«نهاية إيدي».. رواية فرنسية تهاجم ترامب واليمين المتطرف

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

نشرت مجلة "نيو ريبابلك" الأمريكية تحليلا لرواية "نهاية إيدي" التي اختار الأديب الفرنسي إدوارد لويس منطقة "هالن كورت" المدينة المهجورة والبائسة كي تكون مسرح لأحداثها، والتي تبعد عن مدينة باريس نحو 100 ميل.
ولفتت المجلة إلى أن لويس كتب الرواية  في الـ21 من عمره، وتجسد صورة مقاربة من نشأته في إحدى المدن الصناعية الفرنسية، ووصفت  مكان وقوع أحداث الرواية في "هالن كورت"، والتي تمحورت فيها الحياة لسنين طوال حول العمل في المصنع، على مدار الساعة يتناوب العمال في نوبات صباحية ومسائية لضمان استمرار العمل.

المدينة كما تصفها الرواية قاحلة ورمادية، ولكن تبقى الرطوبة هي الميزة الرئيسية لها، والذي نتج من اختلاط دخان المصنع بالرطوبة المتصاعدة من البرك القريبة للمدينة.

وأضافت المجلة أن لويس ينقل في الرواية الصعوبات التي يواجهها العمال الفرنسيين الفقراء، وكذلك ما يعانيه "إيدي بلوجويل" المراهق المثلي بطل الرواية، مشيرة إلى أن العمل الأدبي "يعرض ماحدث في تسعينات القرن الماضي من تضاؤل العمل بالمصنع، وحالة الملل التي تسبب فيها ارتفاع معدلات البطالة، وتسببت في تغيير النسيج الإجتماعي المهترئ للمدينة، وانتشار الإدمان والعنف والغضب بين أهالي المدينة".

وتساءلت عن مدى تشابه تلك الأحداث، مع ما يجري بالولايات المتحدة من اتجاه المدن الصناعية المتراجعة إلى انتخاب ترامب، وكذلك فرنسا التي شهدت اتجاه غالبية أصوات المدن الصناعية إلى انتخاب ممثلة اليمين المتطرف مارين لوبان -رغم خسارتها بعملية التصويت. 

وأضافت أن "جاكي بلوجيل" والد بطل الرواية، يجسد تأثير التدهور الاقتصادي على عمال الطبقة المتوسطة، حيث ينعته أهالي المدينة بـ"المتكاسل" بعد فشله في إيجاد عمل بعد إصابته".

وتابعت المجلة تحليل الرواية، فعلى الرغم من ضيق ذات اليد، لا زال "جاكي" -والد البطل -متردد في السماح لزوجته بريجت بالعمل، ففكرة عدم كونه المعيل الوحيد لأسرته، يصعب عليه تحملها، وأسرته تعيش على شيكات الضمان الإجتماعي، وتواجه صعوبة في توفير أساسيات المعيشة، وتؤطر الرواية للإذلال الذي تعيشه الأسرة بفكرة "نحن ضدهم" في المجتمع الفرنسي.

وطبقًا للرواية، فالمجتمع الفرنسي ينقسم إلى "الأغنياء أو من يملكون، الذين يعيشون في أماكن أخرى غير هنا، ويتكلمون ويتصرفون بتباهي، ويتخرجون من الجامعة ويترددون على المسارح"، وهناك أيضًا "البسطاء، من يلعبون الكرة ويشربون الكحوليات، ويعرفون كيف يقضون وقتًا ممتعًا".

وتضيف المجلة، أن هذا النوع من الوعي الطبقي، يظهر في وصف الرواية لنمط الحياة المتمثل في الفقر، مضيفة أن كرامة الشخصيات في الرواية تمنعهم من الاعتراف بمدى تأثير النظام الذي ولدوا فيه وتحكمه في حياتهم، ويسعى رجال المدينة للتغلب على عارهم، بـ"تجسيد كل القيم الذكورية محل التقدير" كما وصفهم لويس.

وأشارت إلى أنه عند نشر الرواية في فرنسا عام 2014، أثار لويس حالة من الجدل بعد أن أعلن أن كل أحداث الرواية بدءًا من المثلية الجنسية حتى أحداث العنف، أحداث حقيقية 100%.

وفي الرابع من مايو الماضي، وقبل أيام قليلة من الإنتخابات الرئاسية الفرنسية، كتب إدوارد لويس، عن عقلية اليمين المتطرف في افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" تحت عنوان "لماذا صوت أبي للوبان"، وجائت الافتتاحية على عكس رواية "نهاية إيدي" في إطار سياسي، وتنتهي الافتتاحية إلى استنتاجات واضحة، وهي أن العنصرية وكراهية الأجانب، أمر مغر للطبقة العاملة التي تجدها الفرصة الوحيدة التي يمكن من خلالها الحصول على اعتراف المؤسسة السياسية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على