الرابعي لـ "البلاد" الأغنية العربية فقدت إطارها الكلاسيكي الطربي الجميل

أكثر من سنتين فى البلاد

إنها مثل نجمة الصبح التي تسمعنا أنغام الأحبة، ولآلئ الضحى التي تبهر العين، صوتها الشجي العذب يوحد كل الأجزاء المتناثرة في الكون ويبعد العطش ليحل مكانة موسم السقي.
إنها المطربة التونسية المقيمة في البحرين فائزة الرابعي، مبدعة في جميع الأنماط التراثية والطربية التونسية والخليجية، كما أنها حاصلة على بطاقة احتراف فني من بلادها وصاحبة تاريخ حافل بالمشاركات الغنائية في عديد المهرجانات الوطنية والدولية، وفيما يخص البحرين شاركت الرابعي في العديد من التظاهرات الفنية منها "مهرجان الكل للبحرين والبحرين للكل" في سنة 2020 كما تم تكريمها من قبل محافظة المحرق بمناسبة العيد الوطني وفوز البحرين بكأس الخليج سنة 2019.

"البلاد" التقت المطربة التونسية فائزة الرابعي، وفيما يلي نص اللقاء:

- من أين جاءت فكرة أغنية "سلام من تونس الخضراء"؟
أغنية "سلام من تونس الخضراء" هو عمل مشترك تونسي بحريني وطني بامتياز من كلمات الشاعر إبراهيم الأنصاري وألحان الفنان نبيل عبدالرحيم وتوزيع تونسي للفنان عادل بندقة.
وشخصيا طول إقامتي بمملكة البحرين لم أشعر يوما بالغربة أو بالابتعاد عن وطني الأم تونس الخضراء لما للبلدين من تقارب فكري وحضاري، إضافة إلى إحساسي بالأمان والانتماء لهذا البلد العزيز حتى أني استطعت الاندماج في المجتمع البحريني منذ الوهلة الأولى بكل ويسر، وشعرت فعلا بالامتنان تجاه هذا البلد الحبيب الذي جعلني أشعر فعلا بأنه وطن ثانٍ قولا وفعلا، واعترافا مني بجميل هذا البلد المضياف لم أجد كلمات أعبر بها عن مدى امتناني للبحرين حكومة وشعبا أفضل من كلمات الشاعر البحريني إبراهيم الأنصاري، حيث مسّت كلمات الأغنية عمق وجداني وجعلتني أعيش في بحر ذكرياتي وحنيني إلى تونس وأهاليها مع اعتزازي بعدم الشعور بالغربة وأنا أعيش بين أهلها الطيبين وجمال روح هذا البلد الجميل، وهنا أود أن أنتهز الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في هذا العمل الوطني وعلى رأسهم الشاعر إبراهيم الأنصاري وللفنان التشكيلي عباس الموسوي والعديد من الأصدقاء تونسيين وبحرينيين الذين وقفوا إلى جانبي لإنجاح هذا الحلم الفني وحتى سفارة الدولة الفلسطينية كانت حاضرة لدعم هذه الأغنية وإنجاحها والوقوف إلى جانبي محبة في تونس وشعبها وتكريما للبحرين وأهلها.

- بصراحة.. ما الذي تشكو منه الأغنية العربية اليوم؟
تعيش الأغنية العربية في السنوات الأخيرة عصر الرقمنة الطاغية والكلمات الفاسبوكية والصور الانستغرامية والتعاليق التويترية، وبالتالي أثر على الذوق العربي وأصبحت الأغنية العربية هجينة، خليط من عديد الثقافات والتوجهات، وفقدت ذلك الإطار الكلاسيكي الطربي الجميل.

- النقد الموسيقى في عالمنا العربي لا يتناسب مع حجم نشاط الفنانين، ما رأيكِ؟
بتعدد الأذواق والمناهج والتصورات الفنية والبرامج التلفزيونية "التولك شو" وبرامج تفريخ النجوم، لم يعد للنقد الموسيقي في العالم العربي مكانة كما كان في السابق، وأصبحنا كل يوم نسمع عن موجة جديدة وأسماء جديدة وصعود صاروخي لأسماء معينة ونزول مكوكي لأسماء أخرى والنقد أصبح فوق الرفوف وفي الدراسات الأكاديمية فقط هذا إن وجد طبعا.

- ما الذي تتميز به الأغنية البحرينية أو المفردة؟
تتميز الساحة الموسيقية البحرينية بثرائها وتنوعها وباحتوائها جميع أنماط وأشكال الفنون الكلاسيكية والطربية والشعبية، تتسم هذه الفنون بأنماط الغناء المختلفة والضروب الإيقاعية المتعددة بشكل جوهري، وهي ضروب مركبة ومتداخلة ومعقدة، تصدرها الأكف بالضرب على الآلات الإيقاعية مثل الطبل والطار والدف.

- تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأغنية بشكل عام، بمعنى كل من هب ودب في وسائل التواصل الاجتماعي يدعي بأنه مطرب أو فنان، وهو ليس له أي علاقة بالفن، ما تعليقك؟
منذ أن فتحت بوابات التواصل الاجتماعي بجميع أنواعها انقلبت الأوضاع واختلط الحابل بالنابل وظهرت ثقافة التهميش والتشهير والابتذال والكلمات الخارجة عن السياق الذوقي والعائلي، وأصبحنا نخشى على أبنائنا من هذه الموجة الطوفانية من الرداءة والتي أثرت سلبا على جميع الفئات العمرية دون استثناء.

- مشروعك القادم؟
أستعد لتنظيم عرض موسيقي فني طربي متكامل بعنوان "دندنة بليغ" يتضمن أجمل ما لحن الموسيقار بليغ حمدي الذي أثرى الساحة العربية مع عمالقة المطربين العرب نذكر من بينهم: الفنانة فايزة أحمد والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم والفنانة وردة، وكذلك مطرب الشعب محمد رشدي وتراوح ألحانه بين الشعبي والرومانسي والطربي وحتى الابتهالات الدينية مثل مجموعة ألحانه للسيد النقشبندي "مولاي إني ببابك".

- ما الأصوات البحرينية التي تعجبك؟
تزخر البحرين بعديد من الأسماء الكبرى التي أثرت الساحة الفنية الوطنية والعربية من بينهم أحمد الجميري وإبراهيم حبيب، وأخص بالذكر المرحومين محمد علي عبدالله ومحمد حسن.

- الفن عندي شخصيا هو الجمال ... فما الفن عند فايزة؟
الفن هو الحياة وهو الوجود وهو الذات وما أحلى أن تعيش حياتك بالفن، والفن هو الذوق وملهم الروح وسكينة الفؤاد والرقي في الأحاسيس.

- كلمة أخيرة ؟
أولا شكرا لإتاحة الفرصة وثانيا كل عام والبحرين وطن ثان لي بكل محبة وفخر واعتزاز، ويسعدني أن أتقدم بالتهنئة القلبية الخالصة حكومة وشعبا بمناسبة العيد الوطني.

 

شارك الخبر على