أيهما يعد تطبيعا.. زيارة «شكري» إلى تل أبيب أم لقاء «عكاشة» بسفير إسرائيل ؟

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

مشهد جلوس السفير سامح شكري بجوار رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، خلال زيارة رسمية، أعاد إلى الأذهان مشهد النائب السابق توفيق عكاشة، الذي أُسقطت عنه عضوية البرلمان المصري - عقب لقاء السفير الإسرائيلي في القاهرة.. فهل زيارة شكري لتل أبيب تكرار لمشهد عكاشة الذي تحدى فيه الجميع وضرب بتحذيرات الدولة عرض الحائط.. أم أنها تأتي في إطار تبادل العلاقات الدبولماسية بين البلدين.. ؟

أسباب كثيرة أخرجت وزير خارجية مصر من دائرة الحرج أو التطبيع وفرّقت بين لقاء ببنيامين نتنياهو ولقاء توفيق عكاشة بالسفير الإسرائيلي في القاهرة.

قال المهندس هيثم الحريري، عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك بمحافظة الإسكندرية، إن زيارة السفير سامح شكري، وزير الخارجية، لإسرائيل، اليوم الأحد، لا تعد تطبيعً، معتبرًا إياها زيارة عادية في ظل اتفاقيات موجودة بين البلدين.

أضاف الحريري، لـ"التحرير" أنه لا يوجد أي لوم على الزيارة أو اعتبارها خيانة للوطن كما حدث مع النائب توفيق عكاشة ومن ثم فصله من البرلمان، مشيرًا إلى أن إسرائيل بينها وبين القاهرة علاقات رسمية طبقًا لاتفاقيات أبرزها معاهدة السلام، وطبقًا لتلك الاتفاقية فمن حق القائمين على الدولة من مسؤولين ووزراء أن يتجهوا لإسرائيل كما يشاءون.

أوضح الحريري، أن زيارة سامح شكري كانت بصورة ممثلة عن مصر وبحكم منصبه التنفيذي ولأغراض محددة، أمّا لقاء النائب توفيق عكاشة بالسفير الإسرائيلي في القاهرة كان لقاءً شخصيًا ولم يكن يمثل وقتها مصر أو كانت الزيارة خاضعة لاتفاقية أو بروتوكول، مستدركًا: "لا تطبيع في الزيارة.. هناك فرق بين المواطن وبين نائب الأمة وهناك فرق بين الزيارات الرسمية طبقًا للاتفاقيات أو المعاهدات، وأي شخص موجود على كرسي الحكم سواء في النظام الحالي أو الأنظمة السابقة كان سيفعل مثل هذا".

تابع الحريري: "النقد الموجّه لوزير الخارجية هو عن مضمون السلام الذي تسعى إليه إسرائيل وما هو مفهوم السلام لديها، في ظل الانتهاكات التي تحدث كل يوم تجاه الفسلطينين، فكان من الأولى الضغط من قبل الدولة المصرية قبل عقد المباحثات"، مشددًا على ضرورة تغيير بعض بنود اتفاقية معاهدة السلام لتكون ملائمة مع الجانب المصري، قبل الحديث عن زيارات الدولة المصرية بممثيلها من رؤساء أو وزراء أو غيرهم.

طالب الحريري، الدولة، بضرورة أخذ موقف قوي تجاه الوجه القبيح لإسرائيل الذي كشفت عنه في تدعيم وبناء سد النهضة.

قال المستشار ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، والبرلماني السابق، إنه لا يمكن عقد مقارنة بين زيارة وزير الخارجية المصري، السفير سامح شكري، لإسرائيل، واجتماعه برئيس الوزراء نتنياهو، ولقاء النائب السابق توفيق عكاشة بالسفير الإسرائيلى في القاهرة.

أوضح الشهابي، لـ"التحرير"، اليوم الأحد، أن لقاء سامح شكري بنتنياهو يدخل في إطار العلاقات بين القاهرة وتل أبيب "علاقات بين دول تخضع للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية" وكانت للحث على العلاقات الثنائية بين البلدين ومفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

أضاف الشهابي، أن الزيارة لها علاقة بجولة نتينياهو في إفريقيا، معتبرًا لقاء عكاشة بالسفير الإسرائيلي في القاهرة، خروجًا منه على قرار الشعب المصري - بعدم التطبيع مع إسرائيل، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن قرار فصل توفيق عكاشة من عضوية مجلس النواب لم يكن بسبب مقابلته السفير الإسرائيلي، لكن بسبب تعديه الخطوط الحمراء وإصراره على ذلك؛ وإن كانت مقابلته للسفير الغسرائيلي، مجرد تلكيك لفصله.

واعتبر سعد الجمال، رئيس ائتلاف دعم مصر - الفصيل الأكبر في البرلمان الذي تسبب في الإطاحة بالنائب توفيق عكاشة من المجلس، زيارة سامح شكري لإسرائيل، أنها تأتي في إطار تفعيل نداء الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة إحياء عملية السلام وقيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، بناءً على المباردة الفرنسية الأخيرة، والمبادرة العربية عام 2002 لتحقيق السلام العادل والشامل وهو «السلام مقابل الأرض» والعودة لحدود ما قبل 1967.

أضاف الجمال، في تصريحات صحفية، أن من أهداف المبادرة أيضًا حل مشكلة فلسطين مع المستوطنات الإسرائيلية التي يتم الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بحجة بنائها، موضحًا أن «الأرض مقابل السلام» إذا ما تحقق وصدقت النوايا سيعمل على تهدئة الفلسطينيين.

تابع الجمال: "الحوار الجاد سيؤدي إلى إنعدام وجود فصائل المقاومة الفلسطينية، لأن هذه الفصائل جاءت من أجل تقرير المصير وتحرير الأرض منذ عام 1948 حيث كانت بداية هذه الفصائل التي نشأت لمقاومة القهر والعنف فلجأو إلى تفجير أنفسهم ضد الظلم الذين تعرّضوا له، من هنا جاءت فصائل المقاومة ثم انحرفت بعضها عن الهدف وانتشرت واستخدمت العنف كآداة لتمزيق الأوطان"، مشيرًا إلى أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيعمل على تحقيق السلام العالمي، لأن السلام الدولي جزء لا يتجزأ، وسيعم الأمن والاستقرار والاحساس بالعدالة وعدم القهر. 

شارك الخبر على