حوار مؤلف «هروب اضطرارى» الأكشن فى الفيلم خارج من صميم الحدوتة

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

الفيلم ليس مسروقًا من «fast and furious».. وفكرته مكتوبة من 12 سنة
دور كرارة أرهقنى فى كتابته.. ولا علاقة لجماهيريته بـ«كلبش» مع نجاح الفيلم
فتحى عبد الوهاب لم يغطِّ على السقا.. وطبيعة شخصيته فى العمل «حراقة» 
المخرجة ساندرا نشأت قالت لى «انت طلعت الأدرينالين اللى عند مشاهدى الفيلم»
لا ننافس «جواب اعتقال» محمد رمضان.. وأتمنى أن نكسر رقمًا جديدًا فى السينما المصرية
تقديم جزء جديد من الفيلم أصبح مطلبًا جماهيريًّا.. والحديث عنه مبكر جدًّا

نجاح سينمائى كبير حققه المؤلف الشاب محمد سيد بشير فى أول تجربة له على الشاشة الفضية عبر فيلمه «هروب اضطرارى»، الذى وصلت إيراداته إلى أكثر 30 مليون جنيه، خلال أسبوع واحد من طرحه بموسم عيد الفطر، ووسط منافسة قوية مع الأفلام الأربعة المعروضة فى نفس التوقيت، لكنه ربحها فى أول أيامه ليغرد وحده فى مقدمة السباق، وينفرد بالمركز الأول دون منافس عليه.

بشير كشف فى حواره لـ«التحرير» عن مراحل كتابته لهذا الفيلم، التى بدأها قبل عام 2005، وتلقاها النجم أحمد السقا، لكن تم تأجيل تنفيذها عدة مرات بسبب انشغال السقا بأعمال فنية أخرى، ورد على المنافسة بينه وبين فيلم «جواب اعتقال» لمحمد رمضان.

- كيف وجدت تلقى الجمهور لـ«هروب اضطرارى»؟

المشاهدون تفاعلوا مع شخصيات الفيلم الرئيسية وكذلك مع النجوم الذين ظهروا كضيوف الشرف، إذ حمل كل واحد منهم مفاجأة قوية كانت سببًا فى أن تقلب الأحداث رأسًا على عقب، والحقيقة أننى خلال كتابتى للفيلم توقعت أن يُحدث كل هذه الضجة، لأن تيمة الهروب مفضلة لدى الجمهور، فما بالنا بـ4 أفراد يهربون، وكل واحد منهم مختلف تمامًا عن الآخر، وهو ما كنت حريصًا عليه فى العمل، فمنهم المهندس، وديلر المخدرات، والأم «الشقيانة» التى تعانى بسبب انفصالها عن زوجها، وذلك حتى لا يشعر الجمهور بالملل.

- رحلة كتابتك للفيلم تعود إلى عام 2005.. ما السبب وراء تأخير خروجه للنور؟

بالفعل كتبت الفكرة فى عام 2005، وأنهيت المعالجة عام 2007، وأرسلتها للنجم أحمد السقا، وظلت مخزونة حتى آن أوان تقديمها، نظرًا لانشغاله بتقديم أعمال أخرى، والطريف أن السقا يضحك كثيرًا مع النجاح الذى حققه العمل، رغم أن الفكرة ظلت حبيسة طوال السنوات الماضية.

- وما ردك على ترديد البعض بأن فكرته مسروقة من فيلم «fast and furious»؟

أستغرب من هذه الادعاءات لأن الفكرة لدى كما أوضحت منذ أكثر من 12 سنة، ويمكننى عرض النسخة الأصلية له للتأكيد أنه من تفكيرى وحدى.

- وطوال هذه السنوات ألم تجرِ عليه أية تغييرات؟

أضفت عليه تعديلات تعود لتفاصيل متعلقة بطريقة الكتابة، وتحديدًا بعد تقديمى أول تجربة كتابة منفردة فى مسلسل «7 أرواح»، إذ نضجت فيه بدرجة مُلفتة، وهذه التعديلات جعلت من الموضوع مختلفا وأقوى.

- وما أكثر الشخصيات التى أرهقتك فى كتابة تفاصيلها؟

أمير كرارة وفتحى عبد الوهاب، خاصة الأولى التى تعتمد على لغة مختلفة تخص «السرسجية» أو لغة بعض شباب الشارع، وهذا ما جعل شباب منطقة وسط البلد يصفقون بشدة مع الألفاظ التى رددها كرارة فى مشاهده، فهذا جمهور مختلف تمامًا عن جمهور مدينة نصر و6 أكتوبر مثلا، بل إنه يقوم بالتصفيق مع مشاهد الضرب، أما جمهور «سيتى ستارز» فهو يصفق فى مشاهد الضحك، وكانت هذه الطريقة وسيلة كى أتعرف على جمهور كل منطقة وما يفضله، وسعيد بأنه فى كل مكان تم عرض «هروب اضطرارى» فيه وجد تفاعلا، وجاء هذا وفقًا لخطة عملت بها فى كتابة الفيلم، فأنا لم أكن أرغب تقديم فيلم تافه ولا «عميق»، أقول منه أننى «أجمد واحد فى الدراما»، إنما فيلم يتضمن حالة، إن خرج بها المشاهد أصبحت ناجحا فى مهمتى، وهذا ما جعل الفيلم «كومبليت» في القاعات منذ بدء عرضه.

- وكيف وجدت اعتبار البعض بأن نجاح كرارة فى «كلبش» من العناصر الرئيسية لنجاح الفيلم؟

لا علاقة بين نجاح الفيلم والمسلسل، وهذا ظلم، خاصة أن «هروب اضطرارى» كان قد تم تنفيذه وتصويره قبل عرض «كلبش»، وتم تقديم ضجة وعملية تسويقية كبيرة له، مع التريللر القوى، والكشف عن ضيوف الشرف فيه، ثم الترويج لجودته، إلى أن أصبح «تريند» على موقع تويتر.

- انجذب قطاع كبير من جمهور الفيلم لأداء فتحى عبد الوهاب ووصفوه بأنه «أكل الجو من السقا».. فما رأيك؟

لم يغطِّ على السقا، لكن طبيعة الشخصية التى جسدها فتحى فى العمل «حرّاقة»، وإن كان قد أنهى الفيلم بشكل سيئ لكان الجمهور كرهه، إنما مساندته للمتهمين فى النهاية دفعت الجمهور ليحبه، إلى جانب تفاصيل تناول الطعام والإفيهات المضحكة.

- انقسم رد فعل مشاهدى الفيلم بين متفاعل مع الأكشن وآخرين وجدوه مبالغا فيه.. كيف وجدت ذلك؟

الأكشن المقدم فى الفيلم غير مفتعل، ومن واقع الحياة التى نعيشها، إذ لم نناقش الإرهاب والجماعات الإسلامية، ولا أقصد بذلك فيلم «جواب اعتقال» للفنان محمد رمضان، لكن عمومًا، ولم نقدم أكشن متعمّدا بين تجار سلاح، أو بين ضباط، إنما خرج الأكشن من صميم الحدوتة، لذا تم تقديمه بشكل مُقنع، ومن يجده مبالغا فيه عليه أن يضع نفسه مكان أبطال الفيلم، فهم متهمون بجريمة قتل لا يعرفون عنها أى معلومات، والشرطة قبضت عليهم وترغب فى إنهاء باقى الإجراءات، ولا مفر أمامهم سوى الهروب، وقتها سيصدقون ما فعله الأبطال.

- لكن البعض اعتبر مشهد هروب السقا وغادة عادل من سينما مترو بالدراجة البخارية غير واقعى؟

من الممكن أن يدخل أى شخص السينما ويخرج من الباب الثانى بالموتوسيكل بشكل عادى، خاصة إذا كان متمكنًا من قيادته بشكل احترافى، وهو ما يتمتع به السقا فى العمل وفقًا لدوره، كما أن هذه هي السينما، والهروب الاضطرارى قد يدفع الفرد ليفعل أكثر من ذلك، وأراهن من يجد أن الوضع غير حقيقى أنه إذا ما وضع فى نفس الموقف سيفعل الكثير، ومن المكالمات التى تلقيتها لتهنئتى على العمل كانت من المخرجة ساندرا نشأت التى قالت لى «انت طلعت الأدرينالين عند المشاهدين، وجعلتنى جالسة على الكرسى وغير قادرة على الحركة»، لذا اعتقد أنه إذا كنت أضفت بعض المشاهد الدرامية فى الفيلم لكان الجمهور شعر بالملل منها.

- وكيف تقرأ تفوق فيلم «هروب اضطرارى» على «جواب اعتقال» للنجم محمد رمضان؟

لا منافسة بيننا، أجد أننا قدمنا فيلمًا قويًّا الجمهور أحبّه، مثلا «fast and furious»، تم طرحه فى مصر عبر 10 سينمات، وحقق 23 مليون جنيه لأنه فيلم جيد، والجمهور استبشر خيرا مع «هروب اضطرارى»، ووجده جيدا، وتحدثوا عنه فى الشارع ومواقع التواصل الاجتماعى، ونال سُمعة جيدة، فأصبح دخول الفيلم بسُمعته وبقوة دفع الجمهور بعد أن كان بقوة التريللر، فأنا مؤمن بأن الفيم الجيد سينمائيا جاذب للجمهور، وهذا ما جعل المنتجين «مخضوضين» من نجاح فيلمنا الذى أجده يشبه «الأفلام الأمريكانى»، لذا أتمنى أن نحقق إيرادات أعلى من تلك التى وصلنا إليها ونكسر رقمًا جديدًا فى السينما المصرية.

- ألم تقلق من تسليم أول قصة سينمائية لك للمنتج محمد السبكى كي يقدمها؟

بالعكس فهو من أطيب الناس العاملة فى الوسط الفنى، وأتمنى تكرار تجربة العمل معه مجددًا، وأول لقاء بيننا طمأننى على الفيلم قبل تنفيذه، والروح التى قابلنى بها جعلتنى أشعر بارتياح بشأن أول عمل سينمائى سيحمل اسمى، عمومًا أنا سعيد بالفيلم وبإعجاب الجمهور بفكرته وحبكته المقدمة، التى وجدوا نقلاتها غير متوقعة، ومع كل هذا النجاح أجد نفسى «مخضوض»، وأشعر بمسؤولية كبيرة، وكل تفصيلة مقدمة فيه كانت لهدف منها مثلا مشاهد تناول فتحى عبد الوهاب الطعام ومن سيستمع لمكالمته الهاتفية مع والدته فى بداية العمل سيعرف الغرض منها، وأسعد بتركيز المشاهدين مع هذه التفاصيل، أما المتربصون فلا أستمع لهم.

- وكيف جاء تعاونك مع المخرج أحمد خالد موسى؟

بعد أن وقعت لتقديم مسلسل «7 أرواح» كلمنى ليهنئنى به، لا سيما أنه صديق لمخرج المسلسل طارق رفعت، وكنت معجبًا بعمله فى مسلسله «بعد البداية»، وشعرت بأنه قريب من الشكل الذى أطمح فى تقديمه بفيلم «هروب اضطرارى»، حتى إنه سألنى إذا ما كان لدى فيلم، فعرضته عليه وأعجبه، وتوجه كل واحد منّا إلى جهات إنتاجية لعرض الفيلم، وتحمس له محمد السبكى، وقرأه فى يوم واحد، واتخذ قرارًا بتقديمه.

- صحيح أنكم ستقدمون جزءًا جديدًا من الفيلم؟

هذه الفكرة أصبحت مطلبا جماهيريا، لكن الحديث عنها مبكر جدا.

شارك الخبر على