قُتلن على يد «ريا وسكينة».. وعالجن الفقراء..واتهمن بالتبشير..حكايات «السبع بنات»

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

قصص كثيرة يرددها المسلمون قبل المسيحيين، عن مستوصفات «السبع بنات» والتى غزت مصر منذ قديم الأزل، واشتهرت بعلاج أمراض وإصابات الأنف والأذن والحنجرة، ولكن حديثا استخدم الاسم فى المستشفيات على مستوى الجمهورية ودخول جميع التخصصات فيها، وذاع صيتها نظرًا لأنها تضم أطباء ذا كفاءات عالية.

من أين جاءت التسمية؟

جاء المسمى من انتشار عدد من الراهبات فى أغلب قرى مصر، وكن متمرسات فى الخدمة العامة والتوعية الصحية، حملن نفس الاسم أثناء التوعية، واستغللن شطارتهن فى الوعى المجتمعى ومجال الطب والتجارة.

فادى صليب -استشارى طب الأنف والأذن والحنجرة- قال إن المسلمين فى مصر أغلبية كاسحة، مما يدفع الأقباط إلى عمل ما يميزهم من خلال مجالات عديدة ومنها مجال الطب، كما أن الراهبات الأقباط وهبن أنفسهن لخدمة الكنيسة وما يتبعها، منها عيادات «السبع بنات» والمنتشرة فى محافظات الجمهورية.

وأوضح استشارى الأنف والأذن، أن «السبع بنات» نسبة إلى الراهبات الفرنسيسكان اللواتى جئن ضمن الإرسالية التبشيرية الفرنسية، وكان كل فريق يضم 7 راهبات للتوعية الصحية والخدمات العامة، وكن من أشطر الراهبات وقتها وانتشرن على مستوى المحافظات، وتطور فريق الراهبات إلى عيادات ملحقة بمدارس النوتردام بالمحافظات، منها فى مدينة الزقازيق ومنطقة العتبة بالقاهرة ومنطقة اللبان بالإسكندرية وفى محافظة الإسماعيلية.

واتهامات بالتبشير

أما الدكتور محمد عبد الحليم، أستاذ التاريخ الإنجليزى، فقد أكد أن الإرسالية التبشيرية الفرنسية جاءت إلى مصر وأنشأت 3 مدارس كاثوليكية فرنسية فى عهد محمد على، ولكن أخذت طريقها للصعيد والقرى التابعة له، مشيرا إلى أن هناك اتهامات كثيرة لهذه المدارس باستغلال الطب والتمريض لنشر المسيحية والتنصير.

وأضاف عبد الحليم أنه بالرغم من هذه الاتهامات إلا أنه لا ينكر أحد الإرسالية أبدعوا في المجال الطبى، وأصبحت المستشفيات القبطية ومستوصفات السبع بنات الأفضل من بين مثيلاتها من المستشفيات فى مصر.

حكايات شعبية عن أصل التسمية

رومانى فرحات، أحد أهالى مدينة الزقازيق، قال إن منزله يجاور عيادة السبع بنات، موضحًا أنها من أفضل الأماكن الطبية لعلاج المرضى، ويأتى إليها المرضى من جميع أنحاء المحافظة، لأنها تضم أمهر الأطباء منذ نشأتها، لافتا إلى أنها عادة ما يكون الإقبال عليها كبيرًا، لأنها تفتح أبوابها طوال الأسبوع ما عدا يومى الجمعة والأحد، وتبدأ عملها من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا لمدة 3 ساعات فقط.

وقال فرحات، لـ«التحرير»، أنه لا يعرف حقيقة «السبع بنات» لكنه سمع أن قصتهن بدأت فى الإسكندرية، وأنهن كن ضمن أحد الأديرة يقمن بإضاءة الشوارع ليلًا، وفى أحد الأيام تعرضن لهجوم من قبل سيدات «ريا وسكينة» وتم قتلهن أثناء سيرهن بمفردهن، وأطلقن على شارع بالكامل أسماءهن والمستشفى باسم «الراهبات السبع»، مؤكدًا أنه يعتبر أن ذلك هى القصة الحقيقة لهن، لأن اليهود واليونانيين كانوا يعملون فى تجارة الأدوات الكهربائية، والراهبات تخصصن فى إضاءة الشوارع ليلًا.

وتابع فرحات بأن شارع «السبع بنات» فى الإسكندرية يعتبر من أشهر الشوارع التاريخية على مر العصور، نظرًا لإلقاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خطابه فى 26 أكتوبر عام 1954 بسبب حادثة المنشية بعدما اتهم جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق النيران عليه لمحاولة اغتياله، بالإضافة إلى خطبة إعلان تأميم قناة السويس كشركة تخضع للسيادة المصرية.

حكايات قهاوي لا أكثر

من جانبه، أكد القديس مايكل سليم، راعى الرهبان الفرنسيسكان فى دير المقطم، أن الحكايات عن أصل السبع بنات كثيرة وتشبه في أغلبها «حكاوى القهاوى»، ويضيف أنه يرى أن سبب التسمية فى كل محافظة يرجع إلى مكانة تاريخية، لافتا إلى أنه يعلم أن قصتهن هي أن 7 راهبات يونانيات قتلن فى الإسكندرية أمام باب 14، وهناك رواية أخرى، أن التسمية تعود إلى دير فى الصحراء كان تقيم فيه 7 راهبات فى زمن الاضطهاد.

وأضاف سليم فى تصريحات خاصة لـ«التحرير»، أن هناك مسميات أخرى، منها أن الملك فؤاد الأول أنشأ دار إيواء لـ7 راهبات يونانيات، وغيرها من القصص، حيث انتشر الراهبات فى جميع أنحاء الجمهورية فأطلقن المستوصفات والشوارع بأسمائهن تخليدًا لهن.

شارك الخبر على