المنتخبات العربية قدمت إلى الدوحة من أجل لقب «كأس العرب»

أكثر من سنتين فى الرأى

تفتتح اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، وبعد غياب تسع سنوات، النسخة العاشرة من بطولة كأس العرب لكرة القدم بمشاركة 16 منتخبا عربياً في النهائيات،في محاكاة لما ستكون عليه انطلاقة مونديال 2022 بعد عام على نفس الأرض.
ومن ستاد البيت، ثاني أكبر ملاعب قطر من حيث السعة، ستنطلق صافرة الافتتاح بين منتخب قطر صاحبة الأرض والجارة البحرين.

وتسبق مباراة الافتتاح الرسمية، مواجهتان بين تونس وموريتانيا، والعراق وعمان، فيما تعقبها مباراة بين سوريا والإمارات اللذين سبق والتقيا مؤخراً ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال.

وستلعب البطولة للمرة الأولى في تاريخها تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي اختارها بدلا من كأس القارات لاختبار قدرات قطر على تنظيم كأس العالم.

ومن الملفت في هذه النسخة، أن جل المنتخبات قدمت إلى الدوحة لنيل لقب هذه النسخة التي ستعطي صاحب «الكأس» الكثير من الدوافع والمعنوية الكروية والمكانة المرموقة عربياً وعالمياً، خصوصاً أنها جاءت بعد غياب طويل وكونها تقام في ظروف استثنائية تتبع تداعيات جائحة كورونا وتقع قبل التأهل الرسمي للمونديال للمنتخبات العربية.

إلى ذلك، قررت اللجنة المنظمة جوائز البطولة كالتالي: البطل يحصل على 5 ملايين دولار، والوصيف 3 ملايين دولار، المركز الثالث مليوني دولار والمركز الرابع مليون ونصف المليون دولار، أما المتأهل لدور 8 يحصل علي مليون دولار، وينال كل منتخب يشارك في البطولة 750 ألف دولار.

بعد غياب تسع سنوات، النسخة العاشرة من بطولة كأس،

منتخب النشامى.. حاضر للمنافسة

من جانبه، منتخب «النشامى»، قدم إلى الدوحة والأمل يحذوه بخطف اللقب، وهذا ما لمسناه من تصريحات المدير الفني للمنتخب عدنان حمد، خصوصاً وهو يختار تشكيلة من اللاعبين أصحاب الخبرة -حسب رأيه- في سعي منه للوقوف نداً لمنتخبات مجموعته حيث ستلعب السعودية والمغرب بالمنتخبات الرديفة أو «الشباب» فيما فلسطين ستكون الأسهل أمام المنتخب.

ويُعدّ «النشامى» الأكثر ظهوراً في البطولة مع ثماني مشاركات، حيث كان بلوغه نصف النهائي عام 2002 أفضل نتائجه، ولم يغب المنتخب إلا عن البطولة السابقة 2012 في السعودية، وحلّ رابعاً في النسخة الخامسة في عمان في 1988، وخرج من نصف النهائي أمام العراق قبل سقوطه أمام مصر في مباراة تحديد المركز الثالث.

من جانبه، اعترف عدنان حمد «ندرك اننا أمام مواجهات صعبة، لكننا سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق أفضل نتائج ممكنة وإعادة البسمة لجماهير الكرة الأردنية التي عاشت من قبل خيبة الوداع المبكر من تصفيات كأس العالم 2022».

ويعوّل حمد على مزيج من الخبرة والشباب والمحترفين على غرار بهاء فيصل ومحمود مرضي وبهاء عبدالرحمن، بينما سيفتقد لجهود موسى التعمري والمهاجم عدي الصيفي صاحب الـ 121 مباراة دولية والمحترف في الكويت منذ عدة سنوات، حيث سيغيب هذا الثنائي بسبب عدم اعتماد البطولة ضمن أيام فيفا.

يذكر أن تشكيلة المنتخب تضم: معتز ياسين، يزيد أبو ليلى، مالك شلبية، إضافة لكل من محمد الدميري، محمد أبو حشيش، يزن العرب، مهند خير الله، عبدالله نصيب، هادي الحوراني، إحسان حداد، أحمد ثائر، محمود مرضي، أنس العوضات، رجائي عايد، ابراهيم سعاده، نور الروابدة، بهاء عبدالرحمن، ياسين البخيت، أحمد سريوة، حمزه الدردور، بهاء فيصل، علي علوان ويزن النعيمات.

مجموعات قوية

ووزعت المنتخبات المشاركة في البطولة على أربع مجموعات بواقع أربع منتخبات في كل مجموعة:

المجموعة الأولى: قطر، العراق، عمان، البحرين، وفي المجموعة الثانية: تونس، الإمارات، سوريا، موريتانيا، وتضم المجموعة الثالثة: المغرب، السعودية، الأردن، فلسطين، فيما تجمع المجموعة الرابعة: مصر، الجزائر، لبنان، السودان.

وسجلت بطولة كأس العرب منذ بدايتها:: تونس عام 1963، العراق أعوام (1964، 1966، 1985، 1988)، مصر 1992، السعودية أعوام (1998 و 2002) والمغرب بطل النسخة التاسعة والأخيرة عام 2012.

اجراءات احترازية

تسعى قطر إلى تقديم نسخة نموذجية لإثبات جدارتها في استضافة المونديال العام المقبل.

من مطار حمد الدولي، تبدأ الحملة التسويقية لكأس العرب بلافتات متنوّعة تدعو الجماهير إلى الحضور بكثافة في الملاعب، التي تصحّرت على مدى أكثر من عام ونصف العام للسيطرة على تفشي فيروس كورونا وظهور متحوّرات جديدة.

ولضبط ذلك، اتجه المنظمون القطريون إلى اعتماد بطاقة «هيّا» للمشجعين، استناداً إلى نظام بطاقة المشجّع الذي اعتُمد في مونديال روسيا 2018.

وبالتالي باتت بطاقة «هيّا» الذكية إلزامية لحضور المباريات ويجب للمتقدم أن يكون ملقّحاً بالكامل للحصول عليها، وتتيح لحاملها إمكانية الدخول إلى الستادات والاستفادة من عدد من الخدمات والمزايا المتعلقة بالنقل المجاني.

تكنولوجيا جديدة

الجدير ذكره أن «فيفا» ستطبق في البطولة تقنية جديدة «نصف آلية» لكشف حالات التسلل، تمهيداً لإمكانية استخدامها في المونديال.

وتهدف هذه التكنولوجيا إلى زيادة الموثوقية وتسريع اكتشاف التسلل، وسبق أن تم اختبارها «في ألمانيا وإسبانيا وإنجلترا» لكنها كانت تنتظر بدايتها في بطولة كاملة وفقاً ليوهانس هولتسمولر، مسؤول قسم الابتكار في «فيفا».

وأطلق على التكنولوجيا «نصف آلية» (سيمي-أوتومايتد) لأن القرار النهائي في احتساب التسلل من عدمه يبقى في نهاية المطاف من صلاحية حكم الفيديو المساعد «في أيه آر»، خلافاً لتكنولوجيا خط المرمى التي تحدد بشكل جازم تجاوز الكرة للخط.

وتعتمد التقنية الجديدة على كاميرات في سقف الملعب يتراوح عددها بين 10 و12، وذلك لمتابعة اللاعبين ومساعدة الحكام على تقدير نقطتين حاسمتين: اللحظة التي يتم فيها تمرير الكرة أو لمسها، وموقع كل جزء من أجزاء أجسام اللاعبين المعنيين استناداً الى خط التسلل الوهمي.

وستُنقل البيانات التي تم جمعها، في الوقت الفعلي تقريباً الى خلية حكم الفيديو المساعد، والقرار النهائي يكون دائماً على عاتق الحكم نفسه بحسب ما شدد الاتحاد الدولي للعبة.

نظرة عامة على المنتخبات

فيما يلي نظرة عامة وسريعة على المنتخبات المشاركة وبحسب ترتيب المجموعات.

المجموعة الأولى

منتخب قطر.. تجربة واقعية

يتطلّع المنتخب القطري مستضيف البطولة لمواصلة نجاحاته في السنوات الأخيرة وسيعتمد بطل آسيا الحالي في ذلك على العديد من اللاعبين الذين توّجوا بلقب كأس آسيا قبل عامين، والذي يُعتبر أول لقب دولي كبير في تاريخ العنابي.

وستكون البطولة للعنابي عبارة عن تجربة على أرض الواقع تحضيراً لمشاركته في المونديال كونه متأهلاً رسمياً، وبالتالي سيكون أكبر المستفيدين من مشاركته على أرضه وبين جماهيره.

ويسعى رجال المدرب الإسباني فيليكس سانشيس، بدء مشوار مصالحة الجماهير بعد نتائج مخيبة مؤخراً في التصفيات المونديالية التي شاركت فيها قطر كمنتخب زائر.

ويُعدّ «العنّابي» من بين أكثر المنتخبات جاهزية واكتمالاً للصفوف.

يقول لاعب وسط الدحيل عاصم ماديبو إن «هذه البطولة ليست للتعويض. نحن ننافس مع مدارس مختلفة غير المدارس الأوروبية في التصفيات»، ويضيف لفرانس برس «كلّ المنتخبات حظوظها متساوية وهناك فرصة للجميع». وعن مواجهة البحرين «عادة ما تكون مباراة الافتتاح صعبة، ولكن نحن قادرون».

واكتفى المنتخب القطري طيلة 58 عاماً بمشاركتين فقط في بطولات كأس العرب التسع السابقة، فظهر للمرة الأولى في الكأس الرابعة في السعودية عام 1985 وحلّ رابعا، فيما جاء وصيفاً للنسخة السابعة التي استضافها على أرضه عام 1998.

وتضم لائحة المنتخب القطري كلاً من الهداف المعز علي والقائد حسن الهيدوس وأكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا لعام 2019.

منتخب البحرين.. اثبات مكانة

يدخل المنتخب البحريني المنافسات بنوايا تحقيق انجاز جديد في الدوحة، حيث أحرز لقبه الخليجي الأوّل عام 2019 التي حققها على أرض قطر للمرة الأولى في تاريخه.

وبعد ست مشاركات سابقة أعوام 1966 و1985 و1988 و2002 و2012، حلّ المنتخب البحريني وصيفاً مرتين في 1985 و2002، ويأمل حالياً بلقب جديد، بعد كأس غرب آسيا في العراق عام 2019 وبعدها مباشرة اللقب الخليجي في الدوحة.

بدأ الأحمر البحريني مشواره في كأس العرب، خلال نسخة 1966 التي أقيمت في العراق، وخرج حينها من الدور الأول، مسجلاً خيبة أمل في بداية المشوار، واقترب من تحقيق اللقب عام 1985، عندما شارك في نسخة السعودية، حيث وصل إلى المباراة النهائية وكان قريبا من الحصول على اللقب، لولا خسارته من العراق في المباراة النهائية.

وعاد البحرين إلى خيبات الأمل في نسخة عام 1988 والتي ودعها من الدور الأول، قبل أن يسجل حضورا قويا في نسخة 2002 وقدم مستويات لافتة آنذاك، لكنه خسر مجددا في المباراة النهائية على يد السعودية بهدفين دون رد.

آخر محطات البحرين في كأس العرب، كانت في نسخة 2012، ولم يوفق في هذه النسخة، بعد أن حقق أرقاما سلبية بخسارته في 3 مواجهات، ليودع البطولة من الدور الأول، حيث خسر من المغرب (البطل) وليبيا واليمن، ولم يسجل إلا هدفا واحداً، واستقبلت شباكه 8 أهداف.

منتخب العراق.. البحث عن اللقب الخامس

يعود منتخب «أسود الرافدين» إلى كأس العرب الذي يحمل أربعة من ألقابها (رقم قياسي)، قادماً من الدور الحاسم لتصفيات المونديال الذي تضاءلت فيه تماماً آماله في خطف إحدى بطاقتي التأهل المباشر.

ودفعت النتائج المخيبة المدرب الهولندي ديك أدفوكات إلى الاستقالة من منصبه قبل أسبوع من البطولة التي كان يريد التعويل عليها بظهور أفضل قد يخفّف من كاهل الضغوطات الراهنة.

وسيحاول العراق التعافي سريعا مع المدرب زيليكو بتروفيتش الذي كان يعمل مساعدا لأدفوكات، وستكون البداية أمام المنتخب العماني، وقال بتروفيتش «قد يكون تفكير الجمهور أننا نشارك من أجل كأس العرب فقط، لكن الواقع أنها محطة للاستعداد الأمثل للمستقبل».

إلى ذلك، أعلن يونس محمود المشرف على المنتخب العراقي لكرة القدم، جاهزية «أسود الرافدين» لحصد اللقب الخامس من البطولة «الفريق يطمح إلى الحفاظ على مكاسبه في النسخ السابقة من البطولة، باعتباره الأكثر تتويجا بها».

ولم يحقق المنتخب العراقي أي فوز في 6 مباريات بالمرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وكان آخرها الخسارة 3-0 أمام كوريا الجنوبية في الدوحة هذا الشهر.

منتخب عُمان.. التجربة الأولى

يخوض منتخب عمان، منافسات كأس العرب، للمرة الأولى في تاريخه، رغم الجدل الذي رافق مشاركة فريق لعب باسمه في النسخة الثالثة عام 1966 في بغداد وخسر أمام ليبيا بنتيجة قياسية 0-21.

ولا يعترف الاتحاد العماني لكرة القدم بالمباراة، ذلك لأن الفريق الذي شارك في كأس العرب قبل 55 عاماً تألّف من طلاّب يدرسون في الخارج.

ويدرب المنتخب، الصربي برانكو إيفانكوفيتش الذي أكد على أهمية البطولة، منوها بأن الهدف يتمثل بتخطي دور المجموعات، ثم التركيز على الأدوار التي تليها، مطالبًا اللاعبين ببذل المزيد من الجهد خلال الفترة القادمة للوصول للأهداف المنشودة.

واستبعد المدرب كل من اللاعبين عبد العزيز المقبالي ومحمود المشيفري وعلي البوسعيدي من القائمة بداعي الاصابة، فيما يغيب الحارس الأساسي فايز الرشيدي واللاعب زاهر الأغبري، بسبب ارتباط الثنائي في الدوري الإيراني.

ومن نقاط القوة في المنتخب العماني، اللاعب صلاح اليحيائي الذي يعتبر ماكينة خط الوسط، حيث تألق بشكل لافت مع منتخب بلاده، مما جعل الاتحاد الآسيوي يختاره كأحد أفضل اللاعبين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم FIFA قطر 2022 فضلا عن مجموعة من اللاعبين المميزين امثال أمجد الحارثي وجميل اليحمدي والمخضرم محسن جوهر.

المجموعة الثانية

تونس.. للوصول بعيداً

أعلن مدرب المنتخب التونسي منذر الكبيّر أن بلاده عازمة على الذهاب بعيداً في البطولة، عشية أولى مباريات البطولة التي تجمع «نسور قرطاج» أمام موريتانيا اليوم.

وقال الكبيّر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مواطنه فرجاني ساسي لاعب وسط الدحيل القطري في الدوحة «عازمون للوصول بعيداً، لكن المباراة الأولى لن تكون سهلة».

وأضاف أن «لدينا غيابات لنحو عشرة لاعبين من الذين كانوا حاضرين في التشكيلة لمواجهة موريتانيا في تصفيات المونديال القطري».

وتأهلت تونس إلى الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية لمونديال 2022، بتصدرها للمجموعة الثانية مع 14 نقطة من أربعة انتصارات وتعادلين، وواجهت موريتانيا في مناسبتين حيث فازت في الأولى 3-0، وتعادلت في الثانية سلباً.

وأشار الكبيّر إلى عدم تمكن لاعب أم صلال القطري أيمن عبدالنور من المشاركة للإصابة، لافتاً إلى أن جاسم الخميري لاعب فانكوفر وايت كابس الكندي، سيحل بدلاً منه.

من جانبه، رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء يأمل بالوصول الى الدور نصف النهائي على أقل تقدير مع تشكيلة قوية يقودها المدرب «الكبير».

من جهته، أكد ساسي أن تونس هي «من المنتخبات المرشحة. مباراة الافتتاح مباراة مهمة جداً لاكتساب الثقة من خلال كسب النقاط الثلاث».

الإمارات.. مشاركة ثانية هدفها الإعداد

تشارك الإمارات للمرة الثانية في تاريخها، بطموح تحقيق نتيجة أفضل من المركز الرابع الذي أحرزته في نسخة 1998 والإعداد للمباريات المتبقية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر.

وغاب"الأبيض» عن النسخ الست الأولى من البطولة، قبل أن يشارك في السابعة في الدوحة.

وغابت الإمارات عن النسختين التاليتين في 2002 بالكويت و2012 في السعودية، لعدم توافق مواعيدهما مع الأجندة المحلية. وكانت الإمارات تواجدت في قرعة نسخة 2012، قبل أن تعتذر عن عدم المشاركة، وبعد 23 عاما من آخر مشاركة، تعود الإمارات إلى البطولة وفي الدوحة أيضًا التي شهدت تواجدها الأول والوحيد، وهي تأهلت مباشرة إلى دور المجموعات بعدما كانت ضمن أفضل تسعة منتخبات عربية في تصنيف «فيفا».

وستكون البطولة فرصة للمدرب الهولندي بيرت فان مارفيك لإعداد «الأبيض» للتصفيات لمونديال 2022 والتي يحتل فيها المركز الثالث في المجموعة الأولى، حيث وضع منذ نيسان الماضي كأس العرب ضمن خططه للإعداد للتصفيات التي ينافس فيها منطقياً ضمن المجموعة الأولى على المركز الثالث المؤهل لخوض ملحق مع ثالث المجموعة الثانية، ثم خوض الملحق العالمي.

وفيما أُخذ سابقاً على فان مارفيك اعتماده على الدوري المحلي لتجهيز اللاعبين دون خوض مباريات دولية ودية، سيتأمن له من خلال المشاركة في كأس العرب استعادة الثقة، زيادة الانسجام، تأهيل اللاعبين واختبار عناصر جديدة، فضلا عن زيادة أيام التجمع الدولية.

سوريا.. من منافس إلى متفرج

تحمل المشاركة السورية الرقم سبعة، في تاريخ مسابقة شكّلت فيها منافسة قوية في ثلاث من بطولاتها، قبل أن تتحوّل إلى متفرج دون بصمة تذكر.

واللافت أن المنافسة السورية على ألقاب هذه البطولة تحققت في زمن الهواية، ففي النسخة الأولى في بيروت عام 1963 على طريقة الدوري من مرحلة واحدة بمشاركة خمسة منتخبات، حيث احتل المركز الثاني بعد فوزه على الأردن والكويت ولبنان وخسارته أمام تونس.

غابت سوريا عن النسخة الثانية (الكويت 1964) والطريف أن عدم المشاركة سببه عدم توفر مبلغ نفقات السفر (10000 ليرة سورية، وكرّرت إنجازها في النسخة الاولى باحتلالها المركز الثاني في النسخة الثالثة (بغداد 1966). وغابت عن النسخة الرابعة 1985، قبل أن تعود إلى النسخة الخامسة في الأردن 1988 وتكرّر إنجازها في النسختين الأولى والثالثة لتحتل مجدداً المركز الثاني.

وتحوّل منتخب سوريا من منافس في بطولات كأس العرب السابق إلى مجرد متفرج في البطولات اللاحقة، ففي السادسة عام 1992 حلت رابعة، وخرجت من الدور الأوّل في النسخة السابعة، وتكرّر الخروج المبكر من الدور الاوّل في النسخة الثامنة في الكويت 2002، وغابت عن النسخة التاسعة في السعودية 2012، قبل أن تؤكد مشاركتها في هذه النسخة التي تأمل بأن تظهر فيها بشكل مغاير.

وتعاني قائمة المدرب تيتا فاليريو من غيابات النجوم خصوصاً بعد اعتذر كل من (عمر السومة وعمر خربين وفهد اليوسف وإياز عثمان وسعد أحمد وخالد كردغلي وعبد الرحمن الويس) عن عدم الانضمام لأسباب مختلفة.

وهناك شكوك حول التحاق محمود المواس لاعب الشرطة العراقي، الذي يصر ناديه على رفض سفره إلى قطر.

موريتانيا.. مشاركة يتيمة

لم تترك موريتانيا أي بصمة في مشاركتها اليتيمة ضمن البطولة، حيث ودّعت من الدور الأوّل لنسخة الطائف 1985 في السعودية.

وتاريخياً لم يستطع منتخب «المرابطون» أن يصنع إسماً له في خارطة كرة القدم العربية والافريقية، إلا أنه بدأ يظهر على الساحة القارية من خلال بلوغ كأس الأمم الأفريقية في نسخة مصر الماضية قبل أن يودّع من الدور الأوّل، كما تأهل الى نسخة الكاميرون المقبلة.

وفي مشاركته الوحيدة عام 1985، جاء في المجموعة الثانية وودّع مبكراً.

ولا شك أن الكرة الموريتانية عرفت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة بإشراف رئيس الاتحاد أحمد ولد يحيى النافذ قارياً، حيث تعتمد حالياً على كوكبة من المحترفين، ولا سيما في الملاعب الفرنسية والبلجيكية فضلاً عن الدوريات العربية مثل المغربي والمصري والتونسي.

ويقود المنتخب المدرب الفرنسي ديدييه جوميس دا روسا الذي حل بدلاً من مواطنه كورنتين مارتينس الشهر الماضي.

المجموعة الثالثة

المغرب.. اللقب بالرديف

يدخل منتخب المغرب المنافسات، كمدافع عن اللقب الذي احرزه قبل نحو عقد من الزمن في السعودية على حساب ليبيا بركلات الترجيح 3-1.

لقبٌ واحد في مشاركتين هي حصيلة منتخب «أسود الأطلس» في كأس العرب منذ انطلاقها، حيث لم يكن المنتخب الافريقي يعيرها اهتماماً قبل الألفية الجديدة، إذ كان يفضّل المشاركة في المنافسات الرسمية على غرار كأس الأمم الافريقية أو كأس العالم.

وانتظر «الأسود» عشر سنوات ليحرزوا اللقب الأول في ثاني مشاركة لهم وكانت في النسخة الأخيرة التي استضافتها السعودية في 2012 بمنتخبعا الرديف.

وستكون المشاركة الثالثة للمغرب في نسخة قطر بتشكيلة رديفة ايضاً يقودها المدرب المحلي الحسين عموتة، حيث سيعوّل على نجوم الدوري المحلي ولا سيما من فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، على غرار الحارس أنس الزنيتي وعبدالإله الحافيظي ولاعبي الوسط يحيى جبران وأيمن الحسوني والمدافع أيوب العملود، فضلاً عن اللاعبين الناشطين في الدوريات العربية مثل وليد الكرتي (بيراميدز) وأشرف بنشرقي (الزمالك) ووليد أزارو (الاتفاق السعودي) وبدر بانون (الأهلي المصري) وسفيان راحيمي (العين الإماراتي) واسماعيل الحداد (الخور القطري) وادريس فت?حي (السيلية القطري) ومروان سعدان (الفتح السعودي) ومحمد فوزير وكريم البركاوي (الرائد السعودي).

السعودية... متفائلة يشبابها

يشارك المنتخب السعودي بتشكيلة رديفة، لكنه يبحث عن نتائج إيجابية لاسيما وأنه على مدى مشاركاته الست السابقة لم يغب عن الدور نصف النهائي إلا مرة واحدة فقط.

وتوج الأخضر السعودي باللقب مرتين في 1998 و2002.

وسيقود المنتخب الرديف من مواليد 1999 وما فوق المدرب الفرنسي لوران بونادي مساعد مدرب المنتخب الأول مواطنه هيرفيه رينار. وضمّت القائمة أمثال هيثم عسيري، فراس البريكان وعبدالله الحمدان.

ويتألق المنتخب الأول بشكل كبير في تصفيات مونديال 2022، إذ يتقدم اليابان بفارق أربع نقاط وأستراليا بفارق 5 في الدور الحاسم.

وأشرف على المنتخب السعودي خلال المشاركات السابقة العديد من المدربين، أبرزهم الوطني خليل الزياني، الألماني أوتو فيستر والهولندي جيرارد فان دير ليم ومواطنه فرانك ريكارد، والبرازيلي نيلسينيو مارتينيز.

وبرز مع الأخضر في البطولات السابقة العديد من النجوم الذين تركوا بصمة مميزة، منهم محمد الدعيع وصالح النعيمة وماجد عبدالله ويوسف الثنيان ومحيسن الجمعان وفهد المصيبيح وفهد الهريفي وسعيد العويران وفؤاد أنور وعبيد الدوسري ومحمد نور.

فلسطين... لعبور الدور الأوّل

يحلم المنتخب الفلسطيني بتحقيق إنجاز في البطولة، عندما يخوض منافسات المجموعة الثالثة مع المغرب والسعودية والأردن.

تشارك فلسطين، المتأهلة عبر دور تمهيدي على حساب جزر القمر، للمرة الخامسة في البطولة الإقليمية، إلا أن ظهورها الأوّل بدأ مع النسخة الثالثة في العراق 1966.

وقعت حينها في المجموعة الثانية وخاضت ثلاث مباريات، فتعادلت في الأولى مع ليبيا سلباً، ثم اكتسحت اليمن الشمالي بسباعية وخسرت أمام سوريا 1-3، لتحلّ ثالثاً في المجموعة بثلاث نقاط مودّعة من الدور الأول.

ومثّل المنتخب تشكيلة من الشتات الفلسطيني فضلاً عن لاعبين من أندية قطاع غزة.

وكان الاتحاد الفلسطيني فاقداً لعضويته في الاتحاد الدولي (فيفا) بعد العام 1948، ولم يستعدها إلا في العام 1998، وبالتالي لم يكن يسمح بالمشاركة إلا في بطولات الاتحاد العربي.

وفي المشاركة الأخيرة عام 2012 في السعودية، لم يتأهل الفلسطيني الى الدور الثاني، بعدما تذيل ترتيب المجموعة الأولى بخسارة قاسية أمام الكويت برباعية نظيفة وتعادل مع السعودية 2-2.

وكان يقود المنتخب المدرب الأردني جمال محمود وضمت تشكيلته لاعبين جيدين مثل فهد العتال وعبد اللطيف البهداري وأشرف نعمان.

المجموعة الرابعة

مصر.. للقب ثانٍ بغياب المحترفين

يشارك منتخب مصر، حامل لقب 1992، بتشكيلة محلية دون نجومه المحترفين في الخارج وعلى رأسهم محمد صلاح نجم ليفربول.

بعد نسخ 1988، 1992، و1998 و2002 وتتوّيجها بلقب نسخة سوريا 1992 على حساب المنتخب السعودي، وقعت مصر في النسخة المقبلة في الدوحة في مجموعة رابعة تضمّ الجزائر ولبنان والسودان.

ظهر «الفراعنة» للمرة الأولى في 1988 بالأردن، حيث خسروا في نصف النهائي أمام سوريا بركلات الترجيح، ثم حلوا في المركز الثالث على حساب الأردن بهدفين.

توّجوا مرة يتيمة في 1992 بقيادة المدرب محمود الجوهري، بعد الفوز على السعودية في نهائي مثير 3-2.

لم يظهر منتخب مصر بأفضل صورة في نسخة قطر 1998 فودّع من دور المجموعات، وفي النسخة الأخيرة عام 2012 بالسعودية، ودّع مجددًا من الدور الأول بتشكيلة أولمبية.

ورغم عدم تتويجه سوى مرة يتيمة باللقب، إلا ان المنتخب المصري يعدّ من الأقوى عربياً، إذ يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس إفريقيا (7) وشارك في كأس العالم ثلاث مرات.

واستدعى البرتغالي كارلوس كيروش قائمة محلية ضمت وجوهاً جديدة، أبرزها مروان داوود الظهير الأيسر لإنبي، وعمر كمال عبد الواحد وأحمد رفعت ومحمد عبد المنعم من فيوتشر الصاعد حديثاً للدوري المصري، وحسين فيصل لاعب سموحة وأسامة فيصل لاعب البنك الأهلي، إلى جانب محمد عبد المنعم من فاركو.

واستبعد محمد أبو جبل حارس الزمالك، وزميليه في الفريق طارق حامد ومحمود علاء، وأحمد حجازي المحترف في اتحاد جدة السعودي بعد رفض ناديه مشاركته في البطولة، ورباعي الأهلي حسين الشحات وحسام حسن وصلاح محسن وياسر إبراهيم، وأحمد سمير مهاجم طلائع الجيش.

كما تم استبعاد لاعبي بيراميدز لارتباط ناديهم بمباراتي دور الـ32 في كأس الاتحاد الافريقي أمام إيه إس مانياما بطل الكونغو الديموقراطية.

وتحدّث مدرب المنتخب السابق حسام البدري لموقع الاتحاد المصري عن قوة المجموعة «كان لدي إحساس كبير بوجود منتخب الجزائر الشقيق والذي اعتز به في مجموعتنا».

الجزائر... الثالثة للقب

لم يشذّ المنتخب الجزائري عن القاعدة التي اعتمدتها الدول المغاربية في كأس العرب، إذ جاءت مشاركاته شحيحة في النسخ السابقة، وستكون هذه النسخة الثالثة له بعد عامي 1988 في الأردن و1998 في قطر حيث ودّع باكراً من الدور الأوّل.

ويُعدّ منتخب «محاربي الصحراء» من بين الأبرز في شمال إفريقيا، حيث سبق له التأهل 4 مرّات إلى نهائيات كأس العالم، وقد أثبت حضوره على نحو كبير في السنوات الأخيرة على الساحة القارية بفضل تتويجه بلقبه الثاني في كأس الأمم الإفريقية عام 2019.

جاءت المشاركة الأولى في كأس العرب في نسخة الأردن 1988، حيث ارتأى الاتحاد الجزائري الاعتماد على «منتخب الجزائر الجامعي» أي بلاعبين يافعين وشبان، في غياب ثلة من نجوم مونديالي 1982 و1986 على غرار لخضر بلّومي ورابح ماجر وغيرهم.

وفي المشاركة الثانية في نسخة قطر 1998، كان المنتخب الجزائري حينها بتشكيلة رديفة يقودها المدرب مزيان إيجيل ومن أبرز عناصرها خير الدين مضوي.

وفشل منتخب «الخضر» في تحقيق أي فوز، إذ تعادل مع لبنان سلباً في مباراته الأولى ثم خسر أمام السعودية بثلاثية نظيفة، ليتذيل ترتيب المجموعة الرابعة بنقطة يتيمة.

ويشارك المنتخب بتشكيلة معظمها من اللاعبين المحليين، إذ استعان محاربو الصحراء ببعض المحترفين في البطولات العربية المحلية، أمثال بغداد بونجاح وياسين براهيمي ويوسف بلايلي المحترفين في فرق السد والريان وقطر القطرية، والحارس المخضرم رايس وهاب مبولحي المحترف في الاتفاق السعودي.

ويقود المنتخب المدرب بوقرة الذي أكد أن فريقه هدفه الفوز بالبطولة، موضحا «المواجهات العربية الخالصة دائماً ما تتسم بالندية والحماس.. سنعمل كل شيء من أجل التتويج باللقب، رغم أن تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلا في ظل مشاركة منتخبات قوية كمصر وتونس والمغرب، إضافة إلى العراق والإمارات ولبنان والسودان التي تشارك بمنتخباتها الأولى».

لبنان.. موطن الفكرة يبحث عن انجاز

انطلقت فكرة تنظيم كأس العرب وفصلها عن مسابقة كرة القدم في الدورات الرياضية العربية عام 1957، من لبنان عبر الصحافي ناصيف مجدلاني والأمين العام لاتحاد كرة القدم عزت الترك.

ويشارك «رجال الارز» للمرة الثامنة، إذ واظب على خوض غمارها فحلّ رابعاً في النسخة الثانية عام 1964 في الكويت، وفي الثالثة في بغداد عام 1966.

بعد انقطاع طويل وحلول «كأس فلسطين» بدلاً منها بعد حرب 1967، غاب لبنان عن المشاركة إلى أن تقرّر أن يستضيف نسخة 1982، إلاّ أنها تأجلت مجدداً بسبب الحرب الأهلية والاجتياح الاسرائيلي للبنان.

وخاض لبنان 27 مباراة في بطولة كأس العرب، فاز في 8 مباريات وتعادل في 7 مواجهات وخسر 12 مرة.

في المجمل، يبحث اللبناني عن تسجيل انجاز يليق بتاريخ منتخب الأرز ولإثبات قدرته على المنافسة والظهور المشرف بين منتخبات القارة.

السودان.. قادم للتحدي

سيشارك منتخب السودان للمرة الرابعة توالياً في المسابقة، باحثاً عن تأهله الأوّل إلى الأدوار الاقصائية.

ولم تكن المشاركات الثلاث لمنتخب «صقور الجديان» مثالية، إذ ودّعها من الدور الأوّل، لكنه يتطلّع هذه المرة الى مشاركة مختلفة، كون كأس العرب ستكون بإشراف دولي.

ووفجر المدرب الفرنسي هوبير فيلود مدرب منتخب السودان المفاجآة عندما وعد بالفوز على المنتخب الجزائري في المباراة الأولى حتى يعبر صقور الجديان إلى الدور الثانى.

وقال فيلود «الفوز على المنتخب الجزائري في المباراة الأولى سيمهد الطريق أمام منتخب السودان نحو الدور الثاني».

وأبدي فيلود عن إرتياحه للمستوى الذي بلغه المنتخب السوداني، «اللاعبون وصلوا إلى مرحلة جيدة من الأداء والانسجام خصوصا في مباراتنا الأخيرة بتصفيات المونديال أمام غينيا بيساو».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على