٨٠ % من ذكاء الإنسان يبرز في عمر ٤ سنوات

أكثر من سنتين فى البلاد

قالت رئيس قسم علم النفس بجامعة البحرين شيخة الجنيد إن أهمية الاستثمار في الطفولة تتجلى في أن هذه السنوات تعد مرحلة حساسة من مراحل النمو، إذ تتشكل فيها الخلايا العصبية للطفل وتتطور بصورة سريعة، إضافة إلى أن تعلم الطفل في هذه المرحلة أسرع مما يتعلمه في المراحل الأخرى، وهو ما يؤكد أهمية تحفيز الطفل في هذه المرحلة العمرية المفصلية في حياته.
وأشارت إلى أن الدراسات العلمية توضح أن ما لا يقل عن 80 % من الذكاء الموجود لدى الإنسان يتكون عند سن 4 سنوات وأن أي إهمال في هذه المرحلة يكون أثره على مدى الحياة.
ولفتت إلى أن مرحلة الطفولة هي الأساس لتشكيل مستقبل الطفل، حيث يدوم تأثير ما يتعرض له الطفل خلال مراحل عمره الأولى ويظهر في حياته المستقبلية عند الكبر.
وبينت أن تأثير البيئات السعيدة والحزينة والداعمة للطفل طويلة المدى، مما يحتم على الأهل الانتباه لتصرفاتهم.
وأوضحت أن مرحلة الطفولة هي مرحلة ممتازة لتحفيزه على التعلم وتزويده بأكبر قدر من المعلومات، إضافة إلى كونها مرحلة مؤثرة على الصحة البدنية للطفل، من خلال تعليمه قواعد التغذية السليمة والاهتمام بالنظافة الشخصية، كما أنها المرحلة الأولى لتشكيل شخصية الطفل الإيجابية التي تتسم بالمواطنة الصالحة وتحديد الهوية التي تشعر بالانتماء للأسرة والمجتمع والوطن.
وذكرت أن اتباع أسلوب التربية الإيجابية في المنزل والمدرسة إلى جانب اتباع أسلوب التشجيع والثقة بالنفس تعد من أبرز أساليب الاستثمار في الطفولة، وذلك أنها مرحلة تطور النظرة الإيجابية والتفاؤلية.
وأكدت أهمية تشجيع الأطفال على اللعب والاستكشاف بما ينمي قدراتهم الاجتماعية والعاطفية والبدنية والثقافية.
ولفتت إلى أهمية تنمية المهارات الاجتماعية الإيجابية عن طريق محاكاة أقرب الناس لهم، وبناء على ذلك فإن الآباء والمعلمين ومقدمي الرعاية الاجتماعية بحاجة لاكتساب المعرفة الضرورية والمهارات اللازمة لتوفير بيئة فضلى للتعلم، وهنا يأتي دور الوالدين ورياض الأطفال والمدرسة.
وأكدت أهمية بناء الشخصية المتوازنة للطفل من جميع جوانبها وعدم الاقتصار على الكم المعرفي للطفل كما يفعل ذلك الكثير من الآباء والمربين، ما يساعد على بناء شخصية الطفل المتسمة بالمرونة والتسامح.
وأشارت إلى أن ضمان نماء قدرات الأطفال العاطفية والإدراكية والاجتماعية بطريقة صحيحة تستحق إيلائها الأولوية المطلقة من أجل تنشئة أطفال أصحاء في جميع أنحاء العالم.
وذكرت الجنيد أن البحرينيين عموما على وعي بأساليب التربية الحديثة، بفضل برامج التدريب والتوعية، ومن بين تلك البرامج ما قامت به الجامعة من تدريب أكثر من 1000 متدربة في مجال رياض الأطفال، وأغلبهم أمهات.
ولفتت إلى أن “الآباء والأمهات البحرينيين يفاجئونك بأساليبهم التربوية، حيث تجدهم يستبدلون لغة العنف بلغة الحزم، كما يمكن قياس ذلك من خلال حجم الاستنفار الإعلامي والمجتمعي والأمني في حال وجود قضية عنف أسري ضد طفل”.
ولفتت إلى أن أهم شيء هو ما تتركه في الأطفال لا ما تتركه لهم.
واختتمت الجنيد بأن شخصية الإنسان بالإمكان التنبؤ بها في عمر 4 سنوات، إذ ترتسم معالم شخصية الإنسان في هذا العمر، مؤكدة ضرورة أخذ المعلومات التربوية من أهل الاختصاص الذين يمكن الوثوق بهم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على