مسعود يقر بسقوط بانشير.. ويدعو لـ “انتفاضة وطنية”
ما يقرب من ٤ سنوات فى البلاد
دعا قائد المقاومة المناهضة لطالبان في وادي بانشير الأفغاني أحمد مسعود، أمس الإثنين، في تسجيل صوتي إلى “انتفاضة وطنية” ضد الحركة، مقرا بسقوط أفغانستان كاملة بيد طالبان. وقال قائد “جبهة المقاومة الوطنية” في رسالة صوتية أُرسلت إلى وسائل الإعلام “أينما كنتم، في الداخل والخارج، أحثّكم على بدء انتفاضة وطنية من أجل كرامة وحرية وازدهار بلدنا”.
وأكد مسعود في التسجيل الصوتي أن “المقاومة ضد طالبان مستمرة في بانشير”، داعياً للتظاهر ضد طالبان في كل مناطق أفغانستان، كما أقرّ بمقتل عدد من قيادات المقاومة العسكرية، مضيفاً “أفراد من عائلتي قُتلوا في هجوم طالبان”.
واتهم طالبان بالعمالة وعدم الاستماع لعلماء المسلمين، مضيفا “طالبان تجلب الغرباء لقتل الشعب الأفغاني”، كما رفض “أي تدخل خارجي في أفغانستان”.
وفي وقت سابق، أعلنت حركة طالبان أنها باتت تسيطر حاليا على كل الأراضي الأفغانية، مؤكدة نهاية الحرب في البلاد، وذلك بعد إحكام قبضتها على وادي بانشير، آخر معاقل المعارضين لها.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي إن مسلحي طالبان سيطروا على وادي بانشير شمالي كابل، الذي كان يعد آخر معاقل المعارضة للحركة في أفغانستان.
وأكد مجاهد أن “الحرب انتهت رسميا في أفغانستان” بعد السيطرة على بانشير، وسعى لطمأنة سكان الولاية، قائلا إنه لن تكون هناك أي أعمال انتقامية تستهدفهم”.
وأظهرت مقاطع فيديو عددا من مسلحي طالبان، وهم يرفعون علم الحركة في بانشير، كما رصدت صورا على وسائل التواصل الاجتماعي أعضاء من طالبان يقفون أمام بوابة مجمع حاكم بانشير.
وكانت حركة طالبان قد خاضت في الأيام الأخيرة معارك مع “جبهة المقاومة الوطنية” بقيادة أحمد مسعود، وتتمركز هذه الجبهة في الوادي المعروفة بتضاريسه الوعرة.
وكتبت الجبهة الوطنية للمقاومة على “تويتر” أنها لا تزال تسيطر على “مواقع استراتيجية” في الوادي، مضيفةً أن “النضال ضد طالبان وشركائها سيستمرّ”.
وفي تطورات الشأن الأفغاني، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس، أنه التقى قادة حركة طالبان الأفغانية، حيث أكد على التزام المنظمة الدولية بتسليم مساعدات إنسانية “دون تحيز”.
وأضاف غريفيثس عبر “تويتر” أنه أكد أيضا على “حماية الملايين من المحتاجين في أفغانستان”.
ومن جانبه، أعلن المتحدث باسم طالبان محمد سهيل شاهين، أن غريفيثس التقى الملا عبدالغني برادر، رئيس المكتب السياسي للحركة في كابل.
وأشار شاهين عبر “تويتر” إلى أن وفد الأمم المتحدة “تعهد باستمرار المساعدات الإنسانية”.
هذا، وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الأفغان، على وقف العنف فورا، وذلك في تقرير رفع إلى مجلس الأمن نهاية الأسبوع، وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في أفغانستان.
وكتب غوتيريش في الوثيقة “أدعو إلى وضع حد فوري للعنف واحترام أمن وحقوق جميع الأفغان واحترام التزامات أفغانستان الدولية، بما في ذلك جميع الاتفاقيات الدولية التي تعهد بها هذا البلد”.
وأضاف في هذه الوثيقة الصادرة في سياق تجديد تفويض البعثة السياسية للأمم المتحدة في أفغانستان الذي ينتهي في 17 سبتمبر “أدعو طالبان وجميع الأطراف الأخرى إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية الأرواح وضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية”.