وجدي الحكيم.. عاشق الميكروفون الذي تغير مصيره بسبب ذبابة

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

كان أرشيفًا متنقلًا يدوّن الحركة الفنية في أزهى عصورها، وقد ساعده في ذلك علاقاته الوطيدة بعمالقة الفن في ذلك الوقت أمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي كان يصطحبه معه في رحلاته للتسجيل، وعبد الحليم حافظ الذي أجرى معه آخر مكالمة هاتفية في حياته من لندن، وأيضا فريد الأطرش ووردة ، وأم كلثوم، وغيرهم الكثيرين، ممن جعلوا منه مفتاحًا لخزائن أسرارهم، التي كان بصدد الكشف عنها كاملة في برنامج إذاعي بعنوان "قالوا لي"، لولا أن اشتد عليه مرض الكبد الذي أنهى حياته في 16 يونيو 2014، عن عمر ناهز الثمانين عامًا.

في التقرير التالي يرصد لكم "التحرير لايف" لقطات من حياة الإعلامي المخضرم الراحل وجدي الحكيم.

الطفولة وحلم الأب

ولد وجدي الحكيم في حي فقير من أحياء منطقة "ملوي" التي كانت تابعة في ذلك الحين لمحافظة أسيوط، يوم 23 يونيو 1934، لأب عمل مدرسًا بإحدى المدارس الحكومية في المنطقة، وعلق آماله علي أن يصبح ابنه مثله، إلا أن والدته تمنت أن يصبح نجلها ضابطًا بالجيش، وبالفعل التحق "وجدي" بالكلية الحربية ولكنه لم يستمر بها سوى 40 يومًا، ثم دخل الشرطة، ومكث بها وقتًا قليلاً، والطريف في الأمر أن ذبابة تسببت في فصله من كلية، وعن هذه الحكاية روى في مذكراته، قائلا: "اضطهدتني ذبابة في طابور الصباح في كلية الشرطة، وكان ممنوعًا أن أتحرك أو أقوم بهشّها، فكنت أحرك وجهي لكي تطير، فغرق الطلاب في الضحك، وتكرر الموقف، ويأس مني ضابط الكلية المسؤول آنذاك، وكان الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، فأطلق الكلاب ورائي‏، فقفزت من خارج الأسوار بلا عودة"،  ثم مر على الحقوق، ولكنه استقر بكلية الآداب، والتى تخرج فيها بقسم الاجتماع عام 1958.

العمل الإذاعي.. رحلة الـ 60 عامًا

دخل وجدي مبنى الإذاعة كموظف إداري، قبل أن يقتحم مجال العمل الإذاعى فى بداية الستينيات، وبين أروقة الإذاعة المصرية اتضح للمسئولين هناك أنهم أمام موهبة إذاعية حقيقية، فقدم العديد من البرامج منها "أغنية اليوم"، و"افتح قلبك"، و"ليالى الشرق"، وقضى أكثر من 60 عامًا خلف الميكرفون، لم يظهر علي الشاشة الصغيرة إلا قليلًا.

وقدم الحكيم برنامجه الشهير "منتهى الصراحة" الذي عرض فيه الرأي والرأي الآخر، وتعامل مع معظم النجوم مثل سيدة الغناء العربي أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفاتن حمامة وسعاد حسني وعبدالحليم حافظ، حيث سجل أغانيهم وأخرج عدداً من مسلسلاتهم، وفي مجال البرامج السياسية قدم "أسماء في الأخبار"، ولم يكتف الحكيم بتقديم البرامج الإذاعية فقط، لكنه أشتهر بدقته في تنظيم الحفلات الغنائية لكثير من الفنانين، نظرًا لعلاقته الطيبة بهم.

كاتم الأسرار

امتلك الإعلامي الراحل خزائن أسرار الكثير من الفنانين خاصة الذين سطع نجمهم في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لذا تهافتت البرامج الفنية على استضافته فيما بعد، واستعانت به القنوات الفضائية لتسجيل حلقات وثائقية عن حياة الفنانين، ومنها برنامج "ممنوع من العرض" على قناة الحياة، وكان سيواصل كشفه لأسرار الفنانين في برانمج إذاعي يعود به إلى الجمهور، لولا وفاته في لندن يونيو 2014.

شارك الخبر على