الأقسام المندمجة.. حينما تنخرط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمراكش، من أجل إدماج سوسيو تربوي أفضل للأطفال التوحديين
ما يقرب من ٤ سنوات فى ماب
وتترجم هذه البنية الإنسانية والتضامنية، منذ إحداثها سنة 2007، بمبادرة من جمعية آباء وأولياء الاطفال التوحديين بمراكش، الإرادة الأكيدة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل السهر على توفير إدماج سوسيو - تربوي أمثل للأطفال التوحديين، ومنحهم خدمات تتلاءم مع وضعيتهم.
ومن شأن هذه الأرضية التي تندرج في إطار البرنامج الثاني "مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة"، وتعد مرجعا محليا ووطنيا بشأن التكفل بالأطفال الذين يعانون من طيف التوحد، تمكين هؤلاء الأطفال من متابعة تعليمهم، وفق إطار موات، وتمكينهم من حصص لتقويم النطق وإعادة التأهيل، إضافة إلى مواكبة نفسية وأنشطة رياضية وأخرى موازية.
ويستفيد من خدمات ثلاثة أقسام مندمجة، تأتي للاستجابة لحاجة ملحة تهم التكفل بالأطفال التوحديين، 21 طفلا، تؤطرهم مسؤولة بالجمعية، وثلاث مدرسات و21 مرافقة، ممن استفدن من سلسلة تكوينات لتقوية مهاراتهن وتأهيلهن حتى يتمكن من القيام بمهامهن النبيلة على أكمل وجه.
وبعد قبولهم بالأقسام المندمجة، يتم إجراء تحليل معمق لسلوكيات الأطفال التوحديين، يرمي إلى تنمية استقلاليتهم وسلوكهم. بعدها يشرع كل طفل في التمدرس وفق برنامج شخصي، يتم تحيينه دوريا، بحسب ما يقتضيه تطوره.
وأكدت مونية لشهب، وهي مسؤولة عن قسم مندمج، في تصريح لقناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الطفل، ومن خلال استفادته من مرافقة دائمة موضوعة رهن إشارته، يتم إدماجه بالتدرج داخل قسم عادي في أفق إدماجه الكامل، حينما يصبح مؤهلا لمواصلة حياة مدرسية عادية.
وأضافت أن "جمعية آباء وأولياء الاطفال التوحديين بمراكش تعمل بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على تمتيع هذه الشريحة الاجتماعية من الحق في التمدرس وتمكينها، بالتالي، من اندماج أمثل بالمجتمع".
وأوضحت أنه بعد "إجراء تحليل معمق للسلوك، من قبل مرافقة سوسيو - تربوية، يستفيد الطفل من التتبع بالأقسام العادية حتى يبلغ مرحلة الإندماج الكامل مع نظرائه"، لافتة إلى أن الأقسام المندمجة توفر بفضل الإسهام القيم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كل الخدمات والمعدات اللازمة من أجل تحقيق التنمية السوسيو - تربوية للطفل الذي يعاني من التوحد.
وأبدى مصطفى عجاجي، مدير مدرسة الشابي الابتدائية، في هذا الاتجاه، ارتياحه للجهود "الاستثنائية" التي يبذلها الأساتذة وأطباء علم النفس وأطر جمعية آباء وأولياء الاطفال التوحديين بمراكش، والتي تمكن من "اندماج سوسيو - تربوي متقدم".
وأشار إلى أن مدرسة الشابي الابتدائية تعد "مؤسسة رائدة في الإدماج المدرسي للأطفال التوحديين على الصعيد الوطني"، منوها بالأهمية التي تكتسيها مواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية، لاسيما من خلال بلورة برنامج غني بالتكوينات لفائدة الأساتذة والأطر العاملين بالأقسام المندمجة.
وأعرب السيد نور الدين النية، هو أب لطفل مصاب بالتوحد، من جهته، عن امتنانه لكل المنتمين إلى الأقسام المندمجة على جهودهم لفائدة الأطفال التوحديين، وعن "شكره للأساتذة وأطر جمعية آباء وأولياء الاطفال التوحديين بمراكش، الذين قاموا بعمل استثنائي يضمن أمثل اندماج لأطفالنا في الحياة المدرسية".
وأكد أهمية التشخيص والتكفل المبكرين بالتوحد، داعيا آباء الأطفال التوحديين إلى تسجيل أبنائهم في الأقسام المندمجة.
وقال إنه "كلما تم تشخيص التوحد بشكل مبكر، كلما تم إرساء مواكبة مبكرة خاصة، وكلما تم تقليص خطر الإعاقة وتحقيق النمو".
ولم تدخر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سنة 2005 ، جهدا من أجل الإسهام في الإدماج السوسيو- مهني للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأرست المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال "برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة"، عدة برامج للتكفل بالأشخاص الذين يعانون من إعاقة وبدون موارد بمراكز متخصصة، موزعة على عموم التراب الوطني.
ومنذ شتنبر 2018 ، تاريخ إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحسنت الخدمات التي تقدمها هذه المراكز بشكل كبير، وذلك من أجل الاستجابة لاحتياجات التكفل بالفئة المستفيدة، وفي ظروف كريمة.
تعكس الأقسام المندمجة بالمدرسة الابتدائية الشابي، الواقعة بالحي المحمدي بمراكش، المخصصة للأطفال الذين يعانون من التوحد، الانخراط الراسخ للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما الأطفال التوحديين.03 ديسمبر 2021مراكشجهاتnonGratuit: oui