بعد تعيينه وليا للعهد.. بن سلمان يقمع المعارضة

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الأمير محمد بن سلمان يقود حملة قمع وملاحقة للمعارضين؛ منذ تعينه وليا جديدا للعهد خلفا للأمير محمد بن نايف وذلك لاسكات النشطاء السياسيين ورجال الدين، فضلا عن ولي العهد السابق والذي اطاح به الملك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين مطلعين على الأوضاع، قولهم إن هذه الإجراءات جارية ضد المعارضة، والهدف من ذلك هو "التأكد من عدم وجود مؤامرة". 

في المقابل، رد ممثل للديوان الملكي  بأنه "لا توجد أي قيود على تحركات الأمير ابن نايف في داخل السعودية أو خارجها"، مضيفا في رسالة إلكترونية أن الأمير استقبل ضيوفا منذ التغيير بالقيادة"؛ في إشارة لولي العهد السابق محمد بن نايف الذي أعفي من منصبه وحل محله محمد بن سلمان. 

بدورهم قال مسؤولون أمريكيون وسعوديون للصحيفة إن "هناك مساع من بن سلمان لتكميم الأصوات؛ بينها مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وحسابات النشطاء والمدونين واختراقها، كما استدعت وزارة الداخلية عددا من النشطاء ورجال الدين، الذين يخشى من دعوتهم للاحتجاج على وسائل التواصل؛ وذلك للتحقيق معهم،  وطلبوا من بعضهم  الصمت وإلا سيواجهون عقوبه السجن".

ولفتت الصحيفة إلى أن "السعودية تحظر إنشاء الأحزاب السياسية، والتجمعات العامة والاحتجاجات، ولا توجد فيها اتحادات عمال، وعادة ما يؤدي نقد العائلة المالكة إلى السجن"؛ لافتة إلى أن "الرياض شددت منذ أحداث الربيع العربي على جهود ملاحقة المعارضة، وفرضت قيودا قاسية ضد ما ينشر على  شبكة الإنترنت، من مواد ينظر إليها على أنها مهينة للحكام، أو تهدد النظام العام".

واعتبرت أن "حملة القمع الأخيرة تنبع من التغيير في القيادة والحصار الذي فرض على قطر، إلى الدرجة التي جعلت العديد من المسؤولين الأمريكيين والمراقبين السياسيين يعبرون عن قلقهم من حدوث اضطرابات جديدة"، لافتا إلى أن "حصار قطر يدعمه ولي العهد، الذي قوى الملك من سلطاته، في الوقت الذي كان يدعو فيه ولي العهد السابق بن نايف إلى نهج دبلوماسي هادئ لمعالجة الأزمة".

وقالت إن "خلافات الرأي بين الأميرين أدت إلى تحرك الملك سلمان وتغيير القيادة"، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين ذوي الخبرة يشعرون بالخوف من صعود أمير يدعم سياسة خارجية حازمة، خاصة أنهم تعاملوا مع الرياض على أنها مصدر للاستقرار في المنطقة.

ورأت أن ولي العهد السابق بن نايف كان شخصية موثوقة لدى المسؤولين الأمريكيين، مع أن دونالد ترامب -رئيس الولايات المتحدة- مال نحو الأمير ابن سلمان، حيث قابله في كل من الرياض وواشنطن.

وذكرت أن الشكاوى بشأن التصعيد مع قطر أدت بالسعوديين إلى زيادة جهود مراقبة المعارضين واتصالاتهم، وذلك في الأسابيع التي أدت لعملية تغيير ولاية العهد، منوها إلى أن مسؤولين يعملون مع محمد بن سلمان استخدموا (هاكينج تيم) وهي شركة إيطالية توفر أجهزة رقابة للحكومات.

وأوضحت الصحيفة أن أحد العناصر الرئيسية في جهود ملاحقة الاحتجاجات على وسائل التواصل هو موظف يعمل لدى ولي العهد الجديد، يدعى سعود القحطاني، وهو مستشار للديوان الملكي، حصل على رتبة وزير عام 2015، وشن حملة على موقع "تويتر" ضد الدوحة واتهمها مع بدء الحصار في 4 يونيو، بالتخطيط قبل سنوات لاغتيال الملك عبد الله.

وختمت بقولها إن "مسؤولي الداخلية السعودية يؤدون دورا في ملاحقة النشطاء والأصوات المعارضة، وبدأوا قبل أسابيع باستدعاء المعارضين والخطباء وغيرهم، ممن ينظر إليهم على أنهم تهديد وطالبتهم بالتوقف عن الحديث".

شارك الخبر على