بعد تصريحاته الصادمة.. متى ينفذ صبر ترامب تجاه قطر؟

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

اهتم عدد من المحللين السياسيين بمتابعة التحولات الأخيرة في سياسات التعاون القطرية الأمريكية، إذ أخذ البيت الأبيض بقيادة الرئيس دونالد ترامب في الأيام الأخيرة منحا مفارقا عن سابقه باراك أوباما في التعاون مع الإمارة الخليجية.

وتميزت العلاقات الأمريكية القطرية بتعاون وثيق في الرؤى والسياسات خلال السنوات الماضية، إذ تحتضن الإمارة الخليجية قاعدة عسكرية أمريكية تعد الأكبر في المنطقة، إلى جانب إمضاء عدد من المعاهدات الثنائية والاقتصادية بين الدولتين.

في الذاكرة الأمريكية

ويرجح محللون سياسيون أن نقطة المفارقة في العلاقات بين الدولتين بدأت مع صعود رحلة ترامب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، إذ أن وسائل الإعلام القطرية – بينها الجزيرة شبه الحكومية- سخرت منابرها وفضائها لدعم حملة هيلاري كلينتون المنافس الأبرز لترامب في الانتخابات الرئاسية، وشنت في سبيل ذلك حملات مناوئة للرئيس الحالي.

الخلافات بين الدوحة وواشنطن ظهرت على المشهد السياسي وفق سياسيين في تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد، إذ قال إن ترامب يواجه مشاكل قانونية في بلاده، كاشفا عن توتر في العلاقة مع إدارة الرئيس الأمريكي، وعند الإشارة إلى مدى تأثير ذلك على العلاقات بين البلدين، قال تميم: "إن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره".

 وعلى الرغم من نفي الوكالة الرسمية القطرية المنسوب لها حوار تميم إلا أن محللين رأوا في ذلك استدلالا على توتر حقيقي العلاقات وهو ما حاولوا تأكيده بما ظهر جليا بعد حملة قطع العلاقات مع قطر، وقالوا إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحرص لدى حديثه في أي مناسبة على الإشارة لدور قطر في دعم الإرهاب، مبديا بذلك دعمه للعواصم الخليجية والعربية التي أعلنت قطع علاقاتها مع الدوحة.

نغمة التصعيد

وبعد إعلان مصر و3 دول خليجية قطع العلاقات مع قطر أعرب ترامب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" دعمه للقرار، ثم خرج البيت الأبيض معلنا في بيان صحفي دعوته لتجاوز الخلاف الخليجي وحل الأزمة بالحوار، وبعد انضمام دول جديدة لحملة المقاطعة وإعلان الجيش الليبي تورط قطر في تمويل الجماعات المسلحة والعمليات الإرهابية على أرض بلاده، فضلا عن دخول الأردن وموريتانيا على نفس الخط مع فشل سعي الكويت في عمل مصالحة خليجية، بدأ الرئيس ترامب جولة هاتفية مع زعماء عدد من البلدان المنوطة بالأزمة بينها الإمارات والسعودية وأمير قطر، وأثنت وسائل إعلام قطرية على المباحثات الهاتفية بين أمير بلادهم وزعيم البيت الأبيض، منوهة بوجود تفاهمات بين الزعيمين خلال مكالمتهما.

صدمة مربكة

لكن الصدمة حلت بالساسة القطريين مع مضي الأزمة في طريق الاتساع، إذ اختار ترامب نهج الصراحة وذكر دور قطر التاريخي في تمويل الإرهاب وأذرعه، كما دعا الدوحة إلى الوقف الفوري عن دعم المتطرفين، في لقاء مع وسائل الإعلام خلال زيارة رئيس وزراء رومانيا إلى واشنطن، وهو ما حدا بالجزيرة "البوق الإعلامي القطري" إلى تحريف خطابه.

وأكد ترامب في خطابه أنه قرّر مع وزير الخارجية ريكس تيليرسون والجنرالات والعسكريين بأن الوقت قد حان لدعوة قطر بأن توقف التمويل ويجب عليهم أن يوقفوا هذا التمويل وتمويل الأيديولوجية المتطرفة.

وألمح الرئيس الأمريكي إلى اشتراكه من البداية في قرار قطع علاقات بعض الدول مع قطر، موضحا أنه على ضوء مؤتمر الرياض تحدث إليه عدد من الدول عن مواجهة قطر بسبب سلوكها، وأضاف: "لذلك كان يجب علينا أن نصل إلى قرار: هل نمضي قدمًا في مواجهة قطر عبر الطريق السهل، أم في النهاية يجب علينا أن نسلك الطريق الصعب ولكن بإجراءات ضرورية؟".

وقال ترامب إن معركة وقف تمويل الإرهاب تبدأ من الدوحة، موضحا أن الأمر ليس سهلا، لكن الولايات المتحدة ستفوز مع شركائها في نهاية المطاف"، بحسب تعبيره.

الصدمة السياسة دفعت وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن خلال لقاء إعلامي بقناة "أر تي" الروسية، لإبداء استغرابه من موقف ترامب الأخير، وقال: إن العلاقة التي تربط دولة قطر بالولايات المتحدة هي علاقة تاريخية وامتدت لعقود، وبعد توقيع اتفاقيات التعاون العسكري، واتفاقيات تقديم التسهيلات العسكرية، بذلت قطر جهودا كبيرة لمكافحة الإرهاب وقدمت الكثير مع حلفائها، وعلى رأس هؤلاء الحلفاء، الولايات المتحدة.

وتابع: من المستغرب أن يكون تصريح الرئيس مبني على آراء رؤساء دول لهم مواقف سياسية معروفة من قطر. 

وتشكل مواقف الرئيس الأميركي دعما مؤكدا لتحرك دول على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لمواجهة دعم قطر للتنظيمات الإرهابية وتقويض الأمن العربي، والتي انضمت إليها عدة كليبيا واليمن والمالديف وموريشيوس وموريتانيا، كما قامت عواصم أخرى بخفض تمثيلها الديبلوماسي مع الإمارة الخليجية كالأردن.

فإلى أي نقطة سيقفز نهج ترامب الصارم تجاه تميم؟ ربما هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.

شارك الخبر على