سفير الخير لـ “البلاد” أحداث ٢٠١١ نقطة تحول كبيرة بحياتي
ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد
الوالدة سخرت حياتها بالكامل لتربية أولادها الأربعة
رد جميل البحرين بأن نتفوق بدراستنا.. وحصل ما أرادت
عمل الخير مفتاح لأكبر الأبواب الموصدة والمستحيلة
قال سفير الخير عبدالرحمن جليل الشيخ إن اهتمام ورعاية وتوجيهات عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، كان له عظيم الأثر والفضل في نفسه، وبما وصل إليه الآن، مضيفاً “بل هو لكل يتيم بهذا الوطن”.
وأضاف الشيخ لـ “البلاد” والذي اختارته المؤسسة الملكية للأعمال الانسانية أخيراً ليكون سفيراً للخير؛ نظير أعماله الإنسانية والخيرية المبكرة لمساعدة الأيتام والأرامل والأسر المتعففة بأن “عمل الخير أمر جميل، وهو مفتاح لأكبر الأبواب الموصدة والمستحيلة، والتطوع ميدان يبرع فيه الشباب البحريني منذ عقود، وأنا أفخر بأبناء بلدي وبمساعيهم الخيرة في الداخل البحريني وخارجه”.
كيف كانت البدايات مع اليتم؟
توفي والدي وأنا في التاسعة من العمر، وكانت مرحلة صعبة لي ولأشقائي الثلاثة، ليس فقط باعتباره رب الأسرة، بل لأننا كنا نحبه، ومعتادين على وجوده وعلى حسه في البيت، ناهيك عن الدور الكبير الذي حملته الوالدة حفظها الله بعد وفاته مباشرة، ومحاولتها المستمرة بأن تقدم لأولادها ما تستطيع وأن تسد مكان غيابه، والحمد لله نجحت في ذلك.
كيف تنظر لجهود الوالدة في تربية أولادها الأيتام؟ وما الرسائل التي تحملها هذه التجربة؟
الوالدة سخرت حياتها بالكامل لتربية أولادها، وكانت قريبة منهم في كل التفاصيل، وتهتم بالجوانب الدينية والأخلاقية والتعليمية بأن تكون مغروسة بنا، ومع الوقت ومع وعينا، نظرنا لدورها المحفز والبناء في صناعة الحياة لنا، والتي أثمرت بالرعاية السامية لجلالة الملك لنا، أسوة بغيرنا من الأيتام، وهي رعاية مثلت لنا حجر الزاوية ببناء الحياة الجديدة، وترك الأثر الطيب بنا.
هذه التجربة أسهمت لأن أكون مبادراً دوماً في الأعمال التطوعية وفي تأسيسها، حيث كنت أراه واجبي تجاه الوطن، وأتذكر هنا بأن الوالدة كانت تقول لنا بأن رد الجميل لها بأن نتفوق بدراستنا، وهو ما حصل بالفعل.
ماذا يعني اختيار المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لك كسفير للخير؟
تتويج أفخر به، وهو دافع لي لتقديم المزيد من العطاء والوفاء لشعب البحرين، ولكل من يحتاج للمساعدة، وهي أمانة أتشرف بحملها على عاتقي.
اهتمام ورعاية وتوجيهات جلالة الملك، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وسعي الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية مصطفى السيد، له عظيم الأثر والفضل في نفسي، بما أصبحت عليه الآن، ليس أنا فقط، بل كل يتيم بهذا الوطن، فاقد لأبويه.
هل سبق لك أن تحصلت على جوائز في سياق العملين الخيري والإنساني؟
نعم، منها جائزتان من الوجيه عبدالرحمن جاسم كانو، في مجالات التطوع واسمها جائزة عبدالرحمن كانو للإبداع، وكلتاهما في المرتبة الذهبية، وحصلت على جائزة “ كاس”، وهي دولية من الوزن الثقيل، ولكي نتخرج علينا أن نقوم بممارسات ومبادرات تمكنا من الحصول عليها.
كما تم اختياري بفضل من الله كسفير للخير وهو نتاج خير لكل هذه الأعمال، ومن الأهمية أن يكون للمرء خطة وهدف يسعى لتحقيقه وميول وشغف، وحين يقال “لازم تتعب على نفسك” هذه حقيقة لاشك فيها، والمعرفة والإعداد الجيد لكل أمر، والاختلاف، من أساسيات النجاح.
وماذا عن هواياتك اليومية؟
اهتممت منذ صغري في القراءة، وفي توسعة مداركي، وكنت أجد بها مدرسة حقيقية في بناء الشخصية والذات والهوية، ومع الوقت بدأت في دخول ميدان الكتابة والتعبير، وتطور هذا الأمر شيئاً فشئياً حتى وصلت لمرحلة أن أتقدم بالاقتراحات والأفكار لتطوير مسار العمل الخيري والإنساني، وكان هذا وأنا في التاسعة عشرة من العمر.
القراءة أمر جيد، والكتابة كذلك، وبهما اختزال كبير لعقود من المعرفة والفهم وثقافة الشعوب وممارساتهم.
تحدثت عن المبادرة في عمل الخير، هل هو إحساس أم دافع أم ماذا؟
المبادرة بعمل الخير، هو إحساس داخلي يقوم عليه الدافع فيما بعد، وكأن هنالك من يهمس لك بخفوت بأن تفعل هذا وذاك، ولقد اهتممت بتوفيق من الله ومن خلال تواجدي في المؤسسة الخيرية الملكية للأعمال الإنسانية أن أترك الأثر الحقيقي في حياة الناس، عبر تأسيس البرامج وتفعيلها للتواكب مع متغيرات ومتطلبات المرحلة، والأسر نفسها.
عمل الخير أمر جميل، وهو مفتاح لأكبر الأبواب الموصدة والمستحيلة، والتطوع ميدان يبرع فيه الشباب البحريني منذ عقود، وأنا أفخر بأبناء بلدي وبمساعيهم الخيرة في الداخل البحريني وخارجه.
ولقد تم اختياري أخيراً كرئيس للجنة الشباب والرياضة في برلمان الشباب العربي، وهي فرصة جديدة للعطاء، وخدمة الآخرين، وأنا أصنف نفسي منذ الصغر بأنني رجل وطني بحت، وأحداث 2011 المؤسفة كانت نقطة تحول كبيرة في حياتي، فالبحرين هي الأولوية القصوى لي، وهي أمانة في أعناقنا جميعاً.