‭ ‬في‭ ‬تهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬أمام‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬لتصبح‭ ‬المجال‭ ‬الوحيد‭ ‬المتاح‭ ‬للاستثمار‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬تعود‭ ‬بالكامل‭ ‬إلى‭ ‬الجوانب‭ ‬الفنية‭ ‬مثل‭ ‬انخفاض‭ ‬العائدات‭ ‬الاسمية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬جاءت‭ ‬مدفوعة‭ ‬أيضاً‭ ‬بالنمو‭ ‬اللافت‭ ‬للأرباح‭ ‬والذي‭ ‬وصلت‭ ‬نسبته‭ ‬إلى‭ ‬28‭ % ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬2019،‭ ‬مما‭ ‬يبرهن‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬الكبير‭ ‬لحوافز‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬

انخفاض‭ ‬العوائد‭ ‬الحقيقية‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬مبدأ‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬البديل

ومع‭ ‬استعداد‭ ‬المستثمرين‭ ‬لإغلاق‭ ‬سجلاتهم‭ ‬للعام‭ ‬2021،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يحرصوا‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬مروا‭ ‬بها‭ ‬خلاله‭. ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يتوقع‭ ‬بأن‭ ‬مؤشر‭ ‬ستاندرد‭ ‬آند‭ ‬بورز‭ ‬500‭ ‬سيرتفع‭ ‬بنسبة‭ ‬28‭ %‬،‭ ‬ومؤشر‭ ‬إم‭ ‬إس‭ ‬سي‭ ‬آي‭ ‬بنسبة‭ ‬21‭ %‬،‭ ‬وأن‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستبلغ‭ ‬5‭ %‬،‭ ‬وهو‭ ‬المستوى‭ ‬الأعلى‭ ‬منذ‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬ويتمثل‭ ‬السبب‭ ‬الأساسي‭ ‬لصعود‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬رغم‭ ‬الضغوط‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬استجابة‭ ‬أسواق‭ ‬السندات‭ ‬لزيادة‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭.‬

فقد‭ ‬جاءت‭ ‬توقعات‭ ‬أسواق‭ ‬السندات‭ ‬منسجمة‭ ‬مع‭ ‬تصورات‭ ‬مجلس‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‭ ‬بأن‭ ‬التضخم‭ ‬سيكون‭ ‬مؤقتاً،‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬المجلس‭ ‬بتغيير‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصريحه‭ ‬بأن‭ ‬التضخم‭ ‬أعمق‭ ‬وسيستمر‭ ‬فترة‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬التوقعات‭ ‬الأولية،‭ ‬واصلت‭ ‬أسواق‭ ‬السندات‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬توقعاتها‭ ‬بانخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭. ‬ويرتكز‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬نسبة‭ ‬الدين‭ ‬إلى‭ ‬الدخل‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬وتزايد‭ ‬أعداد‭ ‬المسنين‭ ‬في‭ ‬تعداد‭ ‬السكان،‭ ‬والتقدم‭ ‬التقني،‭ ‬والتي‭ ‬تسهم‭ ‬بمجموعها‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬وتسببت‭ ‬العائدات‭ ‬الاسمية‭ ‬المنخفضة‭ ‬والمتزامنة‭ ‬مع‭ ‬الارتفاع‭ ‬الحقيقي‭ ‬والمتوقع‭ ‬لمعدلات‭ ‬التضخم‭ ‬بضغوط‭ ‬شديدة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬العائدات‭ ‬الحقيقية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬عمليات‭ ‬إعادة‭ ‬تخصيص‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭.‬

ولم‭ ‬يعد‭ ‬هنالك‭ ‬سبب‭ ‬يدفع‭ ‬المستثمرين‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬السندات؛‭ ‬بسبب‭ ‬خسارة‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحقيقية‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬للمستثمرين‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الارتفاع‭ ‬التاريخي‭ ‬للأسعار‭ ‬والقيمة؛‭ ‬لأنه‭ ‬سيكون‭ ‬بمقدورهم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬حماية‭ ‬رؤوس‭ ‬أموالهم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التضخم‭ ‬الهائل‭. ‬ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬العام‭ ‬2022،‭ ‬يحافظ‭ ‬مبدأ‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬البديل‭ ‬على‭ ‬حضوره‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية؛‭ ‬لأنه‭ ‬وكما‭ ‬يرى‭ ‬الباحث‭ ‬الاقتصادي‭ ‬جون‭ ‬مينارد‭ ‬كينز‭ ‬ورجل‭ ‬الأعمال‭ ‬وارن‭ ‬بافت،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مختلف،‭ ‬يمثل‭ ‬التضخم‭ ‬العدو‭ ‬الأول‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الرأسمالي‭ ‬والمستثمرين‭.‬

طفرة‭ ‬في‭ ‬الأرباح‭ ‬مدفوعة‭ ‬بحوافز‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة

لعبت‭ ‬العائدات‭ ‬الاسمية‭ ‬المنخفضة‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬صعود‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬تكاليف‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬التدفقات‭ ‬المالية‭ ‬النقدية‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬المستثمرين‭ ‬عدم‭ ‬تجاهل‭ ‬حقيقة‭ ‬ارتفاع‭ ‬أرباح‭ ‬مؤشر‭ ‬إم‭ ‬إس‭ ‬سي‭ ‬آي‭ ‬للأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬بنسبة‭ ‬104‭ % ‬خلال‭ ‬الأرباع‭ ‬السنوية‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2020‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمستثمرين‭ ‬الذين‭ ‬يعتقدون‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬يمثل‭ ‬مجرد‭ ‬تأثير‭ ‬لحالة‭ ‬الانتعاش،‭ ‬فيتعين‭ ‬عليهم‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الأرباح‭ ‬خلال‭ ‬الأرباع‭ ‬السنوية‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬بنسبة‭ ‬28‭ % ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2019‭. ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬إن‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬بالتعافي‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬حققت‭ ‬أرباحاً‭ ‬استثنائية‭ ‬ومدفوعة‭ ‬بالحوافز‭ ‬النقدية‭ ‬والمالية‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬تتكامل‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬بطريقة‭ ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬لها‭ ‬مثيلاً‭ ‬منذ‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭. ‬وأدى‭ ‬العجز‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬زيادة‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬فائض‭ ‬نمو‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

الحساسية‭ ‬تجاه‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة

تتجلى‭ ‬مفارقة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الفوائد‭ ‬وعوائد‭ ‬الأسهم‭ ‬الممتازة‭ ‬للعام‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬العام‭ ‬2022‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬سيئاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأسواق‭ ‬الأسهم؛‭ ‬نتيجة‭ ‬لتوقعات‭ ‬التضخم،‭ ‬والتي‭ ‬تظهر‭ ‬كردّ‭ ‬فعل‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬السندات‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬100‭ ‬نقطة‭ ‬أساس‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬منحنى‭ ‬عوائد‭ ‬سندات‭ ‬الخزانة‭ ‬الأمريكية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬‭(‬سندات‭ ‬الخزانة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المستحقة‭ ‬خلال‭ ‬10‭ ‬سنوات‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬نمو‭ ‬الأرباح‭. ‬وتشير‭ ‬تقديراتنا‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬مؤخراً‭ ‬حول‭ ‬أسهم‭ ‬النمو‭ ‬لشركات‭ ‬مثل‭ ‬شبكة‭ ‬بنترست‭ ‬وشركة‭ ‬أدوبي‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حساسية‭ ‬تجاه‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬بنسبة‭ ‬تبلغ‭ ‬18‭ % ‬و26‭ % ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬بأن‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬تؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬تقييمات‭ ‬أسهمها‭ ‬عند‭ ‬وجود‭ ‬تغير‭ ‬بقيمة‭ ‬100‭ ‬نقطة‭ ‬أساس‭ ‬في‭ ‬عوائد‭ ‬سندات‭ ‬الخزانة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المستحقة‭ ‬خلال‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬جميع‭ ‬العوامل‭ ‬الأخرى‭.‬

وتتراوح‭ ‬نسبة‭ ‬متوسط‭ ‬نسبة‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬المتوقعة‭ ‬لاسترداد‭ ‬قيمة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬الأسهم‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الأسهم‭ ‬الأمريكية‭ ‬عموماً‭ ‬بين‭ ‬15‭-‬18‭ %‬،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬العوائد‭ ‬الاسمية‭ ‬قد‭ ‬تعوض‭ ‬نمو‭ ‬الأرباح‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭. ‬وتحقق‭ ‬أسهم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الأمريكية‭ ‬فائضاً‭ ‬سلبياً‭ ‬في‭ ‬العوائد‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأسهم‭ ‬العالمية‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬تزداد‭ ‬فيها‭ ‬عوائد‭ ‬السندات‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تحقق‭ ‬الأسهم‭ ‬الأوروبية‭ ‬فائضاً‭ ‬إيجابياً‭ ‬في‭ ‬العوائد،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬تأثيرها‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬التمويل‭ ‬والطاقة‭ ‬والتعدين‭.‬

وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يرى‭ ‬البنك‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬المستثمرين‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التوازن‭ ‬إلى‭ ‬محافظهم‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأسهم‭ ‬للاستفادة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬والتضخم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2022‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬زيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬السلع،‭ ‬والتمويل،‭ ‬وأشباه‭ ‬الموصلات،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والتداول‭ ‬المالي‭ ‬والتي‭ ‬يمكنها‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬التقلبات،‭ ‬وأن‭ ‬تشكل‭ ‬ملاذاً‭ ‬للتحوط‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬المحتملة‭ ‬في‭ ‬محافظ‭ ‬الأسهم‭.‬

التحول‭ ‬الأخضر‭ ‬والهند‭ ‬والصين‭ ‬والتوسع‭ ‬الحضري

تراجع‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬الأخضر‭ ‬بنسبة‭  ‬6‭ % ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬المكاسب‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬المستثمرون‭ ‬بضخ‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬القطاع‭. ‬وتشير‭ ‬التوقعات‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التحول‭ ‬الأخضر‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري؛‭ ‬نتيجة‭ ‬للإنجازات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إنتاج‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭. ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬شركة‭ ‬فالي‭ ‬دي‭ ‬ريو‭ ‬دوسي‭ ‬إلى‭ ‬سعيها‭ ‬لأن‭ ‬تصبح‭ ‬المورّد‭ ‬المفضل‭ ‬للمعادن‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية،‭ ‬كما‭ ‬توظف‭ ‬مجموعة‭ ‬ريو‭ ‬تينتو‭ ‬استثمارات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬إنتاج‭ ‬كربونات‭ ‬الليثيوم‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مشروع‭ ‬ضخم‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬صربيا،‭ ‬والذي‭ ‬يمكنه‭ ‬توفير‭ ‬عرض‭ ‬يغطي‭ ‬نحو‭ ‬10‭ % ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬السنوية‭ ‬للقارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬لتصنيع‭ ‬سياراتها‭ ‬الكهربائية‭ ‬مستقبلاً‭. ‬وسيواصل‭ ‬التحول‭ ‬الأخضر،‭ ‬والمتمثل‭ ‬بإنتاج‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬والطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح‭ ‬ومعدات‭ ‬تخزين‭ ‬الطاقة‭ ‬وإنتاج‭ ‬الهيدروجين،‭ ‬فرض‭ ‬تأثيرات‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعادن‭ ‬الأساسية‭. ‬ولذلك‭ ‬فإننا‭ ‬نتوقع‭ ‬بأن‭ ‬يسهم‭ ‬التحول‭ ‬الأخضر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

وتسير‭ ‬الهند‭ ‬على‭ ‬خطا‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬نواحي‭ ‬النمو،‭ ‬واستثمارات‭ ‬البنية‭ ‬التحتيّة،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬وعمليات‭ ‬الاكتتاب‭ ‬العام‭ ‬الأولي‭ ‬على‭ ‬أسهم‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وتقديم‭ ‬العوائد‭ ‬للمساهمين،‭ ‬والتحضر‭. ‬وتعد‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬الهندية‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬خلال‭ ‬20‭ ‬عاماً‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬سجلت‭ ‬نمواً‭ ‬سنوياً‭ ‬في‭ ‬أرباحها‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭ %‬،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أنها‭ ‬ستحافظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬العشرة‭ ‬المقبلة‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬عوائد‭ ‬استثنائية‭ ‬للمستثمرين‭. ‬ولكن‭ ‬النمو‭ ‬والتوسع‭ ‬الحضري‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬سيحدثان‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬التحول‭ ‬الأخضر،‭ ‬وسيسهمان‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السلع‭.‬

واتخذت‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬موقفاً‭ ‬دفاعياً‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬منسجمة‭ ‬في‭ ‬أدائها‭ ‬مع‭ ‬نظيراتها‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬فقد‭ ‬تركت‭ ‬أزمة‭ ‬الإسكان‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الدولة‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وأسواق‭ ‬الائتمان،‭ ‬وثقة‭ ‬المستهلكين‭. ‬ويتطلب‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬حلاً‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬كما‭ ‬يتعين‭ ‬عليه‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬مع‭ ‬خطة‭ ‬“الرخاء‭ ‬المشترك”،‭ ‬وتظهر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬الحكومة‭ ‬الصينية‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬بالتوجه‭ ‬نحو‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات؛‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭. ‬ولاشك‭ ‬بأننا‭ ‬سنشهد‭ ‬عودة‭ ‬حوافز‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2022،‭ ‬ولكن‭ ‬ثمة‭ ‬سؤال‭ ‬يلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬حول‭ ‬مجالات‭ ‬تحقيق‭ ‬الأرباح‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التوجهات‭ ‬الرامية‭ ‬لتنظيم‭ ‬قطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والإصلاحات‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الجديد،‭ ‬والتي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬نظرة‭ ‬المحللين‭ ‬الذي‭ ‬يواصلون‭ ‬خفض‭ ‬توقعاتهم‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالنمو‭.‬

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على