كاظم مؤنس الفيلم التسجيلي من أهم الأسلحة الفكرية الموجهة للداخل والخارج

أكثر من سنتين فى البلاد

نعاني‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬الإيمان‭ ‬بدور‭ ‬الفيلم‭ ‬ووظيفته‭ ‬الفكرية‭ ‬والتربوية

على‭ ‬المترجم‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬بنكهة‭ ‬وثقافة‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬يترجم‭ ‬منها

السينما‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬بل‭ ‬تعقدت‭ ‬بسبب‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والإلكتروني

المسرح‭ ‬فن‭ ‬إنساني‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬لكنه‭ ‬بهويات‭ ‬ثقافية‭ ‬متعددة

 

هناك‭ ‬دائما‭ ‬أدباء‭ ‬ومفكرون‭ ‬يعتبرون‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬وتجتمع‭ ‬فيهم‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجعلهم‭ ‬رموزا‭ ‬وصورة‭ ‬صادقة‭ ‬لعصرهم،‭ ‬وكاظم‭ ‬مؤنس‭ ‬أستاذ‭ ‬الإعلام‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬بقسم‭ ‬الإعلام‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة،‭ ‬أحد‭ ‬أولئك‭ ‬الرواد‭ ‬الذين‭ ‬أغنوا‭ ‬المكتبة‭ ‬العربية‭ ‬بكنوز‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المعارف،‭ ‬وحيدا‭ ‬بلغته‭ ‬منفردا‭ ‬بأسلوبه‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مؤلفاته‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعا‭ ‬وانتشارا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭.‬

لكاظم‭ ‬شخصيته‭ ‬المتميزة‭ ‬ومنهجه‭ ‬الخاص‭ ‬ورأيه‭ ‬المستقل‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأدب‭ ‬والفكر‭ ‬والفن‭ ‬برع‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬البراعة،‭ ‬ووجدت‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬وشقاء‭ ‬صياغة‭ ‬وطرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القامة‭ ‬بتجاربها‭ ‬وخبراتها‭ ‬ومشاهداتها،‭ ‬وأخيرا‭ ‬وقفت‭ ‬أمامه‭ ‬بصلابه‭ ‬وعزم‭ ‬وثقة‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬وأجريت‭ ‬معه‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

 

‭ ‬مسرحيا‭.. ‬كيف‭ ‬بمقدورنا‭ ‬إيصال‭ ‬صوتنا‭ ‬صافيا‭ ‬مؤثرا‭ ‬إلى‭ ‬أوسع‭ ‬قاعدة‭ ‬شعبية؟

البلدان‭ ‬والدول‭ ‬ترقى‭ ‬وتبقى‭ ‬بفنونها،‭ ‬والفنون‭ ‬بكل‭ ‬مجالاتها‭ ‬وتخصصاتها‭ ‬تسهم‭ ‬بفاعلية‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬ونشر‭ ‬هوية‭ ‬وثقافة‭ ‬الشعوب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬تلعبها‭ ‬وتؤديها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬حياتية‭ ‬مختلفة،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬أنها‭ ‬تسهم‭ ‬كثيرا‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬ديالكتيك‭ ‬الحياة‭ ‬وجدلية‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأشياء‭ ‬ومرجعياتها‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنميتها‭ ‬للقدرات‭ ‬الإبداعية‭ ‬والمهارات‭ ‬المعرفية‭ ‬وتوسيع‭ ‬أفق‭ ‬النظر‭ ‬وتعميق‭ ‬الوعي‭ ‬وترسيخ‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الوحدة‭ ‬مجتمعية،‭ ‬ولطالما‭ ‬كان‭ ‬الفن‭ ‬إنسانيا‭ ‬معولما‭ ‬يتجاوز‭ ‬مشكلات‭ ‬اللغة‭ ‬والأبعاد‭ ‬الزمكانية،‭ ‬ولطالما‭ ‬عمل‭ ‬أيضا‭ ‬رقي‭ ‬وتنامي‭ ‬الحضارات‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتخليدها‭ ‬عبر‭ ‬حواره‭ ‬الحسي‭ ‬والفكري‭ ‬والإنساني‭ ‬في‭ ‬آثاره‭ ‬وإنجازاته‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬الفنان‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭. ‬

ولو‭ ‬دأبنا‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬الفن،‭ ‬فلن‭ ‬ننتهي‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬أدواره‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفكري‭ ‬والنفسي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬

ويأتي‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬الفنون؛‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬الفنون‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬الإنسان،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الطقوس‭ ‬الدينية‭ ‬ونشأة‭ ‬المجتمعات‭ ‬البدائية‭ ‬الأولى،‭ ‬ولذلك‭ ‬جاءت‭ ‬العبارة‭ ‬الشهيرة‭ ‬“أعطني‭ ‬مسرحا‭ ‬أعطيك‭ ‬شعبا‭ ‬مثقفا”؛‭ ‬لأنه‭ ‬حامل‭ ‬لرسالة‭ ‬وهي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬تمثل‭ ‬إرهاصات‭ ‬مجتمع‭ ‬ما‭ ‬ولأنها‭ ‬كذلك،‭ ‬فهي‭ ‬تعكس‭ ‬بالضرورة‭ ‬قيما‭ ‬إيجابية‭ ‬كالوحدة‭ ‬المجتمعية‭ ‬وزيادة‭ ‬التسامح‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تسهم‭ ‬برصد‭ ‬الظواهر‭ ‬والتحديات‭ ‬وتشير‭ ‬إليها،‭ ‬وهنا‭ ‬يفعل‭ ‬المسرح‭ ‬دوره‭ ‬الإعلامي‭ ‬وليس‭ ‬الفني‭ ‬فحسب؛‭ ‬لذا‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الاستمرار‭ ‬برفد‭ ‬وبث‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬مناحي‭ ‬حياتية‭ ‬مختلفة‭ ‬تمس‭ ‬روح‭ ‬الشعوب‭ ‬وتطلعاتها‭ ‬وهذا‭ ‬دوره‭ ‬الأساسي‭ ‬ووظيفته‭ ‬الكبرى،‭ ‬عندها‭ ‬فقط‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬شعبية‭ ‬تتلقى‭ ‬رسائل‭ ‬مسرحية‭ ‬تعكس‭ ‬كل‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬وحبه‭ ‬للخير‭ ‬والتقدم،‭ ‬ولكي‭ ‬تؤسس‭ ‬لتشكيل‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة‭ ‬الشعبية‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬بكافة‭ ‬مراحلها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السعي‭ ‬على‭ ‬تنامي‭ ‬وتطوير‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬والأعمال‭ ‬والمشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬لخلق‭ ‬مناخ‭ ‬مسرحي،‭ ‬تجد‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬المختلفة‭ ‬تطلعاتها‭ ‬وآمالها،‭ ‬تجد‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬يعنيها‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأساس،‭ ‬آنذاك‭ ‬فقط‭ ‬تخلق‭ ‬مسرحا‭ ‬وصوتا‭ ‬صافيا‭ ‬يمس‭ ‬وحدات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مجتمعية‭ ‬مختلفة‭. ‬

‭ ‬ثلاثة‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬غيروا‭ ‬وجه‭ ‬الفن‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬كوبو‭/ ‬وأرتو‭/ ‬وفيلار‭. ‬من‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرك‭ ‬الذين‭ ‬غيروا‭ ‬وجه‭ ‬المسرح‭ ‬العربي؟

يجب‭ ‬أن‭ ‬نتفق‭ ‬بأن‭ ‬للفن‭ ‬المسرحي،‭ ‬شأنه‭ ‬شأن‭ ‬جميع‭ ‬الفنون‭ ‬ذاكرة‭ ‬جمعية،‭ ‬فهو‭ ‬نتاج‭ ‬تراكمي‭ ‬للإنسان‭ ‬حيثما‭ ‬كان‭ ‬عبر‭ ‬العصور،‭ ‬وتشير‭ ‬الدراسات‭ ‬الآركيولوجية‭ ‬والتأريخية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬قد‭ ‬عرف‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬الآف‭ ‬السنين،‭ ‬والمنظرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وضعوا‭ ‬الطقوس‭ ‬الدينية‭ ‬البدائية‭ ‬والقديمة‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬النشاط،‭ ‬وبفضل‭ ‬التلاقح‭ ‬الحضاري‭ ‬والأدوار‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬البشرية‭ ‬تكونت‭ ‬ونضجت‭ ‬تأويلات‭ ‬ومحاكاة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬والأساطير‭ ‬التي‭ ‬عمل‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬تمثلها‭ ‬لإشباع‭ ‬حاجات‭ ‬مختلفة‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬تمس‭ ‬حياته‭ ‬وأشكال‭ ‬معيشته،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬استمرت‭ ‬الفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬بالديمومة‭ ‬والتطور‭ ‬والتنوع‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭. ‬وبإمكانك‭ ‬القول‭: ‬بأن‭ ‬ثمة‭ ‬ذاكرة‭ ‬جمعية‭ ‬لفن‭ ‬المسرح،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬وعلى‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬وقدم‭ ‬وألف‭ ‬وأضاف‭ ‬لهذه‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجمعية‭ ‬لتبقى‭ ‬حية‭ ‬ومتقدة،‭ ‬ولذلك‭ ‬من‭ ‬البديهي‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬المسرح‭ ‬فن‭ ‬إنساني‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬لكنه‭ ‬بهويات‭ ‬ثقافية‭ ‬متعددة‭ ‬حاله‭ ‬حال‭ ‬جميع‭ ‬الفنون‭ ‬الأخرى‭. ‬وتأسيسا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أصبح‭ ‬بالمكان‭ ‬أن‭ ‬القول‭: ‬المسرح‭ ‬الأوروبي‭ ‬والمسرح‭ ‬العربي‭ ‬والمسرح‭ ‬الإنجليزي‭ ‬وهكذا‭. ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نغفل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أدوار‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬اجترار‭ ‬تجارب‭ ‬مسرحية‭ ‬أقدم‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحاكاة‭ ‬أو‭ ‬النقل،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الترجمة‭ ‬والاقتباس‭ (‬سمها‭ ‬ما‭ ‬شئت‭) ‬وساعدت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عوامل‭ ‬عديدة‭ ‬لنسمها‭ ‬التلاقح‭ ‬الحضاري‭ ‬وسهولة‭ ‬التواصل‭ ‬والانتقال،‭ ‬وهنا‭ ‬برزت‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬الكثير‭ ‬الأسماء‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬مارون‭ ‬النقاش‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬ومعاصره‭ ‬أبو‭ ‬خليل‭ ‬القباني،‭ ‬من‭ ‬ثم‭ ‬جورج‭ ‬أبيض‭ ‬ويوسف‭ ‬وهبي‭ ‬والريحاني‭ ‬وشوقي‭ ‬والحكيم،‭ ‬ومع‭ ‬الحكيم‭ ‬تعرض‭ ‬بعض‭ ‬الكتاب‭ ‬والأدباء‭ ‬للمسرح،‭ ‬فكتبوا‭ ‬فيه‭ ‬مثل‭ ‬علي‭ ‬أحمد‭ ‬باكثير‭ ‬وعزيز‭ ‬أباظة‭ ‬والقائمة‭ ‬تطول‭ ‬والشيء‭ ‬نفسه‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬حقي‭ ‬الشبلي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والطيب‭ ‬الصديقي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬اللاحقة،‭ ‬وكما‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬للمسرح‭ ‬ذاكرة‭ ‬جمعية‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة‭  ‬تخبو‭ ‬وتشع‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬لتوصله‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭ ‬شكلا‭ ‬ومضمونا‭ ‬ومدارس‭ ‬مختلفة‭.‬

‭ ‬من‭ ‬النوافذ‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬نطل‭ ‬عبرها‭ ‬لمتابعة‭ ‬حركة‭ ‬واتجاهات‭ ‬الأدب‭ ‬والحضارة‭ ‬العالميين،‭ ‬تحتل‭ ‬الترجمة‭ ‬فيها‭ ‬مكان‭ ‬الطليعة‭. ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أننا‭ ‬مازلنا‭ ‬نفتقر‭ ‬إلى‭ ‬مؤلفات‭ ‬مترجمة‭ ‬عن‭ ‬ثقافة‭ ‬وفنون‭ ‬شعوب‭ ‬ما؟

بالتأكيد‭: ‬وعلى‭ ‬رأيك‭ ‬يتفق‭ ‬الجميع؛‭ ‬لأن‭ ‬الترجمة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬إخبار‭ ‬وتوصيل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬وما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬حولك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحضارة‭ ‬الشائكة‭ ‬والمعقدة‭ ‬جدا‭ ‬بكل‭ ‬إرهاصات‭ ‬الواقع‭ ‬اليومي،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬النوافذ‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬تطل‭ ‬من‭ ‬حافاتها‭ ‬على‭ ‬مساحات‭ ‬وألوان‭ ‬وتقاليد‭ ‬وتجارب‭ ‬إنسانية‭ ‬ووثقافية‭ ‬بألوان‭ ‬عديدة،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬التراجم‭ ‬الأمينة‭ ‬التي‭ ‬تحفظ‭ ‬لك‭ ‬روح‭ ‬النص‭ ‬ومزاجه‭ ‬وصبغته،‭ ‬ولكي‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬المترجم‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬بنكهة‭ ‬وثقافة‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬يترجم‭ ‬منها؛‭ ‬لأنها‭ ‬تنقل‭ ‬وتفصح‭ ‬عن‭ ‬المزاج‭ ‬الشعبي‭ ‬لذلك‭ ‬البلد‭ ‬ولذلك‭ ‬الشعب،‭ ‬وليس‭ ‬الكلام‭ ‬المعجمي؛‭ ‬لأن‭ ‬الفنون‭ ‬بطبيعة‭ ‬تشكلها‭ ‬وتشيئها‭ ‬نصوصا‭ ‬دلالية‭ ‬وجمالية‭ ‬تنضوي‭ ‬تحتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الفكرية‭ ‬والنفسية‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬الفنون‭ ‬الدرامية،‭ ‬ومنها‭ ‬المسرح‭ ‬وهذه‭ ‬القيم‭ ‬لن‭ ‬تجدها‭ ‬مرصوفة‭ ‬في‭ ‬المعجم؛‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يخبرك‭ ‬عنها،‭ ‬لذلك‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ترجمة‭ ‬من‭ ‬تحفظ‭ ‬روح‭ ‬النص،‭ ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تطالع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬المترجمة،‭ ‬التي‭ ‬ترميها‭ ‬بعد‭ ‬شرائها‭ ‬بسبب‭ ‬افتقار‭ ‬التراجم‭ ‬لما‭ ‬ذكرناه‭ ‬سابقا‭. ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الترجمة‭ ‬بذاتها‭ ‬ولنفسها‭ ‬عملا‭ ‬إبداعيا‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬بناء‭ ‬النص‭ ‬بلغة‭ ‬مختلفة‭.‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ ‬نعود‭ ‬لسؤالك‭ ‬المهم‭ ‬جدا،‭ ‬ولعلنا‭ ‬نتفق‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الترجمة‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬صميمها‭ ‬معبرا‭ ‬للتواشج‭ ‬الإنساني‭ ‬والثقافي‭ ‬والمعرفي‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وهي‭ ‬حاضنة‭ ‬للإرث‭ ‬الثقافي‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم‭ ‬والمعارف‭ ‬والمهارات،‭ ‬واليوم‭ ‬بحكم‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الاتصال‭ ‬والتقنيات‭ ‬جعلت‭ ‬التواصل‭ ‬أسهل‭ ‬بكثير‭ ‬ولأننا‭ ‬لا‭ ‬نعيش‭ ‬وحدنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحضارة‭ ‬يتوجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتابع‭ ‬منجز‭ ‬الآخر،‭ ‬وقراءتنا‭ ‬للآخر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُعد‭ ‬علامة‭ ‬سلام‭ ‬ومحبة‭ ‬يمكن‭ ‬للآخر‭ ‬أن‭ ‬يتلاقها‭ ‬بمشاعر‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬النوع‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مختلفا‭ ‬عنا‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء،‭ ‬وهذا‭ ‬أيضا‭ ‬يشجع‭ ‬الآخر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يهتم‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬بمنجزنا‭ ‬الثقافي‭ ‬والعلمي‭ ‬والمعرفي،‭ ‬وما‭ ‬أحوجنا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬لتأكيد‭ ‬مساهمتنا‭ ‬ودورنا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الحضارة‭ ‬الراهنة،‭ ‬علنا‭ ‬نستعيد‭ ‬دورنا‭ ‬الناصع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬التراث‭ ‬الإنساني،‭ ‬عندما‭ ‬شيدت‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬أغلب‭ ‬منجزها‭ ‬المترجم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أكتنزه‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬ومعارف‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬المختلفة،‭ ‬والترجمة‭ ‬على‭ ‬أهميتها‭ ‬اليوم‭ ‬نسجا‭ ‬من‭ ‬الاستكشاف‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لقراءة‭ ‬توجهات‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬فحسب‭ ‬لكسر‭ ‬الصوت‭ ‬الواحد‭ ‬والانطواء‭ ‬والتقوقع‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬النصوص‭ ‬المترجمة‭ ‬بإمكاننا‭ ‬الولوج‭ ‬للثقافات‭ ‬الأخرى‭ ‬عبر‭ ‬المنافذ‭ ‬المعرفية‭ ‬المترجمة،‭ ‬ونهاية‭ ‬القول،‭ ‬نعم‭ ‬كنا‭ ‬بحاجة‭ ‬ومازلنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬في‭ ‬الترجمة‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬المعرفة‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتلك‭ ‬دعوة‭ ‬لتشكيل‭ ‬دوائر‭ ‬ومؤسسات‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬الترجمة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬الوطن‭.‬

‭ ‬يقول‭ ‬المخرج‭ ‬السوري‭ ‬مأمون‭ ‬البني‭ ‬السينما‭ ‬العربية‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تجبر‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الثقافة‭ ...‬تعليقك؟

السينما‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬السينما‭ ‬كما‭ ‬كانت،‭ ‬بل‭ ‬تعقدت‭ ‬جدا‭ ‬صناعة‭ ‬السينما‭ ‬بسبب‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والإلكتروني‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬صناعتها‭ ‬وأصبح‭ ‬عمودها‭ ‬الفقري‭ ‬اليوم،‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬اليوم‭ ‬يحتمل‭ ‬مشاهدة‭ ‬فيلما‭ ‬مصنوعا‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬فترة‭ ‬السبعينات‭ ‬وما‭ ‬قبلها،‭ ‬فلنقل‭ ‬مجازا‭ ‬فيلما‭ ‬مصنعا‭ ‬باعتماده‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬والتركيب‭ ‬المونتاجي‭ ‬فقط‭ ‬ومكملات‭ ‬المسار‭ ‬الصوتي،‭ ‬وأنا‭ ‬شخصيا‭ ‬كأحد‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬وصناعة‭ ‬الفيلم،‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬الصناعة‭ ‬السينمائية‭ ‬أصبحت‭ ‬تعتمد‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬المؤثرات‭ ‬البصرية‭ ‬وتحولت‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬مما‭ ‬نسميه‭ ‬بالسينما‭ ‬الناعمة‭ ‬إلى‭ ‬السينما‭ ‬ذات‭ ‬المؤثرات‭ ‬البصرية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأساس‭ ‬وحتى‭ ‬السرد‭ ‬فيها‭ ‬يحتل‭ ‬درجة‭ ‬محايثة‭ ‬للمؤثرات،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬السينما‭ ‬بطبيعتها‭ ‬الروائية‭ ‬هي‭ ‬فن‭ ‬السرديات‭ ‬البصرية،‭ ‬فإذا‭ ‬سلمنا‭ ‬بذلك‭ ‬سنقول‭: ‬إننا‭ ‬باختصار‭ ‬بعيدين‭ ‬جدا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬النقطة،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬سنوات‭ ‬ضوئية‭ ‬تفصلنا‭ ‬عن‭ ‬السينما‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وما‭ ‬يصعب‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬العربية‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نولي‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬وتوفير‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬المناسب‭ ‬لها،‭ ‬المال‭ ‬الذي‭ ‬يكفي‭ ‬للنهوض‭ ‬بها،‭ ‬إنها‭ ‬صناعة‭ ‬وصناعة‭ ‬ثقيلة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬كارتلات‭ ‬وشركات‭ ‬ضخمة‭ ‬وكبيرة‭ ‬تتولى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭. ‬أما‭ ‬الاتجاهات‭ ‬والإضاءات‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬فهي‭ ‬نادرة‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬وقاعات‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬فقط‭ ‬الصالات‭ ‬المخصصة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المهرجانات،‭ ‬لذلك‭ ‬حديثي‭ ‬يعنى‭ ‬أولا‭ ‬بالصناعة‭ ‬السينمائية‭ ‬وليس‭ ‬بأفلام‭ ‬المهرجانات،‭ ‬ولو‭ ‬أنك‭ ‬ذهبت‭ ‬لمراجعة‭ ‬كل‭ ‬تأريخ‭ ‬السينما،‭ ‬فستجد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬تستمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬خذ‭ ‬مثلا‭ ‬الواقعية‭ ‬الإيطالية‭ ‬الجديدة‭ ‬وأجيالها‭ ‬الثلاث،‭ ‬وأنظر‭ ‬إلى‭ ‬الموجه‭ ‬الفرنسية‭ ‬والسينما‭ ‬الحرة‭ ‬وسينما‭ ‬الأندركراوند‭ ‬وغيرها،‭ ‬قل‭ ‬لي‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬استطاع‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة‭ ‬؟‭ ‬لا‭ ‬أحد؛‭ ‬لأن‭ ‬لصناعة‭ ‬السينما‭ ‬متطلبات‭ ‬إنتاج‭ ‬بالغة‭ ‬الصعوبة،‭ ‬وبلدننا‭ ‬العربية‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السينما‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭. ‬أبرزها‭ ‬ضعف‭ ‬الإيمان‭ ‬بدور‭ ‬الفيلم‭ ‬ووظيفته‭ ‬الفكرية‭ ‬والتربوية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬المعروفة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬الجميع‭. ‬لذلك‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬جمهور‭ ‬واسع‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬وتعدد‭ ‬الفضائيات‭ ‬والمنصات‭ ‬والإنترنت‭ ‬والمواقع‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬مشاهدة‭ ‬أفلام‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬نوع،‭ ‬وسهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭. ‬

‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬الدول‭ ‬باهتمام‭ ‬للفيلم‭ ‬التسجيلي؛‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬البداية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لأي‭ ‬سينما‭ ‬بالعالم‭..‬هل‭ ‬تتفق‭ ‬معي؟‭   ‬

أحسنت‭ ‬أتفق‭ ‬معك‭ ‬تماما،‭ ‬لقد‭ ‬شكل‭ ‬الفيلم‭ ‬التسجيلي‭ ‬أو‭ ‬الوثائقي‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬تأريخية‭ ‬أداة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬السمعة‭ ‬سياسية‭ ‬للدول‭ ‬وأنظمتها،‭ ‬كما‭ ‬سلط‭ ‬بفعل‭ ‬طبيعته‭ ‬الواقعية‭ ‬سلاحا‭ ‬قويا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الشعوب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬الأساس‭ ‬المادي‭ ‬لإطلاق‭ ‬صناعة‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تنبهت‭ ‬لدوره‭ ‬البنائي‭ ‬والثقافي‭. ‬ويُعد‭ ‬الفيلم‭ ‬التسجيلي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسلحة‭ ‬الفكرية‭ ‬الموجهة‭ ‬للداخل‭ ‬والخارج،‭  ‬ويعلق‭ ‬ماك‭ ‬سينيت‭ ‬على‭ ‬فيلم‭ ‬“انتصار‭ ‬الإرادة”‭ ‬الذي‭ ‬كتبته‭ ‬وأخرجته‭ ‬الألمانية‭ ‬ليني‭ ‬ريفنستال،‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬العام‭ ‬1935،‭ ‬“لقد‭ ‬تسبب‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬بهزيمة‭ ‬أوروبا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬هتلر‭ ‬بغزوها‭ ‬فعليا”،‭ ‬ويُعتبر‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬وأهم‭ ‬الأعمال‭ ‬الدعائية‭ ‬لما‭ ‬تضمنه‭ ‬من‭ ‬لقطات‭ ‬حاشدة‭  ‬لجماهير‭ ‬الحزب‭ ‬النازي‭ ‬وخطابات‭ ‬زعمائه‭ ‬في‭ ‬حينه،‭ ‬فكان‭ ‬صادما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬النفسي‭ ‬لتلك‭ ‬البلدان‭ ‬أبان‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وكانت‭ ‬أغلب‭ ‬دور‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬تعرض‭ ‬الأفلام‭ ‬التسجيلية‭ ‬مع‭ ‬دعايات‭ ‬عروض‭ ‬الأفلام‭ ‬القادمة،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬التقليد‭ ‬للأسف‭ ‬انتهى‭ ‬وذبلت‭ ‬معه‭ ‬صناعة‭ ‬الفيلم‭ ‬التسجيلي‭.‬

‭ ‬إصداراتك‭ ‬الجديدة؟

لقد‭ ‬صدر‭ ‬لي‭ ‬كتابان‭ ‬جديدان‭ ‬عرضا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬القاهرة‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب،‭ ‬وهما‭: ‬

“لذة‭ ‬الخوف‭ ‬وغواية‭ ‬المثير‭ ‬في‭ ‬سينما‭ ‬الرعب”،‭ ‬وهذا‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬وهو‭ ‬دراسة‭ ‬سيكوسيسيولوجية‭ ‬تتعرض‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأساس‭ ‬للإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭: ‬لماذا‭ ‬تبدو‭ ‬المرأة‭ ‬مولعة‭ ‬أفلام‭ ‬الرعب؟‭ ‬أما‭ ‬الكتاب‭ ‬الثاني،‭ ‬فهو‭ ‬“دكتاتورية‭ ‬اللغة‭ ‬وأقنعة‭ ‬الرمز‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الاتصالي”،‭ ‬وصدر‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬حورس‭ ‬الدولية‭ ‬للطباعة‭ ‬والنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭.‬

وأعمل‭ ‬بشكل‭ ‬حثيث‭ ‬عن‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬السرديات‭ ‬البصرية‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬كتابة‭ ‬سيناريو‭. ‬ومنكب‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬البحثية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬والنقد‭. ‬

وحانت‭ ‬لحظة‭ ‬الشوق‭ ‬المسافر‭ ‬لنسألك‭ ‬عن‭ ‬كلمتك‭ ‬الأخيرة؟

أشكرك‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬إتاحة‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬للإطلالة‭ ‬على‭ ‬جمهور‭ ‬“جريدة‭ ‬البلاد‭ ‬الغراء”،‭ ‬كما‭ ‬أشكرك‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬موضوعات‭ ‬شتى‭ ‬تهم‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬نتطرق‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الشعر‭ ‬والنقد‭ ‬والكتابة‭ ‬المسرحية،‭ ‬متمنيا‭ ‬للأحبة‭ ‬وللحركة‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنماء‭ ‬والازدهار‭.‬

شارك الخبر على