استشاريون وخبراء بالصحة الأمير خليفة ترك بصمات واضحة في القطاع الصحي
over 2 years in البلاد
لن ننسى دوره الريادي في التأسيس للمنظومة الصحية
ستظل في ذاكرة كل طبيب مخلص على أرض هذا الوطن
سيبقى اسمه مرتبطا بعيد العلم ويوم الأطباء
القائد الحكيم
قال رئيس مجلس الأمناء لمراكز الرعاية الصحية الأولية استشاري الجراحة العامة والمناظير والجهاز الهضمي في مستشفى نور التخصصي عبدالوهاب محمد إن للأمير الراحل المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، دورا عظيما في دعم القطاع والمؤسسات، وكان له اهتمام كبير بصحة المواطنين والمقيمين طوال فترة رئاسته، فدور الأمير الراحل في هذا الجانب واضح وبارز في التأسيس للمنظومة الصحية وعمله على تطويرها طوال كل فترة رئاسته لمجلس الوزراء، فقد كان سموه حريصا على متابعة كل ما يخص القطاع الصحي والارتقاء به إلى مستويات غير مسبوقة تضاهي المستويات العالمية؛ لذلك كان رحيله جرحا عميقا في قلوب كل البحرينيين عموما، والمنظومة الطبية خصوصا.
وأضاف عبدالوهاب محمد كان سموه الداعم الأول للكوادر الطبية بكل مجالاتها وتخصصاتها، وحرص على الارتقاء بالكوادر البشرية؛ إيمانا منه بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية لأي تطوير وهو محور التنمية المستدامة؛ لذلك حرص على إيفاد الأطباء للدراسة والتدريب والمؤتمرات وورشات العمل العالمية والإقليمية في مختلف دول العالم.
وتابع بأن “البحرين تعد من أقدم الدول العربية في منطقة الخليج بالاهتمام بصحة وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها، ويكفينا فخرا أن حكومة البحرين مع بزوغ القرن العشرين قد أخذت على عاتقها المسؤولية الكاملة لتقديم الخدمات الصحية التي لم توجد حينذاك في العديد من دول المنطقة، فكانت ملاذا لمن يبحث عن العلاج؛ لذا دأبت حكومتنا الرشيدة على المضي في هذا النهج الحضاري لتطوير القوانين والأحكام التي تقنن وتطور العناية بالمرضى حتى ضاهت في المستوى والجودة تلك الدول المتطورة والمتقدمة والتي قد تكون سبقتنا في هذا الجانب بسنين طويلة”.
وأكد “لا شك أن صاحب السمو الملكي المغفور له الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة له دور ريادي وجوهري وبارز في التأسيس للمنظومة الصحية الحديثة، والعمل على تطويرها طوال فترة رئاسته مجلس الوزراء، فقد كان سموه حريصا على متابعة كل ما يخص القطاع الصحي والارتقاء به إلى مستويات غير مسبوقة تضاهي المستويات العالمية، فقد كان سموه الداعم الأول للكوادر الطبية بجميع مجالاتها وتخصصاتها، حريصا كل الحرص على الاستعانة بالسبل الحديثة والتقنية الطبية المتجددة والتشجيع المستمر على استجلابها ووضعها تحت تصرف الكوادر الطبية في المؤسسات الحكومية لتكون في خدمة جميع الناس دون أي تمييز، بالإضافة إلى اهتمامه الشخصي ومبادراته في تطوير الكوادر البشرية الوطنية في جميع التخصصات الصحية والطبية؛ إيمانا منه بأن الإنسان هو الثروة الحقيقة لأي تطوير وهو محور التنمية المستدامة”.
وقال “لقد حرص الراحل على إيفاد الأعداد الكبيرة من الأطباء للدراسة والتخصص في أرقى الجامعات حول العالم والحصول على الدرجات العلمية العالية التي تؤهلهم لتقديم العلاج الأفضل والأرقى، ولم يقتصر الابتعاث على الأطباء فقط بل شمل أعدادا أكبر من العاملين في التمريض والمختبرات والأشعة والعلاج الطبيعي والإدارة الصحية وغيرها؛ ليعودوا وقد تسلحوا بالخبرة المهنية والإجازة العلمية؛ ليكونوا اللبنة الأساسية في تطوير العلاج والطبابة والإدارة والمعامل والمختبرات، ما أدى إلى قفزة نوعية في تطور الرعاية الصحية والخدمات الطبية سواء في المستشفيات الحكومية أو في المراكز الصحية المنتشرة في كل أرجاء المملكة حتى أصبحت هذه المراكز مثالا للعناية المستديمة والمتوافرة على مدار الساعة، والتي أثبتت كفاءتها وقدرتها على التطور والتكيف مع المستجدات الطبية والكوارث الصحية المعتمدة على أسس علمية ومهنية قوية وثابته حتى كان لها السبق والشرف أن ترفع اسم مملكتنا إلى مراتب عالية فأضحت تحظى بإشادة إقليمية وعالمية”.
وأضاف “كان الراحل ثروة حقيقية للوطن والمواطن حين دعم التحصيل العلمي والتدريب المهني والبحوث والدراسات في أرقى الجامعات، فأسس لمرافق صحية بأعلى المستويات التي ما تزال شاهدة على بصمته وعمله وجهوده الدؤوبة في القطاع الصحي، وكان الراحل يستقبل الأطباء والكوادر الصحية في مجلسه الأسبوعي ليتحدث معهم ويستمع لهم ولهمومهم ويدعمهم ويحضهم على الاستزادة من العلم والخبرة وبذل مزيد من العمل المتميز والإخلاص في خدمة البلاد والعباد”.
وقال “كان سموه يعمل جاهدا ليكون الطبيب البحريني مثالا للطبيب المتميز محليا ودوليا، وكان له ما أراد، فقد أصبحت نجاحات البحرين في القطاع الطبي خلال فترة رئاسته وبفضل التوجيهات السديدة من لدن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مضربا للأمثال وقصصا يرويها التاريخ للأجيال القادمة، في بلد يحتضن منشآت ومؤسسات صحية تخصصية لم تكن لتوجد لولا رؤيتهم الثاقبة التي سبقت عصرهم”.
واختتم عبدالوهاب محمد بأن “الكادر الطبي سيبقى مستذكرا دائما أمير القلوب ولن ينساه أبدا، وستظل ذكراه الطيبة في خاطرنا ما حيينا، فقد كان سموه أبا وأخا وداعما غمرنا برعايته، واستمع لشكوانا ويسر لنا كل الصعاب، كان الفقيد قائدا حكيما لمسيرتنا الطبية ومحققا لآمالنا وراعيا للعاملين في الحقل الصحي. وتوج هذه المسيرة العطاء بتكريم الأطباء بجائزة نفتخر بها جميعا، وكانت جائزة سموه بصمة حاضرة ومحفورة في الذاكرة، وستبقى أكبر دليل على اهتمامه بالطبيب البحريني وبكوادرنا الصحية في مختلف المواقع، أينما كانت وأينما عملت، رحم الله فقيدنا الكبير وأسكنه في عليين”.
المواقف الكبيرة
من جانبها، أشارت رئيسة جمعية الأطباء البحرينية استشاري طب الطوارئ غادة القاسم، في الذكرى السنوية الأولى لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، إلى أن جمعية الأطباء البحرينية تستذكر المواقف الكبيرة للراحل في دعم الأطباء والقطاع الصحي والطبي عموما كأولوية لسموه في مسيرة النهضة والتطوير والتحديث التي قادها على مدى 5 عقود ونقل خلالها البحرين إلى مصاف الدول المتقدمة في مختلف أوجه الحياة، إضافة إلى مقدرة سموه كقائد فذ على تجنيب البلاد الكثير من الصعاب والتحديات واجتيازها الأزمات إلى بر الأمان بسلام، وتعزيز دعائم الأمن والاستقرار.
وأشارت القاسم إلى أن باب سموه رحمه الله كان مفتوحًا دائمًا لكل مرئيات ومبادرات جمعية الأطباء، موضحة “نستذكر كيف كان سموه رحمه الله حريصًا كل الحرص على استقبال مجلس إدارة جمعية الأطباء في كل مرة يعاد فيها تشكيله، ويرحب بنا في مجلسه العامر ويزودنا بتوجيهاته السديدة التي تمثل الدافع الأكبر لنا في العمل على خدمة زملائنا الأطباء ومهنة الطب بتفانٍ وإخلاص”.
وأردفت القاسم “لقد كان الداعم الأول لنا في رعاية المؤتمر الأول لطب الطوارئ في العام 2019 وهو من أقر اقتراح الجمعية باعتماد يوم للطبيب البحريني الذي سيحتفل به الأطباء على مر الأجيال في مملكة البحرين. ولا ننسى مواقفه النبيلة الكثيرة، ومنها إعفاء الأطباء من متأخرات ترخيص المهنة للذين عملوا في الصفوف الأولى في جائحة كوفيد 19. ندعو للفقيد بواسع الرحمة والمغفرة وستظل ذكراه محفورة في ذاكرة كل طبيب مخلص على أرض هذا الوطن”.
اسمه سيبقى مخلدا
بدورها، أكدت رئيس جمعية أصدقاء الصحة استشاري طب العائلة كوثر العيد أن “سنة مرت على رحيل المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة، وما زال اسمه مخلدًا في تاريخ صناعة مملكة البحرين الحديثة وعطاؤه ممتدًا خارج مملكتنا الحبيبة، رحم الله سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، فقد كان سموه أبًا حنونًا على الجميع، لا سيما نحن العاملين الصحيين، فكان يعتبرنا أبناءه وبناته، وكان يوجّهنا أفضل توجيه ونستمد منه الحكمة والمعرفة، ويحتضننا بتوجيهاته السديدة”.
وتابعت العيد “كيف لا، وفي عهده أقر مجلس الوزراء اعتماد يوم للطبيب البحريني في أول أربعاء من شهر نوفمبر من كل عام، احتفاءً بالطبيب البحريني وخدماته المميزة والمتميزة التي يقدمها لوطنه البحرين للمواطنين والمقيمين، وقد كان لإقرار هذا اليوم الأثر العظيم في نفسية الكادر الطبي والذي استمر بالتفاني بالعمل الجاد والمثمر لتصبح مملكة البحرين أنموذجا يحتذى به بالخدمات الطبية المقدمة وفي مصاف الدول المتقدمة”.
وأوضحت رئيس جمعية أصدقاء الصحة “كان سموه يستقبل الكادر الطبي في مجلسه الموقر بكل حفاوة وابتسامة وتواضع ويشد على أيديهم ويسألهم عن سير أمورهم، فكان قريبًا منهم كما كان قريبًا من شعبه، وكان مجلس سموه قدوة للجميع نتعلم منه حسن الاستقبال والتواصل ومساعدة الآخرين، وهذا ما عكفنا على تطبيقه في مجالنا الصحي مع المرضى ومن يعمل معنا من الموظفين في مجالنا الطبي ولا سيما ما يقدمه هذا الكادر الطبي من خدمات جليلة للمجتمع من رفع الوعي والعمل على الوصول معًا لجودة حياة صحية أفضل”.
داعم لكل القطاعات
وقالت خبيرة تعزيز الصحة استشارية طب العائلة أمل الجودر “إن جهود الأمير الراحل المغفور له بإذن الله خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله بدعم القطاع الصحي وخدمه المجتمع والتنمية صورة واضحة للعاملين في القطاع وللمجتمع بكل مكوناته”.
وأشارت الجودر “في الحقيقة لم تقتصر جهود الأمير الراحل رحمه الله وغفر له على دعم القطاع الصحي فقط، بل كان الداعم الأول لكل قطاعات التنمية المستدامة، ومسيرته كانت مسيرة غنية وثرية، فهو من أرسى قواعد وأسس نهضة مملكة البحرين التنموية الحديثة، ورسم خارطة طريق لها للعمل والإنجاز والتقدم والتطور، وهي مسيرة وطن بأكمله وبصماته واضحة للجميع، ولعل مقولته رحمه الله “الآمال لا تنتهي، وما دمنا نعمل فإن الآفاق ستبقى أمامنا رحبة للعمل”، خير تعبير عن أهمية الأمل والعمل الجاد، فالجهود التي بذلها رحمه الله لا سيما في مجال التنمية المستدامة جهود ملموسة ومشاهدة بالعيان ويقر بها كل مخلص ولا ينكرها إلا جاحد، ولعل الإعلان عن تكريمه في 20 مايو 2019 كقائد عالمي في المجال الصحي من قبل منظمه الصحة العالمي خلال اجتماع الجمعية العمومية الثاني والسبعين خير دليل على دوره الريادي في تطوير القطاع الصحي رحمه الله”.
وأضافت “من المؤكد أن مقترح صاحب السمو رحمه الله بتخصيص يوم وجائزة للطبيب البحريني له دلالة كبيرة على تقديره دور الطبيب خصوصا في مواجهة جائحة كورونا، فالطبيب إنسان وهب نفسه ووقته لخدمه الإنسانية ومد يد العون لكل مريض محتاج بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى”.
وأردفت خبيرة تعزيز الصحة أمل الجودر “لقد كان وسيبقى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة معلما وملهما، لقد رحل عنا بجسده فقط، ولكن روحه وبصمات مآثره ستظل معنا وسيتذكره جميع البحرينيين والخليجيين والعالم العربي بل حتى العالم، فهو من سن واقترح مبادرة يوم الضمير الإنساني الذي خصصت له منظمة الأمم المتحدة يوما، وسيبقى اسمه مرتبطا في كل مرة يتم الاحتفال بها بهذا اليوم، وارتبط اسمه بعيد العلم ويوم الأطباء، حيث سيتذكره أطباء اليوم وأطباء المستقبل البحرينيين في كل أول أربعاء من شهر نوفمبر من كل عام، له الرحمة الواسعة وسنتذكرك دوما يا أبا علي، ففضلك شملنا في كل جانب”.
حريص على صحة الوطن والمواطن
من جانبها، أكدت النائب معصومة عبدالرحيم أن صاحب السمو الملكي الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة، ساهم في تطوير كل القطاعات، ولكنه أولى اهتماما خاصا بالقطاع الصحي؛ حرصا منه على صحة الوطن والمواطنين والمقيمين ولتوفير أفضل أنواع الرعاية الصحية لهم.
وقالت “إن إسهامات الأميـر الراحل المغفور له بإذن الله تعالى ستكون خالدة في قلوب البحرينيين، وستظل بصماته واضحة في المجال الطبي على وجه التحديد”.
وأكدت عبدالرحيم أن “سمو الأمير الراحل كان حريصًا بشكل كبير ومتواصل على تطوير القطاع الصحي وتقديم خدمات متميزة للمواطنين والمقيمين من خلال زياراته التفقدية المستمرة، التي تعكس الحرص والاهتمام على تطوير هذا القطاع المهم والحيوي والذي كان لها الأثر الكبير في قلوب البحرينيين واطلاعه المباشر على جميع احتياجات المناطق، وتوجيه الجهات المعنية إلى تحقيق هذه المطالب، وتضمينها ضمن برامج عمل الحكومة”.
وبينت أن “قيادة سمو الأمير الراحل لدفة الحكومة طوال سنوات من العطاء، ساهمت في ازدهار وتطور المملكة، ووضعتها متفوقة على دول المنطقة، ومبادراتها المتقدمة في شتى المجالات ومنها قطاع التعليم النظامي، والاهتمام بالكوادر الوطنية وتقديم جميع سبل الرعاية لهم؛ من أجل تخرجهم من أفضل الجامعات واكتسابهم للمعارف والمهارات والتي تعود بالفائدة على الوطن، والتي كان للقطاع الصحي الاهتمام الأكبر منها، حيث نعيش اليوم تقدمًا ملحوظًا في الخدمات الصحية بفضل الخطط المدروسة بتقديم كل الاحتياجات لهذه الكوادر؛ من أجل الوصول إلى غايات منشودة هدفها تطوير القطاع الصحي وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين”.
ونوهت النائب معصومة بأن “دعم سمو الأمير الراحل تجسد في وضع العديد من المشروعات والخطط والبرامج الهادفة التي كان آخرها يوم الطبيب البحريني، والذي جاء من أجل الاحتفاء بالأطباء والطواقم الطبية وتسليط الضوء على منجزاتهم وخبراتهم، والاهتمام بهم بشكل أكبر والتركيز على الدور الذي يقومون به في سبيل تأمين الصحة والسلامة لكل المواطنين والمقيمين على أرض مملكة البحرين الحبيبة”.