ليس مأخوذا عن رواية شهيرة.. أسباب إخفاق «الأصليين» في تحقيق نجاح «الفيل الأزرق»
حوالي ٨ سنوات فى التحرير
ينافس فيلم «الأصليين» ضمن سباق أفلام عيد الفطر، الذي يعد التجربة السينمائية الثانية للكاتب أحمد مراد، مع المخرج مروان حامد بعد فيلمهما «الفيل الأزرق» الذي حقق نجاحًا غير مسبوق.
هذه المؤشرات جعلت الجميع يطرح تساؤلا واحدا لماذا لم ينجح فيلم «الأصليين» مثل «الفيل الأزرق»، على الرغم من أنه تم عرضهما خلال موسم عيد الفطر باختلاف سنة العرض، ومن خلال هذا التقرير نرصد أسباب تفوق «الفيل الأزرق» على «الأصليين».
1- يعد فيلم «الأصليين» أول سيناريو أصلي يكتبه أحمد مراد مباشرة للسينما، دون الاستناد إلى أي من رواياته، على عكس فيلم «الفيل الأزرق» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم، التي كانت من أعلى الروايات مبيعًا فى عام 2013، ووصلت إلى القائمة القصيرة للروايات المرشحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، مما يعد ترويجًا للفيلم قبل عرضه.
2- لم يكن الفيلم مناسبا لجمهور العيد الذي خرج من شهر رمضان متشبعا من جرعة الدراما، ويحتاج إلى عامل آخر يحتوي على جرعة أكشن وكوميديا وليس عملا يحتاج إلى تفكير وتخيل، يفرض تساؤلات على الجمهور ويترك لهم مهمة الإجابة.
حيث قال الناقد السينمائي محمود عبد الشكور، لـ«التحرير»، إن الفيلم يجمع كل العناصر الفنية الناجحة من تصوير وإخراج وأداء مميز للنجمين خالد الصاوي وماجد الكدواني، بالإضافة إلى الإبهار البصري والخدع والمؤثرات البصرية، إلا أنه غير مناسب لموسم العيد لأنه يحتاج إلى جمهور آخر.
3- لم يحظ «الأصليين» بالإقبال الجماهيري وسط المنافسة الشرسة بين «هروب اضطراري» أحمد السقا و«تصبح على خير» تامر حسني و«جواب اعتقال» محمد رمضان و«عنتر ابن ابن ابن ابن شداد» محمد هنيدي، فلم يحقق إيرادات خلال أسبوعي العرض سوى 4 ملايين و538 ألفا و481 جنيها، بينما عرض «الفيل الأزرق» بموسم عيد الفطر عام 2014 وسط أفلام لم تتسم بالقوة «الحرب العالمية الثالثة» و«صنع في مصر» و«عنتر وبيسة»، ليحقق الفيلم ببورصة الإيرادات 31 مليونا و395 ألفا و445 جنيها خلال فترة عرضه بالسينمات.
4- لم يضم فيلم «الأصليين» بين صفوفه نجوم الصف الأول مثل «الفيل الأزرق» الذي تصدره النجمان كريم عبد العزيز ونيللي كريم، بينما تشارك الفنانون ماجد الكدوانى وخالد الصاوي ومنة شلبي وكندة علوش في بطولة الفيلم الجديد.
5- كان توقيت عرض فيلم «الفيل الأزرق» مناسبا بعد أن تشبع الجمهور من الأفلام التجارية (الراقصة والبلطجي) بنص جذاب يجمع بين التشويق والإثارة، وجعل جمهور العيد يقبل عليه لرؤية الاختلاف، بينما تجلت مشكلات سرد الأحداث بفيلم «الأصليين» مما جعل الجمهور يتجنب دخوله.
حيث قال الناقد الفني نادر عدلي لـ«التحرير» إن هناك مشكلة واضحة جدا في الكتابة لدى أحمد مراد، على الرغم من المستوى الفني الجيد من حيث الإخراج واختيار أماكن التصوير، إلا أن الارتباك يتجلى في معالجة الفيلم.
كما اتفق الناقد السينمائي محمود عبد الشكور معه، حيث أكد أن «الأصليين» به مشكلات بالسيناريو التي جعلت الفكرة مضطربة، مؤكدًا أنه كان يحتاج إلى شغل أكثر من ذلك ليخرج بشكل أفضل مما عليه.
6- عالم الفانتازيا والسحر والجن من أكثر الموضوعات الجاذبة للجمهور، وهذه الخلطة هي سر نجاح فيلم «الفيل الأزرق» على عكس «الأصليين» فهو فيلم درامي غامض.
وفي هذا الصدد قال الناقد السينمائي محمود عبد الشكور، إن الجمهور عندما دخل فيلم «الأصليين» كان يتوقع رؤية مشاهد أكشن ومغامرات وعالم الفانتازيا والسر مثل «الفيل الأزرق» إلا أنه لم يجد هذا.
يذكر أن فيلم «الأصليين» بطولة خالد الصاوي، وماجد الكدواني، ومنة شلبي، وكندة علوش، ومحمد ممدوح، وليلى فوزي، من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد. تدور قصته حول «سمير عليوة» رب أسرة صغيرة وموظف بنك مستقر في عمله منذ سنين، لكنه يُفصل فجأة بعد قرار بتخفيض العمالة، ويتلقى سمير الصدمة التي لا يستطيع مواجهة أسرته بها، فيحاول أن يبحث عن وظيفة جديدة ثم يتلقى مكالمة ستغير حياته إلى الأبد.