قطر... تاريخ طويل في تمويل الجماعات المتشددة

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

أكد‭ ‬المحلل‭ ‬الصحافي‭ ‬ومحرر‭ ‬الشؤون‭ ‬الدفاعية‭ ‬بصحيفة‭ ‬التلغراف‭ ‬البريطانية‭ ‬كون‭ ‬كوفلن‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬السرعة‭ ‬المذهلة‭ ‬التي‭ ‬سيطرت‭ ‬بها‭ ‬“طالبان”‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬أفغانستان‭ ‬لا‭ ‬ترجع‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬عزيمة‭ ‬مقاتليها‭ ‬وبراعتهم،‭ ‬إذ‭ ‬هي‭ ‬تدين‭ ‬إلى‭ ‬حدٍ‭ ‬كبير‭ ‬للدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬الذي‭ ‬يتلقاه‭ ‬المتشددون‭ ‬الإسلاميون‭ ‬من‭ ‬الحلفاء‭ ‬الرئيسين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وخارجها‭.‬

ولفت‭ ‬المقال‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬يدفع‭ ‬لـ‭ ‬“طالبان”‭ ‬لقتل‭ ‬وتشويه‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭ ‬والأميركية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬لكن‭ ‬موسكو‭ ‬ستدعم‭ ‬أي‭ ‬نتيجة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إذلال‭ ‬خصومها‭ ‬الغربيين،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬“طالبان”‭ ‬بالشرعية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬مكنتها‭ ‬من‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬هجوم‭ ‬دبلوماسي‭ ‬عالمي،‭ ‬حيث‭ ‬استخدم‭ ‬مبعوثو‭ ‬“طالبان”‭ ‬قطر‭ ‬كقاعدة‭ ‬لتعميق‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭.‬

وأشار‭ ‬المقال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬تتمتع‭ ‬بتاريخ‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬ودعم‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬المُتشددة،‭ ‬مثل‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬وحماس،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬دعمها‭ ‬لـ‭ ‬“طالبان”‭ ‬لا‭ ‬يُقدر‭ ‬بثمن‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬نظام‭ ‬إسلامي‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬كابول،‭ ‬وأن‭ ‬تورط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفصائل‭ ‬والمصالح‭ ‬المتنافسة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الأفغاني‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬قتال‭ ‬بين‭ ‬المتطرفين‭ ‬الإسلاميين‭ ‬والحكومة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬معركة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النفوذ‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المواقع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬هزيمة‭ ‬مذلة‭.‬

وبين‭ ‬المقال‭ ‬أن‭ ‬الحملة‭ ‬الخاطفة‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬“طالبان”‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البلاد‭ ‬ضد‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الأفغانية‭ ‬المحاصرة‭ ‬شهدت‭ ‬قيامهم‭ ‬بالاستيلاء‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ثلث‭ ‬عواصم‭ ‬المقاطعات‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬قندهار،‭ ‬المدينة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وكذلك‭ ‬لاشكار‭ ‬جاه،‭ ‬عاصمة‭ ‬مقاطعة‭ ‬هلمند‭ ‬والقاعدة‭ ‬السابقة‭ ‬للقوات‭ ‬البريطانية‭ ‬خلال‭ ‬حملتها‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لمكافحة‭ ‬التمرد‭ ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬457‭ ‬قتيل‭ ‬حرب‭ ‬وآلاف‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬في‭ ‬المعارك،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬مزار‭ ‬الشريف‭ ‬بيوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬آخر‭ ‬مدينة‭ ‬رئيسة‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الحكومة‭.‬

وتابع‭ ‬المقال‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬“طالبان”‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسقط‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أيام،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬كرغبة‭ ‬أمراء‭ ‬الحرب‭ ‬المحليين‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬معاقل‭ ‬القبائل،‭ ‬والدعم‭ ‬المتزايد‭ ‬بين‭ ‬الأفغان‭ ‬العاديين‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الصراع،‭ ‬والانهيار‭ ‬الكارثي‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الأفغانية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المواقع‭ ‬الحكومية‭ ‬الحيوية‭.‬

وأضاف‭ ‬المقال‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُضاف‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬القائمة‭ ‬أيضًا‭ ‬الدعم‭ ‬الحاسم‭ ‬الذي‭ ‬تلقته‭ ‬الحركة‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحلفاء‭ ‬الإقليميين‭ ‬الرئيسين،‭ ‬الذين‭ ‬حولت‭ ‬مساهماتهم،‭ ‬بأشكالهم‭ ‬المختلفة،‭ ‬مجرى‭ ‬الصراع‭ ‬بشكل‭ ‬حاسم‭ ‬لصالح‭ ‬“طالبان”‭ ‬كاستيلاء‭ ‬“طالبان”‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬هرات‭ ‬الغربية‭ ‬الرئيسة،‭ ‬وهي‭ ‬مركز‭ ‬تجاري‭ ‬رئيس‭ ‬يقع‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬يدين‭ ‬بالكثير‭ ‬للدعم‭ ‬الضمني‭ ‬الذي‭ ‬تلقوه‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإيراني،‭ ‬والذي‭ ‬سهل‭ - ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ - ‬نقل‭ ‬المعدات‭ ‬والإمدادات‭ ‬الرئيسة‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬الإيرانية‭ ‬لمساعدة‭ ‬“طالبان”‭.‬

وأردف‭ ‬المقال‭ ‬بأنه‭ ‬تاريخيًا،‭ ‬كانت‭ ‬علاقة‭ ‬إيران‭ ‬و‭ ‬“طالبان”‭ ‬مشحونة‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬التسعينات‭ ‬عندما‭ ‬قتل‭ ‬المسلحون‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬كلاسيكي‭ ‬للقول‭ ‬المأثور‭ ‬القديم‭ ‬“عدو‭ ‬عدوي‭ ‬صديقي”،‭ ‬تعتقد‭ ‬طهران‭ ‬أن‭ ‬مصالحها‭ ‬الأوسع‭ ‬تخدم‭ ‬بشكلٍ‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬“طالبان”‭ ‬المنظمة‭ ‬جيدًا‭ ‬لتدمير‭ ‬أي‭ ‬مظهر‭ ‬متبقي‭ ‬من‭ ‬النفوذ‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬الجارة‭ ‬أفغانستان‭.‬

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على