مقتل أمريكي من أصول إفريقية يعيد فتح ملف انتهاكات الشرطة

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

يخضع شانون كبلر الشرطي السابق بولاية أوكلاهوما الأمريكية للمحاكمة للمرة الثالثة خلال 7 أشهر، بعد أن قتل صديق ابنته ذي الأصول الإفريقية، بطلق ناري في 2014، حيث لم تحسم هيئة المحلفين خلال المحاكمات السابقة إذا كان كبلر متهما بالقتل أم لا.

وقال مراقبون إن قضية كبلر توضح الشعور العام بعدم الرغبة في إدانة رجال الشرطة، خاصة في الحالات التي تشهد إطلاق نار من قبل الشرطة، حتى في الحالات التي تكون فيها العلاقة بين الشرطي والضحية غير واضحة.

وقالت قناة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية إن كبلر كان خارج أوقات العمل الرسمية، حين أطلق النار على صديق ابنته جيرمي لايك، البالغ من العمر 19 عامًا، في أغسطس 2014، عندما كان يسير لايك مع ابنة الشرطي، الذي اقترب منهما وأطلق النار عليه، وادعى كبلر أن الفتى كان مسلحًا، وأنه كان في موقف دفاع عن النفس، إلا أن الشرطة لم تجد أي أسلحة في موقع الجريمة.

وأدانت هيئة المحلفين الشرطي البالغ من العمر 57 عامًا، باستخدام سلاح ناري بشكل متهور، إلا أن الهيئة لم تتوصل لاتفاق إذا ما أدت تلك الجريمة لإدانة بجريمة قتل من الدرجة الأولى.

وعلى الرغم من عدم إدانة كلبر الشرطي "الأبيض" بتهمة القتل، فإن العديد من الخبراء يرون أن الاحترام الذي ينال رجال الشرطة لا يعتمد على عرق الشرطي، فقد برأت محكمة في مدينة ميلووكي الأمريكية، شرطي أسود قتل شابا من أصول إفريقية أثناء هروبه من إحدى إشارات المرور وهو يحمل بندقية، وأظهرت الصور قيام الشرطي بإطلاق النار على المتهم في الصدر على الرغم من قيام الأخير بإلقاء سلاحه الناري بعيدًا.

ونقلت القناة عن مارك لويس الناشط في مجال الحقوق المدنية "أن رجال الشرطة في الولايات المتحدة يُنظر إليهم بأنهم لا يمكن أن يخطئوا، سواء كانوا بيض أو سود"، واصفًا ذلك بالتسويق الاجتماعي لفكرة رجل الشرطة المعصوم من خرق القانون.

مضيفًا: "دائمًا ما تسمع الناس يقولون إنهم يضحون بحياتهم كل يوم، إنهم أول من يواجه الشر في شوارعنا، وتستمر هذه الجمل في التردد داخل عقلك"، مؤكدًا أن هذا الأمر يعد مشكلة في مدى إدراك الشعب الأمريكي.

ويشير عدد من الخبراء إلى أن الانحياز المتأصل والقوي لتلك الفكرة، مغروز في وجدان الشعب الأمريكي منذ الصغر لدرجة أنه لا يمكن تغييرها، وعلى الرغم من زيادة الاحتجاجات ضد عنف الشرطة في الفترة الأخيرة في عدد من مدن الولايات المتحدة فإن عددا قليلا فقط من الشرطيين تم محاكمتهم وعدد أقل أدينوا.

ويعتقد لو مانزا أستاذ علم النفس في جامعة وادي لبنان بولاية بنسلفانيا، أن مسألة إدانة الشرطي من عدمه لها علاقة بهيئة المحلفين، بعيدًا عن الأدلة والقوانين، حيث يقول: "الأمر ليس له علاقة بطبيعة الجريمة فقط، ولكنه مرتبط أيضًا بما يدور في رأس عضو هيئة المحلفين".

ويضيف دافيد دورفمان المحامي السابق في ولاية نيويورك، أنه حتى لو وثقت كاميرا حادثة إطلاق النار، تتغير كل قواعد اللعبة عند دخول الشرطي قفص الاتهام، مستشهدًا بقضية "رودني كينج" الشهيرة، حيث انهال 4 من رجال شرطة لوس أنجلوس بالضرب على كينج سائق التاكسي، وبرأتهم المحكمة حتى بعد أن تم تصوير الواقعة في شريط فيديو.

وأشارت "إيه بي سي نيوز" غلى أن قضية كبلر لا يدعمها وجود فيديو، وتدور القضية كلها حول شهادات الشهود، بما فيها ابنه كبلر التي كانت في 18من عمرها عند وقوع الحادثة، وأكد كبلر براءته من التهمة الموجهة إليه قبل بداية المحاكمة الجمعة المقبلة.

وأكد محامو كبلر في وقت سابق، أن الشاهدة أدلت بشهادة متناقضة، مشيرين إلى أن كبلر كان يحاول حماية ابنته التي كانت تقيم في منطقة تمزقها الجريمة، حيث أقامت ليزا كبلر-ابنة شانون كبلر الشرطى المتهم- في دار رعاية وخرجت منه أكثر من مرة، بعد أن طردها والدها من المنزل.

وأشار ممثلو النيابة العامة إلى أن كبلر كان يراقب ابنته وصديقها لايك، قبل أن يقترب منهما ويطلق النار، بينما قالت عمة لايك إن الضحية كان قد تقدم لتحية كبلر قبل أن يطلق الأخير النار ويرديه قتيلًا.

فيما أشارت هيذر وودل، صديقة لايك السابقة وأم ابنه الصغير، إلى أن بعض أعضاء هيئة المحلفين تصدق شهادة  كبلر، وذلك لأنه شرطي، قائلة "أعتقد أن هيئة المحلفين ترى جميع رجال الشرطة صالحين، لذا فبالتأكيد كبلر برىء، حيث ينظر المحلفون للقضية على أنها مجرد شرطي قتل طفل أسود آخر خارج عن القانون، ليس أكثر".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على