جمعهما نادي الفيديو وفرقهما شباك التذاكر.. قصة أخوين رفضا القسمة على اثنين

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

"عدوك ابن كارك ولو كان أخوك"، جملة يمكن أن تلخص تاريخ علاقة أخوين اجتمعا على حب السينما منذ شبابهما، وبقدر هذا الحب أو يزيد منحهما "الفن السابع" الملايين، حتى أصبحا من أباطرة الصناعة في مصر والعالم العربي، إلا أن فكرة القسمة على اثنين لم تعد تروق لهما منذ عام 2007، حين قررا الانفصال، لتبدأ حرب الإيرادات بينهما، التي لم تمتد يومًا إلى خلاف شخصي -على حد قولهما- وظلت حبيسة "بلاتوهات" التصوير، ومكاتب الإنتاج الفني، يتحدث عنها أبناء الصناعة، في ظل تناول إعلامي بين الوقت والآخر لمستجدات ذلك الصراع، والذي وصل مؤخرًا إلى تقديم المنتج محمد السبكي، بلاغًا ضد الفنانة هيفاء وهبي، لظهورها كضيفة شرف فى مشهد واحد بفيلم "خير وبركة"، من إنتاج شقيقه أحمد السبكى.
وفي التقرير التالي، يستعرض لكم "التحرير لايف" تاريخ علاقة الأخوين محمد وأحمد السبكي، منذ دخولها مجال الفن وحتى اشتعال حرب الإيرادات بينهما في الأعياد.

البداية من نادي الفيديو

لم يكن الفن في حسبان "عائلة السبكي"، فالوالد وهو الحاج "حسن السبكي" كان يعمل "جزارًا"، ولا يعرف سوى التجارة في اللحوم، إلا أن شغف ابنه "أحمد" دفعه إلى افتتاح "نادي فيديو" أعلى محل الجزارة في الدقي، لتسويق الأفلام الأجنبية في مصر، وسرعان ما انضم إليه شقيقه الأصغر "محمد" بعد تخرجه في كلية الحقوق، ليتحول "النادي" خلال سنوات قليلة إلى أكبر شركة لتسويق الأفلام في الشرق الأوسط.

وفي عام 1985 أنشأ الأخوان "محمد وأحمد السبكي" شركة لإنتاج الأفلام السينمائية التي تخاطب الطبقات الشعبية، بعد أن أدركا مواءمة تلك النوعية من الأفلام مع متطلبات الجمهور في تلك الفترة التي اجتاحتها أفلام المقاولات، وكان فيلم "عيون الصقر"، عام 1992، للفنان الراحل نور الشريف، هو باكورة أعمالهما الإنتاجية، ثم تلا ذلك عدة أفلام منها: "مستر كاراتيه" 1993، "سواق الهانم" 1994، "امرأة هزت عرش مصر" 1995، "الرجل الثالث" 1995، "حلق حوش" 1997، "شجيع السيما" 2000، "الرغبة" 2001. 

ضربة حظ

لم تحقق أفلام الأخوين طوال فترة التسعينيات المكاسب المتوقعة، إلى أن ضرب الحظ ضربته، وضمن صك البقاء لهما في عالم الإنتاج السينمائي، من خلال فيلم "اللمبي"، الذي أنتجته شركة "السبكي"، في عام 2002، بتكلفة مليوني ونصف المليون جنيه، ليحقق الفيلم إيرادات وصلت إلى 25 مليون جنيه، ويقلب موازين الصناعة رأسًا على عقب، بعد أن كسر الرقم القياسي في تاريخ الإيرادات، كما أعطى لهما "اللمبي" الضوء الأخضر لإنتاج فيلمين كل عام بدلًا من فيلم واحد، فمثلًا تم إنتاج "كلم ماما" و"بحبك وأنا كمان" في عام 2003، ثم تصاعدت الوتيرة لتصل إلى 5 أفلام في العام الواحد.

انفصال

في عام 2007 انفصل الأخوان السبكي، فاتجه "أحمد" لإنتاج العديد من الأفلام الهادفة فى السينما ومنها: "الفرح، كباريه، ساعة ونص، واحد صحيح"، في حين تمسك "محمد" بنوعية الأفلام، التى قدمها من قبل ويسود عليها "الطابع الشعبي" بشكل كبير، ومنها: "أيظن، حبيبي نائمًا، آخر كلام، حلاوة روح، عمر وسلمى، جيم أوفر".

وحينما سُئل محمد السبكي عن علاقته بشقيقه بعد الانفصال في لقاء مع الإعلامي تامر أمين، قال إنه لا يوجد أي خلافات بينه وبين شقيقه أحمد السبكي، موضحا أن انفصالهما كان على المستوى المهني فقط، حيث فضّل كل منهما أن ينتج 4 أو 5 أفلام في العام الواحد بدلًا من أن يحصرا نفسيهما في 5 أفلام مشتركة بينهما، وذلك خوفًا من توقف صناعة الأفلام والسينما المصرية.

المنافسة بين الأخوين امتدت إلى الأبناء أيضًا، إذ أسس محمد السبكي شركة إنتاج لابنته "رنا"، وهي الشركة التي أنتج فيلم "أهواك"، للفنان تامر حسني وغادة عادل، كما خاض "كريم" نجل أحمد السبكي مجال الإنتاج السينمائي من خلال فيلم "بوشكاش"، للفنان محمد سعد، قبل أن يقرر الاتجاه إلى الإخراج، وكانت أولى تجاربه إخراج فيلم "قلب الأسد"، عام 2013، للفنان محمد رمضان.

مضاربة أفلام العيد

بلغت المنافسة أشدها بين الشقيقين في موسم عيد الفطر الماضي، إذ أنتج أحمد السبكي مع ابنه كريم فيلم "جواب اعتقال"، للفنان محمد رمضان، بينما أنتج محمد السبكي مع ابنته ندى فيلم "هروب اضطراري"، لتشتعل حرب الإيرادات بين الأخوين، والتي انتهت في صالح "محمد" بتحقيق فيلمه إيرادات وصلت إلى 37 مليونًا و809 آلاف جنيه، بعد أسبوعين من العرض، مقابل تحقيق فيلم "جواب اعتقال" إيرادات بلغت 13 مليونًا و529 ألف جنيه.

شارك الخبر على