مجمع اللغة ينتدي حول »معجم لسان العرب الاقتصادي«

أكثر من ٣ سنوات فى الرأى

ضمن فعاليات الموسم الثقافي التاسع والثلاثين لمجمع اللغة العربية الأردني، عُقدت مؤخرا، ندوة بعنوان: «معجم لسان العرب الاقتصادي»، أدارها عضو المجمع د.إبراهيم بدران، وحاضر فيها كل من: د.جواد العناني، ود.قاسم الحموري، ود.عبدالباسط عثامنة، وصاحب المعجم د.عبدالرزاق بني هاني، من قسم الاقتصاد في جامعة اليرموك، بحضور رئيس المجمع د.خالد الكركي، والأمين العام د.محمد السعودي، والأعضاء العاملين، وجمهور من المهتمين، وبثّت الفعالية عبر منصات المجمع المتعددة على الفيسبوك واليوتيوب.

وقدم العناني ورقة حملت عنوان: «فائدة الموسوعة الاقتصادية في عصر الرقمنة»، ثمّن فيها الجهد المبذول في المعجم، وأثار موضوعات متعلقة بعلم الاقتصاد وطبيعته، وما يجري عليه من تغيّرات وتحورات سريعة جداً في العالم، وماذا سنفعل إزاء وضع معلومات اقتصادية مرتبة وممنهجة في كتبٍ ورقية في الوقت الذي تكون في المعلومات في بنوك مبوبة ومفهرسة يمكننا العودة إليها بسرعة، مؤكداً أهمية الجهد الجبار المبذول في الموسوعة، الذي سينعكس بدوره على عمل مجمع اللغة العربية الأردني، والمجامع اللغوية بشكل عام، بوصفه يشتمل على تصنيف دقيق للمعلومات.

من جانبه قدم الحموري بحثاً بعنوان: «معجم لسان العرب الاقتصادي: الاقتصاد الإسلامي»، بدأه بالتساؤل: هل نحن بحاجة إلى ترجمة اقتصاد الدول الغربية إلى اللغة العربية، أم نخرج ما عند العرب من أساليب اقتصادية ونقدمها للغرب؟ وتمنى أن يكون هناك معجم للاقتصاد الإسلامي يهدف إلى نقل المصطلحات الاقتصادية الإسلامية إلى الغرب، وأشار إلى منهجية العمل في المعجم بحيث يتم إعطاء كل مصطلح حقه من التعريف والتبيين حتى يكون العمل متناغماً، وتابع حديثه حول الرقمنة والتحديات التي يواجهها العمل المعجمي في هذا العصر.

أما العثامنة فحاضرَ حول «تعريب تدريس العلوم الاقتصادية في الجامعات: الواقع والتحديثات»، ضمن محاور متعددة، أبرزها: نجاح عملية التعريب، ومخاوف عملية التعريب، ومتطلبات تعريب التعليم الجامعي، ومعوقات تعريب تدريس العلوم الاقتصادية، وإمكانية تعريب العلوم الاقتصادية، وتوصيات لتسهيل تعريب تدريس العلوم الاقتصادية.

وأكد العثامنة أن عملية التعريب لا بد أن تكون عملية تكاملية تتعاضد أطراف مختلفة في إنجازها، بحيث تبدأ من البيت والشارع ووسائل الإعلام المختلفة، والتعليم في جميع مراحله الذي يؤثر بدوره في التعليم العالي بدرجة كبيرة.

وأشار إلى أن القرار السياسي هو الأساس في متطلبات تعريب التعليم الجامعي، مع توفير الإمكانيّات المادية والحوافز، والتعاون العربي بين كافة المؤسسات المعنية، والسعي إلى إنشاء مراكز للتعريب، والاهتمام بعلم المصطلح، وتطوير المعاجم العربية، وإعداد أعضاء هيئة التدريس وتأهيلهم.

وقدم العثامنة مجموعة من التوصيات لتسهيل تعريب تدريس العلوم الاقتصادية، أهمها: ضرورة اعتماد سياسة لغوية ملزمة، وضمان عدم تعدد مناهج تعريب العلوم الاقتصادية، والبدء الفوري بتعريب تدريس المساقات المتعلقة بالاقتصاد، وعدّ اليوم العالمي للغة العربية مناسبة وطنية وقومية، تعرض فيه الجامعات في كل عام إسهاماتها في إحياء حركة الترجمة والتعريب.

بينما تحدث مؤلف المعجم د.بني هاني، ضمن ورقة بحثية عنوانها: «معجم لسان العرب الاقتصادي ومحاولات توحيد المصطلح»، أشار فيها إلى أنّ المكتبة العربية تفتقر إلى هذا المنتج، الذي يحتاج إليه العالم والباحث وطالب العلم، وصانع القرار، وأنه خلال مسيرته العلمية وجد اختلافاً واضحاً في توظيف المصطلح ومعناه في السياقات المختلفة للبحوث العلمية، والتطبيق الفعلي للسياسة الاقتصادية، ووجد اختلافاً في ترجمة المصطلح بتصرف، كي يخدم الغرض الذي نشأ من أجله، ثم محاولة توحيد المصطلح في سياقات الكتب العربية المختصة.

وتحدث بني هاني عن أهمية المصطلح الاقتصادي بعدّه أداة مهمة في التواصل، والتيقن حول الأساسيات والمفاهيم، وقال إن هذا المعجم يتشابه مع أيقونة العمل الموسوعي اللغوي العربي، الذي قام به العلامة ابن منظور الأفريقي، في «لسان العرب». وقدّم شكره لإدارة المجمع، وللّجنة الفنية على جهودهم الأصيلة في دعم مشروع هذا المعجم، وطباعته، ونشره.

شارك الخبر على