إشهار »فاطمة.. حكاية البارود والسنابل« في المكتبة الوطنية

أكثر من سنتين فى الرأى

أقام معهد السياسة والمجتمع أول من أمس، في المكتبة الوطنية، حفلا لإشهار رواية «فاطمة.. حكاية البارود والسنابل» للكاتب د.محمد عبدالكريم الزيود. تحدث فيه د.صبري إربيحات والكاتب مفلح العدوان والناقد عماد الضمور، وأداره د.محمد أبو رمان.

الرواية التي صدرت عن «الآن ناشرون وموزعون» في 222 صفحة، أقرب إلى الواقعية التسجيلية بالرغم من أن المؤلف نوه إلى أن أسماء الأشخاص جاءت مصادفة ولا تمت للواقع بصلة، إلا أن التسجيلية طغت من خلال وجود الكثير من الأسماء ضمن مدينة الزرقاء، وفي قرى بني حسن، وحول سيل الزرقاء من أودية وكهوف ومسالك وطرق وقرى وأشجار.

تعاين الرواية قصة فاطمة البدوية، وما تخلل حياتها من معاناة وفقد وخسارات، كما تظهر شخصيات أخرى خلال الرواية، تساند السياق الرئيس وتؤثر فيه وتتأثر به، إذ ترصد الأحداث مسار حياة فاطمة وعائلتها في إحدى قرى الزرقاء منذ منتصف الأربعينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي.

وتركز الرواية على جملة من الأحداث وسياقات القرية الأردنية من حيث العادات والقيم والطقوس والممارسات والشعائر، مع العديد من الإسقاطات لأحداث مهمة مر بها الأردن، مثل حادثة استشهاد الملك عبدالله الأول، ونكسة حزيران 1967 وتداعياتها، من حيث النزوح والهجرة إلى الأردن وخارجه، وخاصة تشكيلها للفسيفساء الاجتماعية في مدينة الزرقاء.

يتخذ الزيود من مدينة الزرقاء مسرحا لأحداث روايته التي وُصفت من غير ناقد بأنها عمل يستحضر الهوية بملامحها الإنسانية والمكانية، عبر سيرة شخصيات تظهر عبرها ملامح الهوية بكامل تفاصيلها.

تحفل الرواية بجانب وثائقي سردت فيه بالتفصيل وقائع تاريخية بعينها، مثل نكبة 1948، ودور الجيش الأردني في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، وطائفة من الأحداث الاجتماعية والسياسية التي شهدها الأردن والمنطقة العربية خلال السنوات المذكورة.

كما أن توثيق الأحداث واكبه سرد للسير الذاتية لشخصيات لعبت أدوارا محورية في الفترة نفسها، من سياسيين وقادة عسكريين وشيوخ قبائل، أو شخصيات أثرت في البنية النفسية والاجتماعية الأردنية، كعدد من الرموز الدينية والصوفية التي ما زالت حية في وجدان الناس.

وقدمت الرواية بموازاة الشخصيات معالمَ المكان، في مسح تاريخي للأحداث وانعكاساتها على الجغرافيا، فقدمت وصفا عاما شاملا لحي الغويرية في الزرقاء، وقرية الهاشمية التابعة لها. وتنقلت في الجغرافيا لتصل إلى مناطق مجاورة مثل العالوك وصروت والحوايا وبيرين وأبو خشيبة وسيل الزرقاء وغيرها كثير، ما ساهم في دمج القارئ بجو الرواية.

وامتد السرد من القرى إلى الجبال والوديان والمدارس، وجعل المؤلف للحوارات التي تبادلتها شخصيات الرواية قدرة على بيان ما كانت تموج به الأجواء من هموم وآراء وصراعات، وجسَّت الرواية في الوقت نفسه تأثر الأردنيين بأحداث المنطقة في فترة تُعدُّ من أغنى الفترات التاريخية بالأحداث.

ومن الجدير ذكره أن الزيود حصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال، عمل في القوات المسلحة الأردنية وتقاعدَ برتبة مقدم ركن، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، ويعمل أستاذا مساعدا في قسم إدارة الأعمال بجامعة الزرقاء الخاصة. كتب الزيود مجموعة من النصوص الدرامية من بينها الفيلم التلفزيوني «الشهيد راشد الزيود.. قصة بطل» (2017)، والفيلم القصير «غريسا.. حكاية زمن» (2019)، وأصدر قبل هذه الرواية مجموعتين قصصيتين هما: «ضوء جديد» (2015)، و«وحيدا كوتر ربابة» (2019).

شارك الخبر على