بالصور مولد «دير مارجرجس».. مثال حي على الوحدة الوطنية في الدقهلية
ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير
ضربت ﻗﺮﻳﻪ ﻣﻴﺖ ﺩﻣﺴﻴﺲ التابعة لمركز أجا في محافظة الدقهلية، ﻣﺜﺎلا حيا في الوحدة الوطنية، فعلى بعد أمتار قليلة من مسجد محمد بن أبي بكر، تقع كنيسة ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺎﺭﺟﺮﺟﺲ التي بنيت ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺎته ﺍﻟﻤﻜﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴة ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴة.
الشهيد مارجرجس من ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭتوفي ﻋﺎﻡ 303 م، ﺧﻼﻝ المجازر التي ارتكبها الإﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧي ﺩﻗﻠﺪﻳﺎﻧﻮﺱ، ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﺎ، وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺎﺭﺟﺮﺟﺲ في فلسطين، ﻓﻜﺮ ﻓي نقل ﺭﻓﺎﺗﻪ إلى القاهرة ﻟﻴﺆﺳﺲ ﻋﻠيه ﻛﻨﻴﺴة ﻓي ﻣﺼﺮ.
ﻛﻨﻴﺴة ﻣﺎﺭﺟﺮﺟﺲ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ 3 ﻛﻨﺎﺋﺲ، ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻛﻨﻴﺴة ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻭﺗﻘﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪاﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌظﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴة، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴة ﻛﻨﻴﺴة ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺮﻳﻢ التي ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﺎﻡ 1875 ﻭﺑﻬﺎ 3 ﻣﺬﺍﺑﺢ ﻟﻠﻮﻓﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨذﻭﺭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴة ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻠﺤﻮﻡ، ﻭﻫي ﻣﺮﺑﻌﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜة ﺍﻟﻜﻨﻴﺴة ﺍﻷﺛﺮﻳة وتضم ﻣﺠﻤﻮﻋة ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ.
وتشهد الكنيسة إقبالا كبيرا من جميع ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻣﺼﺮ، لا سيما محافظات ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ، إذ يزورها الأهالي ﻟﻠﻮﻓﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨذﻭﺭ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻙ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ المقدس، وﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍلإﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﻓي ﻓﺘﺮة ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ السنوي ﺍﻟﺬي ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ 22 ﺃﻏﺴﻄﺲ وﺣﺘﻰ 29 من الشهر ذاته.
ﺗﻘﺎﻡ خلال هذه الفترة ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘي ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ عدد ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴة ﻣﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﻜﻨﺎﺋﺲ ﻤﺼﺮ داخل ﻏﺮﻓﻪ ﺍﻟﻤﻌﺬﻭﺭﻳﻦ، وهي ﻏﺮﻓﻪ تقع ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴة، ذات ﺑﺎﺏ ﺧﺸﻴي ﻗﺪﻳﻢ، ﻳﻨﺰﻟﻮﻥ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺴﻠﻢ ﺣﺪﻳﺪي ﻗﺼﻴﺮ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻠﺲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳة ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮة، ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻃﻤﻌﺎ ﻓي ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ، وليس الأمر قاصرا على المسيحيين فقط، إذ يأتي إليها مسلمون أيضا.
كما ﻳﻮﺟﺪ بها ﻣﻜﺎﻥ مخصص ﻟﺬﺑﺢ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﻭﻓﺎﺀً ﻟﻠﻨﺬﻭﺭ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺳيم ﺍﻟﺪﻳﻨﻴة ﺍﻟﺘي ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ممارستها ﻛﻞ ﻋﺎﻡ، ﻭﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺩﻭﺭ مهم ﻓي إﻗﺎﻣة هذه الاحتفالات ﻛﻞ ﻋﺎﻡ، إذ ﻳﺆﺟﺮون ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻟﻠﺰﻭﺍﺭ ﻭﻳﺴﺘﻀﻴﻔﻮنﻫﻢ.
وﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﻘﺮية ﺭﻭﺍﺟﺎ ﺗﺠﺎﺭﻳﺎ كبيرا ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟتوقيت من السنة، من خلال ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺤﻤﺺ ﻭﺍﻟﺤﻼﻭة ﻭﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭﺍﻟﻔﻄﻴﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ، ﻛﻤﺎ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻭﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺍﻷﻏﺎﻧي، فضلا عن طقوس ﺮﺳﻢ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭتعميد الأطفال المسيحيين، ﻭﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﻓي ﺍﻟﻘﺮﻳة.
وﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﻤﺺ ﻣﻜﺎﺭي، ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴة، إﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳة ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﻣﻠﺴﻤﻴﻦ ﻳﺴﻮﺩ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔة ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻜﻼﻫﻤﺎ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺍلآﺧﺮ ﻓي ﻣﻨﺎﺳﺒاﺘﻪ ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻪ الدينية، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻟﻠﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓي ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍلإﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻹﻗﺎﻣة ﺍلاﺣﺘﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻷﻣﻨي ﺍﻟﻤﻜﺜﻒ ﻟﺘﺄمينه.
ويضيف في تصريح خاص لـ«التحرير»، ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴة ﺗﺘﻜﻔﻞ بجميع ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ ﻹﻗﺎﻣة ﺍلاﺣﺘﻔﺎﻝ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ، ويشير إلى ﺃﻥ ﺍلإﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺗﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﺭوعات ﺍﻟﺨﺎﺻة ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴة.
ويتابع «في ﺍﻟﻠﻴﻠة ﺍﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﻦ الاﺣﺘﻔﺎﻝ ﺗﻘﺎﻡ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺧﺎﺻة ﺑﺘﻄﻴيب ﺍﻟﺮﻓﺎﺕ ﻭإﻗﺎﻣة ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌظﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴة ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍلأﺳﺎﻗﻔة ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ جميع ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ».