نظرة تحليلية لمنتخبات المجموعتين الأولى والثانية باليورو
حوالي ٩ سنوات فى التحرير
كتب: محمود ساميعلى استاد دو فراس بمدينة سان دينيه بدأت مساء أمس الجمعة، النسخة الخامسة عشرة من بطولة أوروبا للمنتخبات بمواجهة بين مستضيف البطولة المنتخب الفرنسي صاحب اللقبين السابقين للبطولة لنسختي 1984 و2000، والتي تعد هذه النسخة هي النسخة الثالثة من البطولة التي يشرف على تنظيمها بعد نسختي 1960 ونسخة 1984 التي تعد آخر نسخة يستطيع بها منظم البطولة الحصول على لقبها، لتكون هذه النسخة هي الأولى التي تتكون من 24 فريقًا مقسمين على 6 مجموعات بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة لأول مرة منذ نسخة 1996 التي كانت تحتوي على 16 فريقًا..
فالنظام الجديد يعتمد على صعود أول وثاني المجموعات التسع المؤهلة للبطولة بشكل مباشر إلى دور المجموعات، يضاف لهم منظم البطولة المنتخب الفرنسي وأفضل ثالث في التسع مجموعات، الذي كان المنتخب التركي، لتتنافس باقي المنتخبات الحاصلة على المركز الثالث في المجموعات التسع على المقاعد الأربعة المتبقية عن طريق لعب مباراتي ذهاب وعودة التي استغلتها في الصعود منتخبات المجر وأوكرانيا والسويد وجمهورية أيرلندا.
فخلال 31 يومًا ستتصارع تلك المنتخبات على 5 مراحل هي عمر البطولة للوصول إلى لقب البطولة.
فبزيادة عدد المنتخبات المشاركة لأول مرة بمقدار 8 منتخبات بزيادة مجموعتين إضافيتين إلى البطولة ستزيد عدد مباريات البطولة إلى 51 مباراة بالمقارنة بالـ31 مباراة للنسخ الخمس الماضية.
فسيتكون دور ثمن النهائي من أول وثاني المجموعات الست وأفضل أربعة ثوالث ليخرج فقط 8 منتخبات من دور المجموعات، وهو نفس الأسلوب الذي تم اتباعه في بطولات كأس العالم 1986, 1990 و1994.
فبعد سلسلة من المباريات التأهيلية لهذه البطولة التي بدأت في سبتمبر 2014، انتهت هذه المرحلة التأهيلية للبطولة بمجموعة من المفاجآت منها السيئ مثل فشل كل من المنتخب الهولندي الحاصل على لقب البطولة لعام 1988 والحاصل على المركز الثالث في النسخة الماضية لكأس العالم 2014، ليكون هذا الغياب الأول للمنتخب الهولندي من البطولة منذ نسخة 1984 التي أقيمت أيضًا في فرنسا، بالإضافة إلى فشل المنتخب الدنماركي الحاصل على لقب البطولة عام 1984 في الصعود إلى نهائيات البطولة بعد خسارته أحد المقاعد الأربعة المؤهلة لثوالث المجموعات التسع أمام المنتخب السويدي، ومنها الرائع بصعود منتخبات ألبانيا وأيسلندا وأيرلندا الشمالية وسلوفاكيا وويلز لأول مرة لنهائيات البطولة، لتصنف الفرق الصاعدة للبطولة إلى 4 فئات كالمعتاد شكلت على أساسها المجموعات الست المكونة لدور المجموعات في البطولة.
وخلال السطور القادمة سنحاول التعمق أكثر في تقديم هذه المنتخبات المتنافسة في المجموعتين الأولى والثانية للبطولة.
فرنسا
منظم البطولة وصاحب المركز الـ21 في تصنيف "فيفا"، المنتخب الذي له 8 مشاركات في البطولة قبل بداية هذه النسخة، في 4 مناسبات استطاع الوصول إلى الدور نصف النهائي للبطولة بنسبة 50% من مجمل مشاركاته، وبنفس النسبة استطاع الوصول إلى المباراة النهائية من دور نصف النهائي ليتوج في المرتين بلقب البطولة لعامي 1984 و2000.
فعلى الرغم من عدم أهمية المباريات التأهيلية للمنتخب الفرنسي لضمانه الصعود المباشر للنهائيات لتنظيمه البطولة، فإنه استطاع تحقيق الانتصار في 6 من أصل 8 مباريات في المجموعة من ضمنها فوزه ذهابًا وإيابًا على منتخب البرتغال المتصدر الرسمي للمجموعة، وذلك على الرغم من فشله في الفوز وديًّا ذهابًا وإيابًا على المنتخب الألباني الذي يقع معه في نفس المجموعة لنهائيات البطولة في المباريات التي شهدت بعض التجارب التكتيكية لديشامب مدرب الديوك، ليستقر من بعدها على الأسلوب الحالي للعب الفريق مستخدمًا للرسم الخططي 4-3-3 الذي يعتمد بشكل كامل على الطاقة والحركية المهولة، التي يستطيع لاعبو منتصف الميدان بقيادة كانتي، وماتويدي وبوجبا تقديمها للفريق، بالإضافة إلى السرعة والمهارة المتوفرة في الثلث الهجومي من مارسيال، وجريزمان وديمتري بايت.
فعلى الرغم من غياب بعض الأسماء الكبيرة في المنتخب الفرنسي مثل بنزيمة لتطوراته في مشكلة أخلاقية تجاه زميله فالبوينا وساخو مدافع ليفربول، الذي كان من المتوقع إيقافه لفترة طويلة بسبب فشله في اختبار المنشطات فإن هذا لا يقلل من مدى موهبة الجيل الحالي للمنتخب الفرنسي، وعدم اختيار بعض اللاعبين الذين يمرون بأفضل مواسمهم على الإطلاق مثل حاتم بن عرفة، وكيفين جاميرو وأنتونيو لاكازيت للدخول في القائمة النهائية المتوجهة للبطولة أفضل دليل على ذلك.
سويسرا
صاحب التصنيف الثاني في المجموعة وصاحب المركز الـ14 والأعلى في المجموعة لترتيب "فيفا"، الذي سبق له المشاركة ثلاث مرات في البطولة الأوروبية قبل هذه النسخة.
استطاع الوصول إلى نهائيات البطولة بعد صعوده كثانٍ لمجموعته خلفًا للمنتخب الإنجليزي محققًا 7 انتصارات و3 هزائم اثنان منها أمام المنتخب الإنجليزي فعلى الرغم من تسجيل المنتخب السويسري 24 هدفًا خلال دور المجموعات التأهيلي للبطولة فإن هذا الرقم الكبير عائد إلى متذيل المجموعة منتخب سان مارينو الذي استقبلت شباكه 11 هدفًا في مباراتي المنتخب السويسري.
فبمزيج من الخبرة المتمثلة في لاعبين مثل بيهرامي وليشتشتاينر القائد الجديد للمنتخب منذ خروج القائد السابق إيلنر من الصورة منذ انتقاله إلى ليستر سيتي الإنجليزي مطلع موسم 2015/2016 لقلة مشاركته مع حامل البريميرليج، ومجموعة من أفضل مواهب القارة العجوز الشابة مثل لاعب منتصف الميدان تشاكا المنتقل حديثا لأرسنال الإنجليزي في صفقة تخطت الـ30 مليون جنيه إسترليني، وشاكيري لاعب ستوك سيتي الحالي وبايرن ميونخ السابق وهداف المنتخب في مرحلة التصفيات المؤهلة لنهائيات البطولة.
بالإضافة إلى الظهير الأيسر ريكاردو رودريجز ظهير ولفيزبيرج الألماني الحاصل مع المنتخب السويسري على لقب كأس العالم لفئة الشباب تحت 17 سنة، وإيمبولو المهاجم الشاب لبازل السويسري والمرجح انتقالهم بصفقات كبيرة لعمالقة أوروبا بعد انتهاء البطولة.
يأمل المنتخب السويسري تخطي دور المجموعات للبطولة الأوروبية مثلما فعل في النسخة السابقة لكأس العالم، ولكن سيكون أكبر العوائق أمامه هو غياب المهاجم الهداف من تشكيل الفريق لسوء المستوى الذي ظهر عليه مؤخرًا كل من ديرديوك وسيفيروفيتش مهاجمي المنتخب، مما يزيد من احتمالية دفع مدرب المنتخب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش للواعد إيمبولو لقيادة هجوم المنتخب، بالإضافة إلى بطء كل من قلبي الدفاع للمنتخب فابيان شار ودجورو، ولكن في المقابل يحتوي المنتخب على مجموعة من أفضل اللاعبين سواء على الأروقة أو في منتصف الميدان، بالإضافة إلى إجادته التامة للمواقف الثابتة تحديدًا الركلات الركنية التي سجل منها الفريق 7 أهداف في مشوار الصعود للنهائيات بنسبة 29% من مجمل أهداف الفريق، الشيء الذي سيجعل منه الخصم الصعب خلال مجريات البطولة، والتي سيلعب الفريق أولي مبارياته بها في مواجهة صاحب التصنيف الرابع في المجموعة والصاعد الأول لنهائيات البطولة الأوروبية المنتخب الألباني.
رومانيا
المنتخب صاحب التصنيف الثالث في المجموعة الأولي وصاحب المركز الـ19 في ترتيب "فيفا" للمنتخبات، الذي سبق له المشاركة في 4 مناسبات بنهائيات البطولة الأوروبية، المنتخب الذي يعد ثاني أقل المنتخبات المشاركة في نهائيات البطولة من حيث الخبرة، حيث يحمل لاعبوه فى ما بينهم 531 مباراة دولية فقط ولا يقل عنهم خبرة في نهائيات البطولة سوي المنتخب الألباني الذي يحمل لاعبوه فى ما بينهم 515 مباراة دولية.
المنتخب صاحب الدفاع الأقوى في مرحلة التصفيات المؤهلة لنهائيات البطولة، حيث لم تستقبل شباكه طوال المباريات العشر للتصفيات سوى هدفين فقط، وأحد 4 منتخبات فقط لم تتلق أية هزيمة طوال مرحلة التصفيات، والذي استطاع اقتناص مقعده في نهائيات البطولة باحتلاله للمركز الثاني في مجموعته خلفًا لمنتخب أيرلندا الشمالية الصاعد لأول مرة لنهائيات البطولة بـ20 نقطة حصدها من 5 انتصارات و5 تعادلات.
ولكن على الرغم من هذه الصلابة الدفاعية للفريق فإن الفريق يعاني من شح تهديفي كبير بتسجيله 11 هدفًا خلال مرحلة التصفيات بنسبة 1.1 هدف في المباراة، وهي النسبة الأقل للتسجيل لأي من المنتخبات الصاعدة لنهائي البطولة.
يعتمد المنتخب بشكل أساسي على الصلابة الدفاعية التي تقدمها شراكة قائد الفريق تشيرشي والمدافع المخضرم جريجوري في قلب الدفاع بالإضافة إلى خبرات كل من تورخي وبوجدان ستانكو علي الأروقة لتشكيل الخطورة الهجومية للفريق.
وذلك بالإضافة إلى نجم ستيوا بوخارست الصاعد نيكولا ستانكو الذي يلعب في دور صانع الألعاب خلف رأس الحربة الوحيد في تشكيل المنتخب، اللاعب المتوقع مراقبته وبقوة من أكبر الأندية الأوروبية خلال مجريات البطولة، بالطبع كان يأمل المنتخب الروماني في مباراة افتتاحية للبطولة أقل قسوة من التي حصل عليها في مواجهة صاحب الأرض وأحد أكبر المرشحين لنيل اللقب المنتخب الفرنسي، خصوصًا أن المباراة الوحيدة التي استطاع بها المنتخب الروماني الخروج بشباكه نظيفة من أي من مبارياته الـ13 السابقة في نهائيات البطولة الأوروبية كانت أمام المنتخب الفرنسي في نهائيات بطولة 2008، ولكن ذلك لم يحدث، إذ خسر بالفعل المنتخب الروماني من صاحب الأرض بنتيجة 1-2.
ألبانيا
المنتخب صاحب التصنيف الرابع في المجموعة الأولي، وصاحب الترتيب الأقل لأي من المنتخبات المشاركة في نهائيات البطولة في ترتيب "فيفا" للمنتخبات محتلا المركز الـ45.
صاحب أقل التشكيلات من حيث الخبرة الدولية في البطولة، الذي يصل إلى نهائياتها للمرة الأولى في تاريخه، والذي استطاع اقتناص مقعده في النهائيات باحتلاله المركز الثاني في مجموعته برصيد 14 نقطة خلفًا للمنتخب البرتغالي، متفوقًا على منتخبات تفوقه في الخبرة والتاريخ الأوروبي مثل منتخبي الدنمارك وصربيا.
متسلحًا بمجموعة من الوجوه غير المعروفة على الصعيد الأوروبي وبأسلوب دفاعي بشكل شبه كامل تحت رسم خططي 4-5-1 يعتمد فيه مدرب المنتخب الألباني الإيطالي جياني دي بياسي على لاعبين ذوي أدوار دفاعية في الأصل كأجنحة هجومية في الفريق ليعطي أكبر قدر ممكن من الصلابة لتشكيلة فريقه وليعطي أفضلية لفريقه على تنفيذ الضغط العالي على الخصوم لإجبارهم على ارتكاب الأخطاء دون التأثير على صلابة فريقه وترابط خطوطه، الشيء الذي وضح جليا في خروج الفريق بشباك نظيفة في المباريات الخمس التي لعبها خارج أرضه بالتصفيات المؤهلة لنهائيات البطولة، وخروجه أيضا بشباك نظيفة في المواجهتين الوديتين له مع المنتخب الفرنسي خلال فترة التصفيات بتعادله سلبا بفرنسا وتحقيقه لانتصار بهدف وحيد في ألبانيا، ولكن بالطبع ذلك التوجه الدفاعي الكامل يؤثر بشك كبير على الفريق هجوميًّا، حيث سجل المنتخب الألباني خلال مرحلة التصفيات 10 أهداف فقط، الذي يعد الرقم الأقل من الأهداف المسجلة للمنتخبات الصاعدة لنهائيات البطولة، ليس ذلك فقط بل وطوال التصفيات المؤهلة للبطولة لم يستطع أي من لاعبي المنتخب الألباني تسجيل أكثر من هدف وحيد، مما يثير القلق في نفوس الجمهور الألباني لغياب اللاعب الحاسم عن فريقهم خلال نهائيات البطولة.
فبخلاف قائد الفريق القيدوم لوريك كانا صاحب الـ90 مباراة دولية، الذي يمثل تقريبا 17.5% من خبرة تشكيل المنتخب الألباني المتوجه لنهائيات البطولة، بالإضافة إلى ظهير نابولي الأيمن الصلب صاحب الـ22 عاما السايد هيساج، الذي ساعد فريقه للحصول على المركز الثاني في الدوري الإيطالي لهذا الموسم، ولاعب منتصف الميدان الصلب ولاعب بازل السويسري تولان تشاكا صاحب الـ25 عاما، الذي سيواجه شقيقه الأصغر لاعب المنتخب السويسري جرانت تشاكا في المبارة الافتتاحية لكلا الفريقين بنهائيات البطولة، وبريشيا حارس المنتخب الأول وحارس الفريق الإيطالي العريق لاتسيو لا يوجد أي لاعب ذو شهرة أوروبية في تشكيلة المنتخب المتوجهة لنهائيات البطولة.
بنظرة غير متأنية على هذه المجموعة من الممكن التصريح بمدى سهولة المأمورية على المضيف المنتخب الفرنسي في تصدر المجموعة وبأفضلية موقف سويسرا في الصعود كثان للمجموعة لضعف خبرة لاعبي رومانيا وألبانيا الدولية كما أوضحنا، ولكن بنظرة أكثر تفحصا لأسلوب كلا الفريقين رومانيا وألبانيا من دفاع في منتهي الصلابة وهجمات مرتدة مؤثرة بما يكفي لإيصال الفريقين لنهائيات البطولة، ما ينبئ بمجموعة من المفاجآت واردة الحدوث في نتائج هذه المجموعة.
إنجلترا
المنتخب صاحب التصنيف الأول في المجموعه الثانية، وصاحب الترتيب الـ10 في ترتيب "فيفا" للمنتخبات، الذي شارك سابقا في 8 مناسبات في نهائيات هذه البطولة، وصل في مناسبتين منهما فقط إلى دور نصف النهائي ولم يصل أبدا إلى المباراة النهائية.
المنتخب العريق صاحب التشكيل الذي يحتل المركز الثالث في جدول الأقل خبرة خلفا لألبانيا ورومانيا، حيث يحمل لاعبو المنتخب الإنجليزي الحالي فيما بينهم 534 مباراة دولية فقط كأحد أقل المنتخبات من حيث الخبرة في تاريخ المنتخب الإنجليزي، وذلك على الرغم من احتواء المنتخب الحالي بين صفوفه على الهداف التاريخي لمنتخب إنجلترا واين روني برصيد 52 هدفا، الذي تشكل خبرتة الدولية والمتمثلة في 111 مباراة دولية بالإضافة إلى نجم منتصف ميدان ليفربول جيمس ميلنر وجو هارت حارس مانشيستر سيتي صاحبي الـ60 والـ59 مباراة دولية على التوالي ما يزيد على 43% من الخبرات الدولية لمنتخب إنجلترا الحالي.
فبتصدرهم مجموعتهم في التصفيات المؤهلة لنهائيات البطولة الأوروبية بتحقيق العلامة الكاملة ليكونوا الفريق الوحيد الذي استطاع تحقيق الانتصار في كل مبارياته خلال مشوار التصفيات, مسجلا 31 هدفا كثاني أكثر المسجلين في التصفيات خلفا للمنتخب البولندي صاحب الـ33 هدفا، ومستقبلا ثلاثة أهداف فقط كثاني أقوى دفاع في التصفيات خلفا للمنتخب الروماني الذي لم يستقبل سوي هدفين خلال التصفيات.
نقص الخبرة الظاهر بشكل واضح في تشكيل المنتخب المتوجه لنهائيات البطولة الأوروبية لا يعني بالمرة نقص الجودة أو الموهبة، على العكس تماما فقد أجمع خبراء الكرة بشكل عام أن هذا المنتخب الإنجليزي هو أحد أفضل المواهب من حيث الموهبة على الإطلاق، بل وعلى العكس فمن الممكن أن يكون حداثة عهد أغلب نجوم المنتخب الحاليين بالمشاركة مع المنتخب دوليا قد تنعكس بالإيجاب على نجاعهتهم في تحقيق ذاتهم على المستوى الدولي وكتابة أسمائهم في تاريخ المنتخب الإنجليزي.
وبالطبع فيمثل كم النجوم المتاحين لروي هودجسون تحديدا في خط الهجوم الهاجس الإكبر، بوجود هدافي الدوري الإنجليزي هاري كين وجيمي فاردي صاحبي الخبرة المحدودة دوليا في صفوف المنتخب، بالإضافة إلى الهداف التاريخي للمنتخب واين روني وهداف ليفربول دانيل ستوريدج وموهبة اليونايتد الصاعدة صاحب الحاسة التهديفية القاتلة ماركوس راشفورد في صفوف الفريق، مما يصعب وبشدة على روي هودجسون ليس فقط اختيار اللاعبين ولكن أيضا اختيار الخطة وأسلوب اللعب.
وكالعادة سيبقي التحدي الدائم لأي مدرب يقود منتخب إنجلترا هو مواجهة الإرهاق الذي دوما ما تعاني منه الأعمدة الرئيسية للمنتخب قبل البطولات الكبرى، وذلك لطول الموسم محليا، فيكفي أن ندرك أن نادي ليفربول الإنجليزي صاحب المشوار الأطول الموسم السابق بـ64 مباراة يمثله 5 لاعبين في المنتخب الفرنسي أغلبهم من المرجح أن يبدؤوا كأساسيين مع المنتخب، ولن تمهل البطولة كثيرا المنتخب الإنجليزي لإثبات مدى جودة هذا الجيل بمواجهته أصعب فرق المجموعة الثانية المنتخب الروسي في المباراة الافتتاحية لكلا الفريقين في البطولة.
روسيا
المنتخب صاحب التصنيف الثاني في المجموعة الثانية وصاحب المركز الـ27 في التصنيف الدولي لـ"فيفا" للمنتخبات، الذي سبق له المشاركة في 4 مناسبات بنهائيات البطولة الأوروبية، وصل في واحدة منها إلى دور نصف النهائي للبطولة ولم يصل أبدا إلى المباراة النهائية.
الفريق الذي تحسن كثيرا بعد تولي ليونيد سلاتسكي مسؤوليته خلفا للأسطورة الإيطالية فابيو كابيلو في أغسطس 2015، حيث وافق ليونيد على تولي مسؤولية تدريب المنتخب الروسي بلا مرتب حتى نهاية البطولة دون التخلي عن تدريب سيسكا موسكو بالدوري الروسي، الذي استطاع قيادته إلى لقب الدوري الروسي نهاية هذا الموسم.
فبتحقيق المنتخب الروسي 4 انتصارات متتالية عقب تولي ليونيد مسؤولية تدريبهم مباشرة بالإضافة إلى منحهم 3 نقاط من مباراة منتينجرو التي ألغيت في ظل تعادل الفريقين، لتمثل النقاط التي حصل عليها المنتخب الروسي في تلك المباريات الخمس 75% من إجمالي النقاط الـ20 التي استطاع بها المنتخب الروسي احتلال المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات المؤهلة لنهائيات أوروبا خلفا للمنتخب النمساوي صاحب الـ28 نقطة، الذي لم يتلق أي خسارة خلال هذه المجموعة، ومتفوقا على المنتخب السويدي صاحب المركز الثالث بالمجموعة برصيد 18 نقطة.
تعيين ليونيد لقيادة المنتخب الروسي ألهم اللاعبين الهجوميين بالمنتخب الإبداع لاستخدامه تكتيكات هجومية أكثر تحررا من الإيطالي كابيلو، تحديدا في الثلث الهجومي وذلك دون المساس بالصلابة الدفاعية للفريق، الذي لم يستقبل سوى 5 أهداف خلال مباريات التصفيات، معتمدين على شراكة في قلب الدفاع ويلعب خلفهم حارس مرمى ثلاثتهم لاعبين أساسيين في سيسكا موسكو الروسي، ويعدون العناصر الأكثر خبرة وتجربة في تشكيلة المنتخب الروسي، أكنيف حارس المرمي وأمامه سيرخي وفاسيلي في قلب الدفاع، الذين يتشاركون فيما بينهم في 298 مباراة دولية.
معتمدين تهديفيا بشكل كبير على هدافهم في التصفيات برصيد 8 أهداف أرتيم حامل الرقم 22 لاعب زينيت سان بطرسبرج، صاحب الـ27 عاما والـ16 مباراة دولية.
حال روسيا لا يختلف كثيرا عن حال رومانيا في المجموعة الأولى، فهم لم يحصلوا على المباراة الافتتاحية التي يتمنونها بمواجتهم بها أصعب الفرق في المجموعة، ولكن باستخدام أسلوبهم المختلف، الذي من الممكن أن يكون مفاجئا للمنتخب الإنجليزي واستغلال إما نقص الخبرة وإما الإرهاق لعناصر المنتخب الإنجليزي، فبإمكان المنتخب الروسي الخروج بنتيجة إيجابية من هذا اللقاء الصعب ليشكل حافزا له لمواصلة التألق في البطولة.
سلوفاكيا
المنتخب صاحب التصنيف الثالث في المجموعة الثانية، وصاحب الترتيب الـ32 في ترتيب "فيفا" للمنتخبات، المنتخب الذي يشارك لأول مرة في تاريخه في نهائيات البطولة الأوروبية.
الفريق الذي ضمن مقعدا له في نهائيات البطولة الأوروبية لأول مرة في تاريخه بعد احتلاله المركز الثاني في مجموعته خلفا للمنتخب الإسباني ومتفوقا عن المنتخب الأوكراني برصيد 22 نقطة.
فمنذ تعيين يان كوزاك في مسؤولية تدريب المنتخب السلوفاكي في يوليو 2013 والفريق يشهد تطورا ملحوظا باعتماده رسما خططيا 4-2-3-1، معتمدا على هامسيك في دور أكثر تحررا خلف المهاجم الوحيد ليعود لاعبو نابولي للإبداع من جديد مع المنتخب بعد فترة طويلة من الخفوت الدولي.
بالإضافة إلى اعتماده على سرعة ومهارة ورؤية لاعب مانشستر سيتي السابق والغرافة القطري الحالي فلاديمير فيسبس على الرواق الأيسر، اللاعب الأكثر صناعة للأهداف خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات البطولة الأوروبية برصيد 6 أهداف مصنوعة.
ودفاعيا يعتمد الفريق على رباعي دفاعي خبير على المستوى الدولي عن طريق شراكة في قلب الدفاع بين سكيرتل ودوريكا صاحبي الـ81 والـ80 مباراة دولية على الترتيب, وبيكريك كظهير أيمن وهوبكان كظهير ايسر اللذين يشتركان فيما بينهما في 111 مباراة دولية.
سيواجه الفريق في مباراته الافتتاحية في البطولة المنتخب الويلزي الذي يصعد أيضا لأول مرة في تاريخه لنهائيات البطولة الأوروبية لتكون مباراة افتتاحية مفتوحة على مصراعيها لأي نتيجة.
ويلز
المنتخب الويلزي صاحب التصنيف الرابع في المجموعة الثانية وصاحب المركز الـ24 في تصنيف "فيفا" للمنتخبات، الذي يشارك هو الآخر للمرة الأولى في تاريخه في نهائيات البطولة الأوروبية.
المنتخب الذي ضمن مقعده في نهائيات البطولة الأوروبية باحتلاله المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات خلفا لبلجيكا برصيد 21 نقطة متفوقا على المنتخب البوسني صاحب المركز الثالث برصيد 17 نقطة.
فالمنتخب الويلزي مثله مثل بقية المنتخبات الصاعدة لهذه النسخة من البطولة للمرة الأولى, يعتمد في المقام الأول مدربه كريس كولمان صاحب الـ45 عاما على التنظيم الدفاعي وغلق عمق الملعب أمام الخصوم في المقام الأول، معتمدا على رسم خططي 5-3-1-1 الشيء الذي انعكس على صلابة الفريق دفاعيا، والذي لم يستقبل سوى 4 أهداف تحت قيادة أشلي ويليامز قائد فريق سوانسي الإنجليزي.
ويعتمد الفريق هجوميا على الهجمات المرتدة معتمدا على حرية الحركة الكبيرة الممنوحة للرائع جاريث بال، نتيجة لهذا التأمين الدفاعي من خلفه، والذي دائما ما يلقى مساندة هجوميا من نجم الوسط لأرسنال الإنجليزي جاريث بال.
حيث شارك النجم الويلزي جاريث بال بشكل مباشر سواء بالتسجيل أو الصناعة في 9 أهداف من الـ11 التي سجلتها ويلز خلال التصفيات بنسبة مشاركة 82% من إجمالي الأهداف التي سجلها المنتخب الويلزي في التصفيات، وهي النسبة الكبرى لأي لاعب خلال التصفيات المؤهلة للبطولة الأوروبية.
الشيء الذي يوضح مدى أهمية نجم الفريق الأول صاحب الـ26 عاما والـ55 مباراة دولية والـ19 هدفا دوليا لمنتخب ويلز خلال مجريات البطولة.
مرة أخرى وبخبرة مشاهدة المنتخب الإنجليزي والروسي اللذين نادرا ما يتألقان في المحافل الكبرى، وبوجود فريقين يصعدان لأول مرة في تاريخهما لنهائيات البطولة ويملكان كل النجاعة لإثبات أنفسهما على المستوى الدولي، ستكون هذه المجموعة مفتوحة على مصراعيها، وبالطبع ستكون حافلة بالنتائج المفاجئة.