المبدع محمد الصقر لـ “البلاد” لإنشاء كليات متخصصة في الـ “٣D”
ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد
جمع معلومات وثائقي الطائرة المنكوبة خلال عام
أكثر من مليوني مشاهدة لوثائقي الزكاة مع الشيخ الحسيني
الجامعات تدرِّس الـ “3D” بشكل سطحي وهامشي
الهندسة المعمارية المجال الأكثر نشاطا بـ “الثري دي”
تخصصت بتقنية ثلاثية الأبعاد واخترته لشغفي به
بنيت أطول برج في البحرين عبر الـ “3D”
أطمح لإنشاء معهد “أون لاين” لاكتشاف المواهب وبرامجه مجانية
دعا مصمم تقنية ثلاثية الأبعاد “الثري دي” المبدع محمد الصقر إلى اطلاق كليات متخصصة في هذه التقنية، وبقية التخصصات الفرعية منها، مؤكداً أثناء حديثه لـ “البلاد” بأنه تخصص المستقبل.
وأوضح الصقر بأن العديد من الناس يحاولون الاستفادة من هذا العلم، بالتواصل معه، وعبر الدروس المتوفرة بالأون لاين، لافتاً إلى أنه تخصص تمتزج فيه الأفكار مع الإبداع والنزول الميداني معاً.
كيف كانت بدايتك مع “الثري دي” ؟
البداية كانت في تخصصي بتقنية ثلاثية الأبعاد في العام 2005 ولقد اخترت هذا المجال لشغفي به، على الرغم من عدم وجود المعاهد المتخصصة حينها، حيث اهتممت بأخذ الدروس الذاتية عن طريق “الأون لاين” والتي واكبت ظهور “اليوتيوب” عبر برنامج يسمى بـ “ثري دي ماكس”.
وهذا النوع من التخصصات يمكنك من الإبداع في مجالات كثيرة وعديدة، سواء كنت مخرجا أو مهندسا معماريا أو مهندسا ميكانيكا، أو حتى في تصميمات الألعاب والخدع البصرية والمؤثرات الخاصة الفيزيائية.
ما أهم نتاجات أعمالك بهذا المجال؟
أول تجربة خضتها كانت في العام 2006، حيث صممت فيلا، وثاني مشروع كانت تجربتي مع المخرج الكبير أحمد يعقوب المقلة في مسلسل سماء الثانية العام 2009، وكان المشهد عن تصوير حادث لسيارة، حيث ذهبت بالبداية لمكان التصوير ومعاينته، ومعرفة آلية تحرك الكاميرا، ومعرفة نوع السيارة.
ويتقسم العمل على مرحلة ما قبل الإنتاج، وخلاله، وبعده، وفي الإنتاج يتم أخذ التصوير اللازم، وأذكر أن الممثل حينها كان عبدالله ملك، ثم تتم المعالجة بعد التصوير في الحاسب الآلي عبر تقنيات وبرامج خاصة، ونظرا لطبيعة المخرج الكبير الذي أعمل معه، ورغبتي في الخروج بإنتاج جيد، فلقد سعيت بأن أخرج بأفضل منتج يلامس الواقع.
ثم كانت لي تجربة مع أبراج “بحرين بي” التابعة لمجموعة بن فقيه، ولقد كانت تجربة جميلة، دمجت خلالها الفيديو مع تقنية “الثري دي”، كما كانت لي تجربة مع شركة “غولدن غيت” لبناء أطول برج في البحرين.
ما العمل الذي يمثل نقطة تحول حقيقي لك؟
فيلم وثائقي ساهمت في إعداده العام 2015، عن حادثة سقوط رحلة طيران الخليج رقم (72) العام 2000، ولقد كان هنالك نقاش مع الأخ وليد الذوادي والذي كان مهتما بالفكرة، وبعد أخذ الموافقات بدأنا العمل على الفكرة بجمع المعلومات والصور اللازمة، والمرحلة الثانية كانت في لقاء عوائل الضحايا، حيث كانت مرحلة صعبة للغاية، وقد أجرى حينها الإعلامي أنور أحمد التغطيات معهم.
ولقد أخذ منا هذا الفيلم، عاما كاملا فقط لتجميع المعلومات، وبعد إجراء المقابلات، أجرينا السيناريو، ثم بدأنا بتوظيف الجرافيك في تصوير الطائرة، وكيف سقطت، وساعدنا مدير سلامة الطيران بشركة طيران الخليج حينها صلاح مدرار في معرفة أبسط تفاصيل الحادثة، وحقق الفيلم نسبة مشاهدات 20 ألفا خلال يوم واحد، وحاليا تخطى النصف مليون.
كما كانت لي تجربة أخرى مع الشيخ حسن الحسيني بتصوير فيلم وثائقي عن الزكاة، ويتخلله حادث سيارة بتقنية “الثري دي”، ولقد حقق هذا الفيلم مليونَي مشاهدة.
هل سبق أن استخدمت الطائرات الدرون في التصوير؟
نعم في العام 2013، وكانت تجربة جميلة.
وماذا عن تجارب العمل خارج البحرين؟
سبق لي ان عملت في كل من الامارات وقطر والكويت بأعمال محددة.
لماذا هنالك شح بالإقبال على هذه التخصصات النادرة والمطلوبة؟
صعوبة استخدام البرامج الخاصة بها، وهو أمر قابل للحلحلة مع وجود وفرة الدروس الخاصة بـ “الثري دي” المتوفرة بالنت، وعدم معرفة طبيعة التخصص الذي يحتاجه الفرد أو الذي يمكن له أن يبدع فيه.
هل هنالك جهات محلية تتبنى تخصص “الثري دي”؟
موجود في عدد من الجامعات، ولكن بشكل سطحي وهامشي، أي أنه لا يتعمق في هذا المجال بشكل ينفع الدارسين، والذي يختص في كل صغيرة وكبيرة، كالإضاءة والـ “الديزاين” وتفاصيل الديكور.
ما الجانب الربحي هنا والذي قد يشجع الشباب على الإقبال عليه؟
من أكبر المجالات النشطة بـ “الثري دي” هو الهندسة المعمارية، والذي يشمل بناء الأبراج على سبيل المثال للشركات العقارية الكبرى والتي تسعى لعرضه بشكل مجسم للجمهور. أما الخدع البصرية، فليس لدينا مسلسلات أو أفلام بكثرة تساعد بذلك، كما أن الجانب الربحي في الألعاب لا يزال محدوداً.
هل العنصر النسائي الأكثر إقبالا على هذا التخصص أم الرجالي؟
الرجالي، حيث إن أغلب المقبلين للاستفادة مني شخصيا بهذا المجال هم من الرجال.
ما الذي تطمح اليه في المستقبل؟
إنشاء معهد “أون لاين” والذي سيساعد الناس على اكتشاف مساراتهم في التخصصات الشبيهة، وستكون أبوابه مفتوحة لكل الهواة والمهتمين، وستكون أساسيات البرنامج مجانية؛ لكي تتعرف الناس على البرنامج، وتكون لديهم الرغبة في الإقبال عليه.
ما التسهيلات التي تدعو لها لإحياء مثل هذه التخصصات في البحرين؟
في الجانب التعليمي المتعلق بـ “الثري دي”، فلقد أصبح متواجدا في كل جوانب حياتنا، خصوصا مع قدوم شبكة الجيل الخامس، حيث أصبحت واجهات أغلب الهواتف “ثري دي” والتي تعطيك مؤشرات بأننا مقبلون عليه بالمستقبل بقوة بالفترة المقبلة.
من الأهمية أن يطرح هذا التخصص بشكل كليات منفردة بالجامعات، وليس مادة تدرس فرعية على عجالة، خصوصا مع تفرع الكثير من التخصصات التقنية الأخرى منه، وكلها مهمة وذات تأثير، وسوف تكون ذات نفع كبير للشباب، فهذه التقنية هي المستقبل، ولكن لا توجد جهة تبنتها بعد.
ما الممتع في هذا التخصص؟
إنه يساعد على صناعة أفلام هادفة، فمجال “الجرافيك” رسالة، وإذا مزجت الفكرة بالإبداع، سوف تخرج بمضمون جميل ومؤثر وهادف.
ما حلمك؟
أن تكون لي فرصة زيارة هوليود والاستفادة من تجاربهم الكبيرة في هذا المجال، والذي يتخصص به الجميع بأدق التفاصيل، منها تخصص خاص بإطلاق الشرارة، فلك أن تتخيل الإبداع هنا.