بعد وفاة والدهما بالطائرة.. الابن البكر للشهابي طيار والآخر مهندس طيران

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

‭ ‬قال‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬الأهلية‭ ‬لتعويض‭ ‬أهالي‭ ‬ضحايا‭ ‬الطائرة‭ ‬المنكوبة،‭ ‬شقيق‭ ‬أحد‭ ‬المتوفين،‭ ‬كمال‭ ‬الشهابي‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬المواقف‭ ‬عندما‭ ‬أبلغ‭ ‬المرحوم‭ ‬والده،‭ ‬والدته،‭ ‬بمجريات‭ ‬الحادث‭ ‬ووفاة‭ ‬ابنهما،‭ ‬إذ‭ ‬بقيت‭ ‬والدته‭ ‬مكلومة‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭.‬

وبين‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تنس‭ ‬اللقاء‭ ‬الأخير‭ ‬مع‭ ‬المرحوم‭ ‬وما‭ ‬تبادلاه‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬وتتأثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬العائلة‭ ‬فجعت‭ ‬بوفاة‭ ‬عادل‭ ‬الشهابي،‭ ‬ولم‭ ‬يحزن‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬بقدر‭ ‬حزن‭ ‬وفاة‭ ‬أخيه‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬نهايته‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭.‬

وتابع‭ ‬أنه‭ ‬قصد‭ ‬فندق‭ ‬الخليج،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مقرا‭ ‬لجمع‭ ‬ذوي‭ ‬الضحايا‭ ‬لعرض‭ ‬صور‭ ‬المتوفين‭ ‬للتعرف‭ ‬عليهم،‭ ‬وعندما‭ ‬شاهد‭ ‬صورة‭ ‬المرحوم‭ ‬كان‭ ‬بوجه‭ ‬واضح‭ ‬بعكس‭ ‬ضحايا‭ ‬آخرين‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬وضعيات‭ ‬صعبة‭ ‬ووجوه‭ ‬مشوهة‭.‬

ولفت‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬بفيلم‭ ‬“رحلة‭ ‬الموت”‭ ‬الوثائقي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مقبرة‭ ‬المحرق‭ ‬كانت‭ ‬ممتلئة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬لتشييع‭ ‬الضحايا‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬كان‭ ‬يقدم‭ ‬روايته‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬وقوع‭ ‬الطائرة‭ ‬بتلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وهل‭ ‬كان‭ ‬فنيا‭ ‬أو‭ ‬بشريا،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬نتائج‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق،‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬خطأ‭ ‬بشري‭ ‬لدى‭ ‬كابتن‭ ‬الطائرة‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭)‬،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬مساعد‭ ‬الطيار‭ ‬متمرسا‭ ‬بالمهنة،‭ ‬وحاولت‭ ‬قمرة‭ ‬القيادة‭ ‬تفادي‭ ‬الحادث‭.‬

وعن‭ ‬اللجنة‭ ‬الأهلية‭ ‬لتعويض‭ ‬أهالي‭ ‬الضحايا‭ ‬ومرورها‭ ‬بظروف‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬متوافرة،‭ ‬رد‭ ‬الشهابي‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬تشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬بحث‭ ‬تعويض‭ ‬الأهالي‭ ‬بشكل‭ ‬مناسب‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬عرض‭ ‬التعويض‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بمبلغ‭ ‬غير‭ ‬متوقع،‭ ‬حيث‭ ‬عُرِض‭ ‬على‭ ‬الأهالي‭ ‬مبلغ‭ ‬75‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬للشخص‭ ‬الواحد‭ (‬قرابة‭ ‬28‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭).‬

وقال‭: ‬تواصل‭ ‬أهالي‭ ‬الضحايا‭ ‬وجرت‭ ‬اتصالات‭ ‬للانضمام‭ ‬للجنة،‭ ‬وتألفت‭ ‬من‭ ‬محمد‭ ‬حمادة‭ ‬رئيسا،‭ ‬وعضوية‭ ‬المحامي‭ ‬حسن‭ ‬بديوي‭ (‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المحامين‭ ‬حاليا‭)‬،‭ ‬والمحامي‭ ‬أحمد‭ ‬العريبي،‭ ‬والمرحوم‭ ‬عيسى‭ ‬عجلان‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬تواصلت‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬طلباتها‭ ‬الاستماع‭ ‬لتسجيلات‭ ‬الصندوق‭ ‬الأسود،‭ ‬ولكن‭ ‬اعتذر‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬سعت‭ ‬لحل‭ ‬مشكلات‭ ‬واجهت‭ ‬بعض‭ ‬عوائل‭ ‬الضحايا،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬القانونية‭ ‬والشرعية‭.‬

أما‭ ‬التحرك‭ ‬اللافت‭ ‬للجنة‭ ‬فهو‭ ‬ما‭ ‬تلقته‭ ‬من‭ ‬اتصال‭ ‬من‭ ‬محامين‭ ‬إسبانيين‭ ‬ومقر‭ ‬مكتبهم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬ومتخصصين‭ ‬في‭ ‬الترافع‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬حوادث‭ ‬الطيران‭.‬

وقال‭ ‬الشهابي‭ ‬إنه‭ ‬جرى‭ ‬توكيل‭ ‬المكتب‭ ‬لرفع‭ ‬قضية‭ ‬بمحكمة‭ ‬فرنسية،‭ ‬والسبب‭ ‬لأن‭ ‬مقر‭ ‬الشركة‭ ‬المصنعة‭ ‬للطائرة‭ ‬المنكوبة‭ ‬في‭ ‬باريس‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬قبلت‭ ‬الدعوى‭ ‬شكليا،‭ ‬وفي‭ ‬الطريق‭ ‬لبحثها‭ ‬موضوعيا‭ ‬فقد‭ ‬جرت‭ ‬تسوية‭ ‬خارج‭ ‬قاعة‭ ‬المحكمة‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالبحرين،‭ ‬ما‭ ‬قاد‭ ‬لرفع‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬ليكون‭ ‬بشكل‭ ‬عادل‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬المحكمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬نظام‭ ‬منصف‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تعويض‭ ‬الضحايا،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬مساواة‭ ‬الجميع‭ ‬بتعويض‭ ‬بمبلغ‭ ‬واحد‭ ‬وإنما‭ ‬يجري‭ ‬تحديد‭ ‬قيمة‭ ‬التعويض‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد‭ ‬باحتساب‭ ‬عمره‭ ‬ومتوسط‭ ‬الأعمار‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬المتوفى‭ ‬وكم‭ ‬عدد‭ ‬سنوات‭ ‬عمله‭ ‬قبل‭ ‬التقاعد‭ ‬ومبلغ‭ ‬المعاش‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬يعيلهم‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬معايير‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬مبلغ‭ ‬عادل،‭ ‬وبالفعل‭ ‬جرى‭ ‬صرف‭ ‬مبالغ‭ ‬التعويض‭ ‬وقبل‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭ ‬عدا‭ ‬ذوي‭ ‬متوفى‭ ‬واحد‭ ‬قرروا‭ ‬مواصلة‭ ‬الإجراءات‭ ‬القضائية‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬بما‭ ‬انتهوا‭ ‬إليه‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬مبالغ‭ ‬التعويضات‭ ‬متفاوتة،‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬مجموعها‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعوائل‭ ‬الضحايا‭ ‬أكثر‭ ‬بـ4‭ ‬أو‭ ‬5‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬العرض‭ ‬الأول‭ ‬للتعويض،‭ ‬وكان‭ ‬التعويض‭ ‬للشخص‭ ‬الواحد‭ ‬يفوق‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬يورو،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬عملة‭ ‬اليورو‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬متابعة‭ ‬القيادة‭ ‬لموضوع‭ ‬الحادث‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬وقوعه‭ ‬وتضامنها‭ ‬المطلق‭ ‬مع‭ ‬عوائل‭ ‬الضحايا‭ ‬كانت‭ ‬بلسما‭ ‬للجميع،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬والأمير‭ ‬الراحل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لمجالس‭ ‬التعزية،‭ ‬متذكرا‭ ‬مواساتهم‭ ‬للعائلة،‭ ‬وكان‭ ‬لذلك‭ ‬أطيب‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الجميع‭.‬

وعما‭ ‬إذا‭ ‬ترك‭ ‬الحادث‭ ‬“فوبيا”‭ ‬أو‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬سلبي‭ ‬لدى‭ ‬العائلة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬رحلة‭ ‬للسفر،‭ ‬أجاب‭ ‬الشهابي‭ ‬بأنه‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فالابن‭ ‬البكر‭ ‬للمرحوم‭ ‬يوسف‭ ‬أصبح‭ ‬طيارا،‭ ‬وأخوه‭ ‬الأصغر‭ ‬محمد‭ ‬أصبح‭ ‬مهندسا‭ ‬للطيران،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬لوالدهما‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬عليهما‭.‬

شارك الخبر على