أمين “البحرين الخيرية” تبرعات بناء مساجد بالخارج “أمر غير مقبول”

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

مشكلة‭ ‬بقلة‭ ‬المتطوعين‭ ‬المنخرطين‭ ‬بالأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية

113‭ ‬مؤسسة‭ ‬خيرية‭ ‬وإنسانية‭ ‬والجهود‭ ‬مبعثرة‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬العطاء

النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬غائب‭ ‬عن‭ ‬الأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬

الشباب‭ ‬أصبح‭ ‬“عبدا”‭ ‬للموبايل‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬فشل‭ ‬زيجات

لا‭ ‬فقر‭ ‬مدقع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ... ‬وتذمر‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬سببه‭ ‬لجوؤهم‭ ‬إلى‭ ‬الكماليات

 

أكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬الخيرية‭ ‬حسن‭ ‬إبراهيم‭ ‬كمال‭ ‬أهمية‭ ‬توجيه‭ ‬الجمعيات‭ ‬والصناديق‭ ‬الخيرية‭ ‬لمساعدتها‭ ‬ولمشاريعها‭ ‬الخيرية‭ ‬إلى‭ ‬الداخل‭ ‬البحريني‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬تصديرها‭ ‬للخارج،‭ ‬مضيفاً‭ ‬لهم‭ ‬“الأقربون‭ ‬أولى‭ ‬بالمعروف”‭.‬

وأوضح‭ ‬كمال‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬أجرته‭ ‬معه‭ ‬“البلاد”‭ ‬بأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬رؤية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬أموال‭ ‬التبرعات‭ ‬الموجودة‭ ‬لديها،‭ ‬وهو‭ ‬غياب‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬أعداد‭ ‬المنتفعين‭ ‬منها،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستعانة‭ ‬بمتخصصين‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬محافظهم‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬النفع‭ ‬المطلوب‭ ‬للناس‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭:‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬يميز‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وعمل‭ ‬الخير؟

نعتز‭ ‬ونفتخر‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وبقيادتنا‭ ‬الرشيدة،‭ ‬وهذا‭ ‬الشعب‭ ‬الوفي‭ ‬لأرضه،‭ ‬والتكافل‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تكافل‭ ‬فطري‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬إسلامية،‭ ‬وقائم‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬الصادق‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

نجد‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬والخيرية‭ ‬والتطوعية‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وفي‭ ‬أبنائه،‭ ‬فلقد‭ ‬تربينا‭ ‬على‭ ‬الخير،‭ ‬وعلى‭ ‬حب‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهذه‭ ‬الأرض،‭ ‬ولاشك‭ ‬بأننا‭ ‬مطالبون‭ ‬بالاستمرار‭ ‬بهذا‭ ‬الشعور،‭ ‬ونقله‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

إن‭ ‬البحرين‭ ‬تتمتع‭ ‬بعدة‭ ‬خصال‭ ‬يشيد‭ ‬بها‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد،‭ ‬وهي‭ ‬نابعه‭ ‬كلها‭ ‬من‭ ‬أصالة‭ ‬وقيم‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع،‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬المحبة‭ ‬والتعاون‭ ‬والتعاضد،‭ ‬والانسجام‭ ‬بين‭ ‬أفراده،‭ ‬وبين‭ ‬جميع‭ ‬طوائفه‭.‬

ما‭ ‬الآثار‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬المنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحقل؟

عندما‭ ‬انتشرت‭ ‬تقنيات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬انتقلت‭ ‬آليات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬والمرضى‭ ‬والأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬الجديدة،‭ ‬مسهلة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬الخير،‭ ‬وعلى‭ ‬فرق‭ ‬العمل‭ ‬المنضوية‭ ‬تحتهم،‭ ‬كدليل‭ ‬حي‭ ‬على‭ ‬التلاحم‭ ‬والتواصل‭ ‬المستمر‭ ‬بينهم‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬القائمة‭ ‬والتي‭ ‬تواجهكم‭ ‬دوماً؟‭ ‬خصوصاً‭ ‬بفترة‭ ‬الجائحة‭ ‬والتي‭ ‬فرملت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإنسانية‭.‬

التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهناها‭ ‬بفترة‭ ‬الجائحة‭ ‬ترتبط‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬بغياب‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬الفرق‭ ‬التطوعية‭ ‬والخيرية،‭ ‬وهو‭ ‬غياب‭ ‬قل‭ ‬أثره‭ ‬نوعاً‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والتطبيقات‭ ‬المساعدة‭ ‬كتطبيق‭ ‬“زووم”‭ ‬عبر‭ ‬الاتصال‭ ‬المرئي،‭ ‬وما‭ ‬ينقضنا‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬لإجراء‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الناس‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬مشكلة‭ ‬قلة‭ ‬المتطوعين‭ ‬المنخرطين‭ ‬بالأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية؛‭ ‬بسبب‭ ‬الانشغال‭ ‬بأمور‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬والمعيشية‭ ‬والحياتية،‭ ‬وكذلك‭ ‬كثرة‭ ‬وجود‭ ‬الجمعيات‭ ‬والصناديق‭ ‬الخيرية،‭ ‬فلدينا‭ ‬حاليا‭ ‬الآن‭ ‬113‭ ‬مؤسسة‭ ‬خيرية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬ذات‭ ‬بر‭ ‬وإحسان،‭ ‬بينما‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬لجمعيات‭ ‬النفع‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬640‭ ‬تقريبا،‭ ‬وهذا‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬مبعثرة‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬العطاء‭.‬

كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬جهود‭ ‬الرعاية‭ ‬القائمة؟

الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الموجودة‭ ‬هي‭ ‬مالية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وإنسانية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬وصحية‭ ‬وتعليمية‭ ‬وخدمية‭ ‬بالتوالي،‭ ‬والجهة‭ ‬الوحيدة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬هذه‭ ‬المتطلبات‭ ‬هي‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولذلك‭ ‬أسباب،‭ ‬أهمها‭ ‬الرئاسة‭ ‬الفخرية‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وقيادة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬كرئيس‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬بها،‭ ‬ووجود‭ ‬الكوادر‭ ‬المخلصة‭ ‬بها‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬المسببات‭ ‬أعطت‭ ‬المؤسسة‭ ‬زخماً‭ ‬وقيمة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬بالعمل،‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التحرك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬وخارج‭ ‬الوطن،‭ ‬أضف‭ ‬أن‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬له‭ ‬إسهامات‭ ‬جليلة‭ ‬بهذا‭ ‬العمل،‭ ‬عبر‭ ‬متابعته‭ ‬الجادة‭ ‬لكل‭ ‬إنجازاتها‭ ‬وبرامجها‭ ‬ومشاريعها‭ ‬وآلية‭ ‬السير‭ ‬والعمل‭ ‬بها،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬النفع‭ ‬للناس‭.‬

ومن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬أيضا‭ ‬الموارد‭ ‬المالية،‭ ‬والتي‭ ‬تتواجد‭ ‬بوفرة‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات،‭ ‬ولكنها‭ ‬تفتقر‭ -‬بالمقابل‭- ‬آلية‭ ‬استثمارها‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن؛‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬المختصين‭ ‬بذلك،‭ ‬بخلاف‭ ‬جمعيات‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تتملك‭ ‬هذا‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الوفورات‭ ‬المالية‭.‬

برأيك،‭ ‬ما‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬للرعاية‭ ‬المطلوبة‭ ‬للناس؟

عدم‭ ‬رجوعها‭ ‬لأهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الاستثمار،‭ ‬خصوصاً‭ ‬وأنه‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬حاجة‭ ‬الناس،‭ ‬زادت‭ ‬الحاجة‭ ‬للخبراء‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المحافظ‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬سواء‭ ‬للجمعيات‭ ‬أو‭ ‬الصناديق‭ ‬الخيرية؛‭ ‬وذلك‭ ‬لتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬المنتفعين‭ ‬والمستفيدين‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬المحتاجة،‭ ‬وأشير‭ ‬هنا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تسعين‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬مكفولة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

وأشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الموافقات‭ ‬الرسمية‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تتأخر‭ ‬نسبياً‭ ‬في‭ ‬حصول‭ ‬الجمعية‭ ‬على‭ ‬الترخيص‭ ‬المطلوب،‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الإنجاز‭ ‬والعمل؛‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المال‭ ‬هو‭ ‬مال‭ ‬عام،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يدار‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح،‭ ‬وألا‭ ‬يترك‭ ‬بأيادٍ‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬إدارتها،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ضياعها‭ ‬وفقدان‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬عملها‭ ‬بالمسار‭ ‬الصحيح‭.‬

‭ ‬هنالك‭ ‬أحاديث‭ ‬متفاوتة‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬الأسر‭ ‬المحتاجة‭ ‬وظروفها‭ ‬المعيشية،‭ ‬كيف‭ ‬تقرأها‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬التجربة؟

لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فقر‭ ‬مدقع،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬يموت‭ ‬جوعاً‭ ‬بهذا‭ ‬الوطن،‭ ‬هنالك‭ ‬أسر‭ ‬متعففة‭ ‬ومحتاجة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تنال‭ ‬نصيبها‭ ‬من‭ ‬المساعدة‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التكافل‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬به‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬ونحن‭ ‬نتطلع‭ ‬دوماً‭ ‬لتقديم‭ ‬الأفضل‭ ‬للجميع‭.‬

والتذمر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مال،‭ ‬قياساً‭ ‬بما‭ ‬يحتاج،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬توسع‭ ‬المواطن‭ -‬ببعض‭ ‬الحالات‭- ‬في‭ ‬الكماليات‭ ‬وليس‭ ‬بالضروريات‭ ‬ساهم‭ ‬بزيادة‭ ‬الأعباء‭ ‬المالية،‭ ‬كنوع‭ ‬السيارة‭ ‬المشتراة،‭ ‬أو‭ ‬تغييرها‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬والسفر‭ ‬السنوي،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭.‬

هذه‭ ‬المحاكاة‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الأسر‭ ‬وعلى‭ ‬مقدرة‭ ‬أربابها‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬واجبهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدفعهم‭ ‬بنهاية‭ ‬الأمر‭ ‬للتوجه‭ ‬إلى‭ ‬القروض‭ ‬وتكبيل‭ ‬أنفسهم‭ ‬بها،‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬المصاريف‭ ‬الثابتة،‭ ‬كالفواتير‭ ‬وبقية‭ ‬الالتزامات‭ ‬المعيشية‭ ‬المهمة‭.‬

يتذمر‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬توجه‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬لصرف‭ ‬أموال‭ ‬التبرعات‭ ‬للخارج‭ ‬عبر‭ ‬مشاريع‭ ‬الإغاثة‭ ‬والعلاج‭ ‬وبناء‭ ‬المساجد‭ ‬وغيرها،‭ ‬وعلى‭ ‬حساب‭ ‬الداخل‭ ‬البحريني،‭ ‬ما‭ ‬رأيك؟

الأقربون‭ ‬أولى‭ ‬بالمعروف،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬أوصى‭ ‬به‭ ‬النبي‭ (‬ص‭)‬،‭ ‬وليس‭ ‬بأن‭ ‬أقفز‭ ‬للرقم‭ ‬عشرين‭ ‬في‭ ‬القائمة‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬لكي‭ ‬أقدم‭ ‬له‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬التسعة‭ ‬عشر‭ ‬الذين‭ ‬يسبقونه‭ ‬في‭ ‬القرب‭ ‬والأولوية‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬ببناء‭ ‬المساجد‭ ‬بالخارج،‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حاجة‭ ‬البحرين‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المساجد‭ ‬الجديدة،‭ ‬والسعي‭ ‬لاستبدال‭ ‬كبائن‭ ‬الصلاة‭ ‬الخشبية‭ ‬والتي‭ ‬تكثر‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬وغيرها‭.‬

والكثير‭ ‬من‭ ‬المتبرعين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬موجهين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أقطاب‭ ‬الجمعيات،‭ ‬حيث‭ ‬تعرض‭ ‬عليهم‭ ‬الجمعيات‭ ‬نماذج‭ ‬لمساجد‭ ‬مختلفة‭ ‬بدول‭ ‬متعددة،‭ ‬وبأسعار‭ ‬مختلفة،‭ ‬ويترك‭ ‬لهم‭ ‬حرية‭ ‬الاختيار‭ ‬منها،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬هنالك‭ ‬تشجيع‭ ‬منهم‭ ‬لبناء‭ ‬المساجد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭.‬

وأشير‭ ‬هنا‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬المسجد‭ ‬مبني‭ ‬بالكامل‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬فرد‭ ‬بعينه،‭ ‬أو‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬شخص‭ ‬بعينه،‭ ‬فالأجر‭ ‬قائم،‭ ‬ولو‭ ‬بطابوقه،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬مشايخ‭ ‬الدين،‭ ‬بأهمية‭ ‬توعية‭ ‬المتبرعين‭ ‬والشباب‭ ‬بذلك‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬الراهنة،‭ ‬هل‭ ‬ترى‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬مسؤوليات‭ ‬مجتمعية‭ ‬جديدة‭ ‬وطارئه‭ ‬تجاه‭ ‬الشباب؟

من‭ ‬الضرورة‭ ‬احتضان‭ ‬الشباب،‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬البرامج‭ ‬التنويرية‭ ‬والإرشادية‭ ‬لهم،‭ ‬والتي‭ ‬ستأخذهم‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل،‭ ‬حيث‭ ‬مازلنا‭ ‬نعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬الأنا،‭ ‬كلًّا‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬نفسه‭ ‬وإلى‭ ‬محيطه‭ ‬الصغير،‭ ‬وينسى‭ ‬المحيط‭ ‬الأوسع،‭ ‬وهو‭ ‬المجتمع‭.‬

فمن‭ ‬منا‭ ‬اليوم‭ ‬يتبنى‭ ‬شباب‭ ‬قريته‭ ‬أو‭ ‬منطقته‭ ‬أو‭ ‬“فريجه”؟‭ ‬اللهم‭ ‬ما‭ ‬ندر،‭ ‬هنالك‭ ‬أندية‭ ‬عديدة‭ ‬مكتوب‭ ‬على‭ ‬لافتاتها‭ ‬الرئيسة‭ ‬الثقافي‭ ‬والرياضي،‭ ‬فالنشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬هنا‭ ‬موجود‭ ‬وقائم،‭ ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬هو‭ ‬الثقافي،‭ ‬غائب،‭ ‬والسبب‭ ‬غياب‭ ‬الفكر‭ ‬والتوجيه‭ ‬والبرامج‭.‬

أين‭ ‬يتجه‭ ‬اهتمام‭ ‬الشباب‭ ‬برأيك؟

إلى‭ ‬“الموبايل”‭ ‬والذي‭ ‬بات‭ ‬يُصبح‭ ‬عليه‭ ‬المرء‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصبّح‭ ‬على‭ ‬أهله،‭ ‬فأصبح‭ ‬عبداً‭ ‬له،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المجالس،‭ ‬تجد‭ ‬هنالك‭ ‬عشرين‭ ‬فرداً‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬منشغل‭ ‬بهاتفه،‭ ‬فالأجساد‭ ‬موجوده،‭ ‬لكن‭ ‬التواصل‭ ‬مفقود،‭ ‬وخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬هجرة‭ ‬الشباب‭ ‬للمجالس،‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬مكانا‭ ‬لارتياد‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬فقط،‭ ‬وبذلك‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬الآباء‭ ‬بلم‭ ‬شمل‭ ‬الأسر‭ ‬ككل،‭ ‬وإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الفجوات‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬متعاظمة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

هذا‭ ‬الحال،‭ ‬انعكس‭ ‬سلباً‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الزوجية،‭ ‬وعلى‭ ‬تعاظم‭ ‬فشلها‭ ‬ببعض‭ ‬الأحيان؛‭ ‬لغياب‭ ‬روح‭ ‬التواصل،‭ ‬فأصبح‭ ‬مبدأ‭ ‬الخلاف‭ ‬قائم،‭ ‬ومبدأ‭ ‬التفاهم‭ ‬منقطع‭.‬

شارك الخبر على