يا «ابن الخطاب».. أعـزِّيـك!!

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

مكثت أياما وليالي في أجواء مشحونة بموجات ذات ذبذبات عالية البث وغزيرة الإشعاع، بصحبة الفاروق «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه وأرضاه، وكان في هذه الصحبة عباس محمود العقاد برائعته «عبقرية عمر»، والمفكر خالد محمد خالد وسفره الجميل «بين يدي عمر»، والمسلسل التليفزيوني الرفيع «عمر»، وقد حاولت هذه الأقلام والأفلام أن يستعرضوا ملامح ومعالم الفاروق شخصا وشخصية، ورافقتها تجليات تنزلت من عالم الما وراء، فأفاضت باستدعاء هذا الرمز العربي الإسلامي الإنساني، الذي يستحيل الإحاطة بجوهر هذه الشخصية بسعة كثافتها، وكثافة سعتها، بما يجعل المنظور يحار في كيفية الولوج إلى الرجل الذي أعز الإسلام به، طبقا لدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وملائكته. 

وقد حاولت البصيرة -وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم- أن تلملم هذه القنينة القلمية، بقدر ما حاولت النفاذ إلى متواليات السردية العمرية في مشاهدها العدلية وشواهدها الفاروقية، التي لا تزال تخترق الزمان والمكان والإنسان، لتشكل خطاب العدل والحق والميزان.   

يا« ابن الخطاب» أعزيك.. وسأظل أعزيك طالما أننا عاجزون عن تحويل سلوكياتك العدلية إلى مؤسسة اجتماعية معاصرة، مع أن كثيرا من دول العالم فعلت ذلك في مجال التكافل، دون أن تدري أو لا تدري، ونحن لا نزال نتشدق بسيروتك وصيرورتك كظاهرة صوتية فقط!

علمني «عمر بن الخطاب» أن الكمال الإنساني يمكن أن يتجسد بشرا سويا، وينهض على قدمين.. وأن الإنسان في المجتمع المعاصر يسهل عليه أن يبتعد عن ازدواج الشخصية، فلا يقسم على ذاته، فيضع إحدي قدميه هنا، والقدم الأخرى هناك!

علمني «عمر بن الخطاب» أنني عندما أوثق عراي بالله، وأسلس خطاي وراء رسوله الكريم، فلا بد أن أمشي ثابت الخطى فوق صراط العدل والفضيلة والواجب، وبالتالي لا أقبل أنصاف الحلول، ولا أنام على ضيم لحظة من ليل أو نهار!

علمني «عمر بن الخطاب» أن أنشغل دائما وأبدا بعلامة استفهام، لا تغفل ولا تنام، متجسدة في ست كلمات: ماذا تقول لربك غدا إذا أتيته!
علمني «عمر بن الخطاب» ألا أشتري كل ما أشتهي، وقد مر ذات يوم فرأى رجلا يأكل لحما، وفي اليوم الثاني رآه يأكل حلوى، وفي يوم ثالث ورابع وخامس رآه على نفس الشاكلة، فاستنكر فعله، ونهره بكلمته المشحونة بألف معنى ومعنى: «أكلما اشتهيت اشتريت»؟!

علمني «عمر بن الخطاب» أن العظمة لا تأتي من خارج النفس، إنما هي تنبع من داخل النفس، ولا يمكن للإنسان الحقيقي أن يجد راحة نفسه وغبطتها إلا في البساطة المتناهية وفي الحياة بين الناس، لا فوق  الناس!

علمني «عمر بن الخطاب» أن المسئولية لا تتجزأ فليس هناك مسئولية صغيرة، وأخرى كبيرة، وثالثة  فوق مستوى العادة، وأن الإنسان لا بد أن يقبل على المسئولية في مثل عزم المرسلين!

علمني «عمر بن الخطاب» أن البساطة الحقيقية تكشف الحماقة الكبرى التي يخوض فيها كل من يأخذه الزهو بمنصب يناله أو ثروة يجمعها، فما كل هذا إلا عبء ثقيل يحمله المخدوعون وهم لا يشعرون!

علمني «عمر بن الخطاب» كيف أحس  بآهة المظلوم وهمهمة صاحب حق ضائع!

علمني «عمر بن الخطاب» أن الغنى غنى النفس، وكيف يكون الإنسان إنسانا، وكيف  يظل الإنسان إنسانا!

علمني أمير المؤمنين كيف يكون المؤمن أمـيرا!

لكننا يا ابن الخطاب.. لا نزال عاجزين عن أن نحولك إلى (مؤسـسة اجتماعية)..
لتكون أنت فينا: ألف ألف عمر!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
@واتساب 

موال... ضد كل حاكم ظالم:
أنا جَمل صـُلب لكـن علـــتي الـجمّــَـال
غشيم مقاوح ولا يعرف هوى الجْمال
لوى خزامي.. وشيلني تقيل الأحمــال
إن قلت يا «بين» هو الحمل دا ينشــال
يقول لي خـف الخطا وسـير على مهلك 
وكل عقدة ولها عند الـكريم حــــــــلال
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
@ تويتر: 
القانون يجب أن يكون كالموت لا يُستثنى منه أحد! 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
@ نفسي الأمارة بالشعر : 
معنى أن أنساك..
أني أنسى الذات!
وأنا بيني في الحب وبين الذات:  
خطوط من نور أبدي
وخيوط جلال كوني
وصعود فؤاد أرضي 
وهبوط شعاع علوي
وعهود كتاب أزلي
ووصال حديث كلي
alafifi56@gmail.com

شارك الخبر على