جدارية "الانسان والمكان" للفنان مدانات.. نقش إبداعي لتاريخ الكرك

أكثر من ٣ سنوات فى الرأى

جسدت جدارية "الكرك الانسان والمكان" التي انجزها الفنان التشكيلي عماد مدانات وعلقت كمحتوى زين مدخل مديرية ثقافة الكرك التاريخ الضارب في الاعماق لمدينة الكرك بكل تجلياته، فقد نسج الفنان مدانات فيها نقشا ابداعيا ملهما عكس معطيات الموروث التاريخي والاجتماعي والتراثي والثقافي والانساني لهذه المدينة العريقة مبدعا حالة جمالية للكرك وعطر امكنتها بتفاصيل ملهمة تشد ذواقة التاريخ والتراث وعشاق الفن المتفرد وعماد الفنان المتمرس احد رموزه.

وقال الفنان المدانات عن العمل الفني: تشكل الجدارية الخزفية لوحة فسيفسائية رمزية متكاملة الاركان كنقش لمدينة الكرك تحكي تاريخ قلعتها المشرق مرورا بالشخوص التي تم تضمينها في هذا العمل؛ فالجداريه بحسب الفنان المدانات تشكل نسيجا ابداعيا فنيا يرمز الى الانسان والظروف التاريخية والسياسية التي مرت على المنطقة وما ساد فيها من انماط ثقافية وتراثية واجتماعية، تحمل رموز الكرك بكل اطيافه ومعانيه، والعمل بالارض وما يمليه من كد وتعب في اطار منظومة القيم والعادات والعلاقات الدافئة التي الفت بين الناس، حيث يدرك القارىء المتعمق للجدارية علاقة الموروث الثقافي ببوابات المدينة القديمة التي لاازال ماثلة تنطق بلغة حجر ميشع.

ولم تغفل الجدارية الحالة التعليمية المبكرة في المدينة بمدرستها الثانوية التي بنيت كاحد اقدم مدارس الاردن في العام 1899 ميلادية، حيث ضمنها الفنان مدانات في جداريته بابراز المنحوت الذي يعلو بوابة المدرسة الرئيسية كرمز لاهتمام الناس بالعلم والتعلم. كما تشير الجدارية لتطور الحركة الثقافية في المدينة من خلال ابراز رموز هذه الحركة مثل د.خالد الكركي والشاعر اسامه المفتي، مقتبسا ابياتا من شعر د. الكركي قال فيها: "لاتحزن فان الدم حناء المدينة"، وابياتا للشاعر المفتي قال فيها: "فأراك اقدس بقعة منسوجه "، بما يحمله القولان من ابعاد سياسية واجتماعية ونضاليه للمدينة.

وبين الفنان مدانات ان الجداريات في مجملها تلجا الى الرمزية لنقل الواقع كما هو بصورة بصرية ابداعية جمالية تحفظ القها بديمومة لعقود وقرون، بخلاف الرسم الذي يبهت ويتلاشى بمدى قصير. موضحا ان الحديث عن الكرك وتاريخها لا تعبر عنه جدارية واحدة بل المئات منها، داعيا شباب الكرك المبدع لانجاز مثل هذه الاعمال لاضاءة المساحات بتشكيلات فنية ابداعية من الصلصال والخزف، ما يشكل مادة انتاجية يستفيد منها الشباب المبدع اقتصاديا، اضافة الى الجانب المعنوي والنفسي والادائي الذي تدعمه مديرية ثقافة الكرك لخلق فرص ومساحات فنية للاتجاه لمثل هذه الاعمال باعتماد اساليب فنية جديدة تساعد في بناء الشخصية.

وفي وصفها لجدارية الفنان مدانات التي اطلعت على عمق مضمونها، قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار في زيارتها الاخيرة للكرك: ان الجدارية اظهرت برمزية امتداد الكرك التاريخي الذي يعود لعصور خلت ما عكس صمود المدينة واهلها في وجه العاديات كمكون من مكونات تاريخ الاردن العابق بالبطولات والتضحيات. مشيرة الى ان الجداريات التي تجسد شأنا وطنيا عاما تعيد بناء التخيل والتصور كلوحات فنية معبرة تحمل معان ودلالات عميقه.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على