الفايز يشارك في مؤتمر قمة البوسفور الثانية عشر

أكثر من سنتين فى الرأى

اكد رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، إن التحديات الني تواجه عالمنا، والظروف الحرجة التي يمر بها، والصراعات المنتشرة فيه، والتي لا تقتصر على إقليما بعينه، قد ولدت يقيناً تاماً بأهمية التشاركية وبذل الجهود اللازمة، من خلال عقد حوارات مكثفة ومسؤولة للخروج بحلولٍ دائمة وواقعية لها.

جاء ذلك خلال كلمة التي القاها في مؤتمر قمة البوسفور الثانية عشر " مواجه التحديات لأجل عالم افضل " الذي بدأت اعماله اليوم في اسطنبول، بمشاركة عدد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء، اضافة الى وزراء وسياسيين وخبراء اقتصاديين ورجال اعمال ومفكرين وادباء.

وقال الفايز إنه من الأهمية أن ندرك بأن تظافر جهودنا كمجتمع إنساني، وتكريس حياتنا لاستحداث السبل والوسائل العصرية الرامية إلى تحسين ظروف العيش في هذا العالم، يعد أكثر نفعاً من النظر فقط إلى المشاكل والأزمات، التي كان لنا دوراً اساسياً في إيجادها.

واضاف " وفي الوقت الذي يتحقق به التعاون المثمر بين أفراد المجتمع الإنساني، فإن الإنسانية لن تقتصر على الالتزام بالمبادئ النبيلة وقيم حضارتنا العظيمة وقوانينا الإلهية، بل ستتعدى ذلك لما هو أعمق من تعزيزٍ وترسيخٍ لهذه القيم لتبقى صالحة وقائمة في كل زمان، وانه في اللحظة التي يكون بها سلاحنا هذه القيم، سيكون باستطاعتنا تحرير بلداننا ومجتمعاتنا من الصراعات السياسية المهيمنة على كافة أرجاء العالم " لهذا، فإن اختيار عنوان (مواجهة التحديات لأجل عالم أفضل) لقمة هذا العام يعد خياراً موفقاً.

وحول مشكلة التغير المناخي، اوضح رئيس مجلس الاعيان بانها تعد أولوية ملحة، وتحتاج جهداً دولياً دؤوباً، وفي هذا الإطار بين ان مؤتمر التغير المناخي السادس والعشرون للأمم المتحدة، والذي عُقد في غلاسكو الشهر الماضي، قد عرض أجزاءً هامةً من هذه المشكلة، وتناول مساحات جيدة، فيما يتعلق بالحاجة إلى إجراءات عاجلة لحماية بيئتنا، الا اننا ما زلنا نحتاج لمزيد من الاجراءات، وخصوصاً من الدول الصناعية لمواجهة هذه المشكلة.

وبين رئيس مجلس الاعيان، ان الاضرار التي انتجها التغير المناخي ولحقت ببيئتنا، نتيجة الطمع وعدم الاهتمام وغياب الرقابة والجهل، قد وصلت إلى مرحلة مقلقة، بسبب ختلال التوازن البيئي القائم منذ ملايين السنين، فيما للاسف يواصل بعض القادة في العالم بتقديم مصالح اقتصادية محدودة لدولهم ووضعها كأولوية، على حساب سلامة مستقبل سكان الأرض بالرغم من كونهم جزءً منها.

وقال ان مشكلة التغير المناخي هي جزء اساسي، من عدة مشاكل سياسية تواجه عالمنا اليوم، ومنها ارتفاع مستوى العنف وعدم الاستقرار والحروب، اضافة الى سباق التسلح والجريمة والإرهاب والتوترات الدولية المختلفة، مشيرا على هذا الصعيد، ان الأمم المتحدة والقوى الرئيسية في العالم، لم تبدي أي اهتماما جدي لمعالجة مثل هذه القضايا والتحديات، بل ان التدخلات غير الشرعية لبعض هؤلاء في شؤون الدول الأخرى، قد زاد من حدة المشاكل في القضايا السياسية المزمنة.

وبين الفايز انه لم يعد خافيا على أحد، أن إقليمنا بات اليوم يعد الأكثر تضرراً من هذا الوضع السائد، فقد حُرم من الاستقرار والسلام والتنمية الاقتصادية، والظروف المعيشية الطبيعية لعدة عقود، مذكرا الجميع بمشاكل اللاجئين، والتي يقف بها بلدي الأردن جنباً إلى جنب مع تركيا، كمستضيفين رئيسين للاجئين لمدة عقد كامل.

وقال ان الأردن يقوم باستضافة اللاجئين من الدول المجاورة منذ استقلاله، وقد واجه الاردن كوارث عديدة وتحديات رئيسة، لم يكن المسبب لها حتى يتحمل وزرها، فالاردن دولة تؤمن بالسلام وتدعو له، وهي متلتزمة بشكل تام بأحكام القانون الدولي والانساني.

واضاف في كلمته خلال المؤتمر " حالياً فإن أكثر من 20% من سكان الأردن هم من غير الأردنيين والأغلب من اللاجئين، مما يلقي بدوره بعبء ثقيل على مواردنا الاقتصادية، ويزيد بدرجة كبيرة من الصعوبات الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، إن شح الأمطار هذا العام يهدد الزراعة لدينا، هذا القطاع الحيوي والرئيسي في اقتصادنا الوطني، فنتيجة للتغير المناخي فإن الأمطار تتناقص منذ سنوات، وبات الأردن يصنف اليوم كواحد من أفقر الدول مائياً في العالم، ولكننا ماضون في إدارة أزمتنا ومواجهة التحديات ".

وفيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي، اشار الفايز الى ان فشل حل هذا الصراع الأزلي، يعد فشلاً للأمم المتحدة، وادى ذلك الى اشتعال الصراع في الإقليم بأكمله، مبينا امام المؤتمرين بان جلالة الملك عبد الله الثاني قد اكد مراراً وتكراراً، بأن إقليمنا لن يشهد الاستقرار بدون حلٍ لهذا الصراع، بما يتوافق مع احكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

ودعا الفايز الى الاستمرار بالعمل لإيجاد الحلول التي تخدم مصالحنا المشتركة وتعمل على مواجه تحدياتنا، ليس فقط لمنطقتنا وشعبنا، بل للانسانية جمعا، فالكل يعيش بعالم مترابط معتمد على بعضه البعض، لهذا دعونا نأمل بأن تمتلك الأمم المتحدة نظرة أفضل لميثاقها، وأن ندفع بقوة باتجاه نظام لعالم أفضل، على أساس الشرعية والعدالة والاحترام المتبادل، والاعتراف بجميع الشعوب، والحلول السلمية للصراعات والعدالة.

واشاد الفايز بمتانة العلاقات الاردنية التركية والمستوى الرفيع الذي وصلت اليه، مؤكدا اهمية تطوير هذه العلاقات وتعزيزها والبناء عليها بمختلف المجالات خدمة لمصالح البلدين الصديقين.

وقدم الفايز شكره للجنة المنظمة للمؤتمر، ممثلة بالأمين العام السيد سينجز اوزجينسيل، وجميع الأشخاص اللذين أصروا على عقد هذا الملتقى السنوي سنة تلو أخرى، رغم التحديات الكبيرة والصعوبات التي تواجه العالم ً في ظل جائحة كورونا والتي ما زالت أثارها تعيق الحياة العامة في كافة أنحاء العالم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على